بعيدا◌ٍ عن كل الشائعات والأقاويل التي ترددت خلال الأيام القليلة الماضية يعقد اليوم اجتماع لندن الذي دعت إليه الحكومة البريطانية بمشاركة أكثر من عشرين دولة شقيقة وصديقة من شركاء اليمن في التنمية¡ في إطار جدول أعمال واضح المعالم والمحاور يصب في مجرى دعم خيارات اليمن في التنمية الشاملة والمستدامة وتعزيز قدرات اقتصاده الوطني ومساندة جهوده في محاربة الإرهاب وحفظ أمنه واستقراره وكذا تجاوزه للتحديات والمعضلات التي تعترض طريق بناء دولته الحديثة¡ مما يؤكد على أن اجتماع لندن لن يذهب بعيدا◌ٍ عن هذه المحددات¡ التي كشف عنها الأخ رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور في تصريحه أثناء مغادرته صنعاء يوم أمس متوجها◌ٍ إلى العاصمة البريطانية ليترأس مع نظيره البريطاني جوردون براون¡ هذا الاجتماع وهي نفس المحددات التي وردت على لسان أكثر من مسؤول بريطاني¡ مما يعني معه أن التجاوب اليمني مع الجهد البريطاني في هذا الجانب كان مستندا◌ٍ إلى رؤية واضحة وجلية¡ تنطلق من مصلحة اليمن وتوجهاته المبدئية والثابتة.
وخلال ساعات سيدرك أولئك الذين تسرعوا في إطلاق المصطلحات المفخخة¡ والأقاويل المثيرة للريبة والشكوك والمخاوف¡ إما بهدف خلط الأوراق¡ أو إحداث بعض الزوابع التي نحن في غنى عنها¡ أنهم بالفعل قد أخطأوا في تقديراتهم¡ وأن مثل هذا الأسلوب لا يمكن المراهنة عليه¡ لأن الحقيقة سرعان ما تظهر على الناس فتتراجع الدعاوى الباطلة والتأويلات المغرضة¡ لتصبح مجرد فقاعات صابونية تتلاشى في الهواء.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن ما يستلفت الانتباه أن نجد أنø ما طرح وما قيل عن أجندة اجتماع لندن وما أثير من شكوك وإشاعات حول هذه الأجندة¡ هو ما يتكرر عند كل حدث يخص اليمن. حيث صار من الواضح أن هناك من السياسيين والحزبيين من اختزلوا دورهم وجهدهم في الترويج للأكاذيب وإطلاق التهم جزافا◌ٍ والتشويش على الرأي العام. إما عبر أعمدة الصحف أو القنوات الفضائية اعتقادا◌ٍ منهم أن ذلك هو من سيمنحهم المزيد من الشهرة أو الحظوة أو مكانة عالية لدى الناس مع أن الصحيح أنهم بهذا السلوك إنما يكشفون عن ضحالة تفكيرهم وجهالتهم وضيق الأفق لديهم¡ وأنهم أيضا لم يستوعبوا أننا في عصر الشفافية وأن الطروح المضطربة وغير الدقيقة والاستعجال في إطلاق الأحكام الزائفة سرعان ما تنعكس على صاحبها وتفقده الاحترام عند الآخرين.
والمشكلة الحقيقية ليست في البهتان الذي روج له مثل هؤلاء حيال ما يتعلق بأجندة لندن. ليصل بهم الهوس والخيال إلى اعتبار اجتماع لندن مجرد نافذة لانتهاك السيادة الوطنية والتدخل في الشؤون الداخلية لليمن¡ هكذا ودون أن يكون لديهم دليلا◌ٍ أو سندا◌ٍ على ما يهرفون به من أحاديث الإفك بل أن الأدهى والأمر أن تغدو مثل هذه السلوكيات ثقافة متأصلة لديهم آخذين بمقولة «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون.. واكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك»..
وأسوأ ما في هذا أن يمارس الإنسان الكذب على نفسه وعلى الآخرين رغم معرفته التامة أن أحدا◌ٍ لا يصدقه¡ والمؤسف أن لا يخجل البعض من ممارسة هذه المسلكية وألا يرى فيها عيبا◌ٍ أو إساءة بحقه ولا ندري على أي جنب سينام هؤلاء عقب انتهاء اجتماع لندن وإعلان من شاركوا فيه من الأشقاء والأصدقاء وقوفهم مع اليمن وأمنه ووحدته واستقراره ودعمهم الكامل لمسيرته التنموية والاقتصادية وبناء دولته الحديثة.
مؤكدين في ذلك على المسؤولية التضامنية تجاه هذا البلد الذي يواجه الكثير من التحديات وفي مقدمتها التحدي الإرهابي الذي أصبح آفة عالمية تستهدف بشرورها الأمن والسلام لكل المجتمعات البشرية.
وليس لنا في الختام إلا أن نقول لألسنة الزيف “إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا