الوحدة ستُفشِل رهانات العدوان
اللواء /محمد صالح الحدي
تعرضت الوحدة اليمنية قبل تحقيقها لمؤامرات داخلية وخارجية للحيلولة دون قيامها ، فالتشطير كان عبارة عن بؤرة تغذي الصراعات والحروب الداخلية وكان الأعداء يشعلون فتيلها بين الفينة والأخرى في محاولات يائسة لتأجيج الصراع بين شطري الوطن حينها لمنع إعادة الّلحمة اليمنية وتحقيق الحلم الكبير الذي طال انتظاره من قبل أبناء الشعب اليمني قاطبة .
لكنها وبعد مخاضات عسيرة ومؤتمرات وندوات ومفاوضات وتفاهمات بين قيادتي الشطرين الجنوبي والشمالي آنذاك وعلى مدى عقود، تحققت الوحدة اليمنية المباركة ، ومثلت علامة فارقة في التاريخ اليمني ونقطة مضيئة في سماء الأمة العربية المظلم، كون ذلك اليوم الأغر يعتبر الميلاد الحقيقي لشعبنا اليمني العظيم ، ونقطة الانطلاق والتحول ومصدر القوة والإلهام لاستعادة الأمجاد والإرث الحضاري ، كما أن تحقيق الوحدة اليمنية ساهم في قطع الطريق أمام الأعداء المتربصين في الداخل والخارج الذين كانوا ولا زالوا يستغلون التشطير والفرقة لإذكاء وإشعال الفتن والصراعات بين أبناء الشعب اليمني الواحد منذ الأزل.
فالوحدة اليمنية تمثل خطراً على قوى العدوان الأمريكي السعودي ، وعلى مشروع الشرق الأوسط الجديد، نظرا لما يمتلكه اليمن من حضارة، وتاريخ، وأخلاق، وشهامة ، وكذلك لأهمية موقعه الجغرافي الاستراتيجي، والثروات الهائلة التي يمتلكها .
وبعد مضي ثلاثين عاماً على تحقيق الوحدة اليمنية المباركة والتاريخ يعيد نفسه ها هو شعبنا اليمني العظيم يواجه أعتى عدوان في تاريخ الحروب؛ عدوان أمريكي سعودي إماراتي غاشم؛ يسعى إلى استهداف هذا المنجز الكبير وتقسيم اليمن إلى أقاليم ودويلات، وإثارة النعرات العنصرية والمناطقية والمذهبية في المجتمع وتسعى قوى العدوان الصهيونية، إلى تشطير اليمن، وزعزعة الاستقرار فيه، ومحاولة تقسيمه بكل الوسائل، لأن بقاء اليمن موحداً سيفشل كل رهاناتهم في السيطرة على الثروة والسيادة؛ والتوسع في المشروع الصهيوني .
كما أن السعودية قائدة تحالف العدوان وهي العدو التاريخي لليمن؛ قد قامت بمحاولات سابقة لتمزيق الوحدة اليمنية، كما حصل في حرب صيف 94م، أو عن طريق مرتزقتها الذين حاولوا جاهدين أثناء مؤتمر الحوار الوطني تقسيم اليمن إلى مناطق وأقاليم .
وهنا يجب على جميع أبناء شعبنا اليمني العظيم ان نمنع كل محاولات العدوان من خلال المحافظة على الوحدة اليمنية كمنجز عظيم وعدم تحميله أخطاء أشخاص أو أنظمة بعينها .
وندعو الجميع إلى رص الصفوف والتلاحم لمواجهة كل التحديات والمخاطر التي تستهدف وحدة اليمن وهويته الوطنية ، ومواجهة العدوان بكل الوسائل؛ وحشد كافة الجهود والطاقات لرفد الجبهات بالرجال والمال حتى دحر الغزاة والمحتلين وتطهير كل شبر في وطننا الحبيب .
والنصر حليفنا وسيرحل الغزاة على توابيت الموت مهما كان الثمن .
محافظ محافظة الضالع