من اليمن إلى الكونغو.. حتى جزر القمر المرتزق دينار
فؤاد عبدالقادر
بعد أحداث جزر القمر الأخيرة.. وبطلها المرتزق الفرنسي بوب دينار.. لم يبق أمام العبد الفقير إلا أن يطلق زغرودة طويلة، ليس من أجل عودة الشرعية إلى الحكم ولا لفرنسا الحرة.. ولكن لمواقف العرب الأشاوس.. والجامعة العربية بقيادة الباشا عصمت عبدالمجيد على ما قامت به من تحرك لدعم شرعية القيادة القمرية من احتجاجات وشتائم ولا شتائم (نامسة) التي نزلت على أم رأس (سنيور) بوب دينار.. مما جعل الأخير ينتفض غضبا ويحلف برأس عمت بك أن يقود سيارة الرئيس الشرعي لجزر القمر.. وقد فعلها أبن الـ….!!
ماذا يمكن أن يقال بعد الذي حدث.. وما قد يحدث مستقبلاً.. في أي دولة من الدول الناطقة بلغة الضاد..؟؟
مرتزق يقود مجموعة من المرتزقة يشربون نخب الشواطئ وأشجار جوز الهند.. ويقومون بنزهة بعد ذلك على ضوء القمر.. تنتهي بعد منتصف الليل داخل قصر الرئاسة ويسحبون الزعيم من قفاه إلى مكان آخر..
ويقف العالم على قدمه.. يتحرك جورج وشارل.. ويلوح شيراك بقبضته ويتدخل لتأديب مواطئه.. ويعيد الشرعية.. وتظل الجامعة العربية كالعادة في حالة طوارئ بكل موظفيها تبحث في دفتر المحفوظات عن أنشودة بلاد العرب أوطاني! ولا يجدونها..
لقد انتظروا أن تأتيهم النجدة من ذوي القربى.. فجاءت من المحتل وعجبي على حد تعبير صلاح جاهين..
جامعة فلحت والله يبارك بضم الأسرة العربية.. الصومال.. وموريتانيا.. جيبوتي.. وجزر القمر.. من منطلق زيادة الخير.. ووووو عزوة على حد تعبير الزعيم عادل إمام.. والدول المذكورة حصوتان في عين اللي ما يصلي على النبي.. والنتيجة: لاذا تأتى ولا ذا حصل..
الأزعر مسيو بوب طاردته جبال اليمن ولفظته كهوفها.. وأذاقته الويل .. وجعلته يشاهد النجوم في عز الظهر.. فلا تمكن من أكل عنب صنعاء.. ولا تمكن من شرب مائها..
وفر بعقده يجر أذيال الخيبة إلى إفريقيا، يعمل لمن يدفع.. في الكونغو برازفيل وجد الفرصة ليرد اللطمة لـ(عبدالناصر).. كما أعتقد من خلال فرز عقده على ثورة لومومبا والأخذ بيد تشومبي.. لم يتمكن من خنق ناصر في اليمن.. فذهب إلى أدغال إفريقيا ولعله أيضا يجد هناك ما لم يجده في اليمن..
وكان عصره عصر الثقافة والعلم والمعرفة وكانت معاركة تدور في أكثر من جبهة في داخل مصر.. كان همه أن يوفر قرص الخبز للفقراء حتى لا تصبح تذكرة الانتخابات عن طريق هذا القرض..
وكان همه الآخر يتعلق بالثقافة الشاملة وعلى رأسها الكتاب الذي كان يصل إلى القارئ بسعر قيمة كوب أو فنجان شاهي (ملاليم) كان كتاب (الطبعة الشعبية مشروع الألف كتاب) للتأليف والترجمة والنشر الذي اهتم بها الرجل.. وقدمت نتاج كل الأدباء الكبار والأدباء الشباب..
من خلال الاهتمام بمشروع الكتاب عرف القارئ المصري والعربي توفيق الحكيم وعبدالرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ وزكي نجيب محمود، والعقاد، وعلي أحمد باكثير والفريد فرج.. وميخائيل رومان، وسعد الدين وهبة ونعمان عاشور.. ومحمود ذياب، وصلاح عبدالصبور.. وغيرهم، وكان هناك المسرح القومي والخاص والحكيم والحديث والجيب والكوميدي.. كانت هناك حركة مسرحية ثقافية متميزة.. هذا إذا عرفنا أنه وخلال 67-68م قدمت عدد من المسرحيات المتميزة منها على سبيل المثال (الناس اللي فوق) سعد الدين وهبة.. “الفتى مهران” عبدالرحمن الشرقاوي “ليالي الحصاد محمود ذياب” “مأساة الحلاج” صلاح عبدالصبور “السلطان الحائر” توفيق الحكيم..
كما عرضت آنذاك مسرحيات.. “بلاد بره” و”ثلاثية اسنيليوس” “آه ياليل ياقمر” نجيب سرور.. عمر ابن الخطاب” علي أحمد باكثير..
عبدالناصر كان فلاحا.. كانت المعرفة والثقافة والعلم هو الطريق الذي اختاره ثورته وتميز به حتى توفاه الله.