ملتقى الصحفيين الخليجيين يدعو لاتحاد متكامل يلبي طموحات دول المنطقة

■ التأكيد على دور اليمن الفاعل في قيام الاتحاد واستيعاب طاقاتها البشرية الكبيرة

اكد المشاركون في ملتقى اتحاد الصحافة الخليجية الشباب أن الإعلام الخليجي مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى في مواكبة الدعوات نحو الاتحاد الخليجي نظرا للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي يمر بها العالم والمنطقة العربية على وجه الخصوص وأن مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد ليست بالمسألة المعقدة إذا توفرت الإرادة بين دول الخليج إلا أنهم أقروا في الوقت ذاته أن الأمر يتطلب المزيد من العمل المكثف وتخصيص الإعلام الخليجي بكل جوانبه فترات زمنية واسعة تعكس الإيجابيات المنبثقة من هذا الاتحاد وانعكاسها على مستقبل الشعوب الخليجية.
واوصى المشاركون في الملتقى الخاص الذي نظمته صحيفة «عكاظ» في محافظة جدة بالمملكة العربية السعودية بمشاركة اليمن حول دور شباب الإعلام في تحقيق مشروع الاتحاد الخليجي بأهمية إنشاء الاتحاد الخليجي باعتباره خيارا وحيدا لتكامل وتوحد دول الخليج العربية والنظرة الموضوعية إلى ملف اليمن باعتبارها دولة فاعلة ومؤثرة في الاتحاد مع الوضع في الاعتبار ظروفه الاقتصادية والسياسية الماثلة والعمل على بث روح الاتحاد الخليجي في وسائل الإعلام المرئي والإلكتروني بشكل واضح وصريح والاستفادة من الإمكانات المتوفرة لقنوات الخليج الفضائية والفضاء الإلكتروني في تعزيز الاتحاد الخليجي وتبني طموحات وآمال ومتطلبات الشعوب الخليجية في وسائل الإعلام … مشيرين الى ضرورة استحداث قناة تلفزيونية خليجية مشتركة تتخصص في العمل على التوعية بأهمية الاتحاد الخليجي وإجراء الحوارات والندوات التي تخدم الموضوع وإيجاد إعلام خليجي موحد ومنسجم يواكب مفهوم الاتحاد الخليجي.. ويعمل على شرح الأهمية والأهداف المتوخاة من هذا الاتحاد وتوعية شعوب دول الخليج بضرورة الاتحاد الخليجي الأمر الذي يسرع هذه العملية.
وشدد المشاركون على ابتكار مداخل جديدة تؤسس لواقع شراكة فاعلة تخلق في نهاية الأمر الاتحاد الخليجي المأمول وتوحيد سياسات التعامل مع المواطن الخليجي وزيادة وتعزيز الصوت الشعبي في دول مجلس التعاون واستهداف صناع القرار بخطاب إعلامي مقبول ومعتدل لدعم فكرة الاتحاد الخليجي والحد من الأحاديث الموتورة والمتشنجة التي قد تتبناها بعض الأقلام أو وسائل الإعلام في بعض الدول مما يجهض فكرة الاتحاد وتوسيع هامش الحرية للتحدث عن الحراك المجتمعي في دعم فكرة الاتحاد بالاضافة الى إعادة صياغة قوانين وأنظمة النشر وتوحيدها بين دول المجلس بهامش حرية أكبر واستكتاب بيني لكتاب الرأي الخليجيين لدعم توحيد الرؤى الإعلامية بين دول مجلس التعاون الخليجي وتوظيف الملتقيات الإعلامية الخليجية لدعم فكرة الاتحاد.
وأجمع مشاركو الملتقى ضمن ثلاث ورش عمل طرح فيها كافة القضايا المساهمة بشفافية ووضوح على أهمية الانتقال إلى مرحلة الاتحاد لما لها من أهمية سياسية واقتصادية وأمنية معولين على الدور الإيجابي لوسائل الإعلام الخليجية وبالمقومات الموضوعية لقيام الاتحاد مشيرين إلى وجود تشابه وتطابق شبه كامل في المكون الثقافي لدول مجلس التعاون مقارنين ذلك بالاتحاد الأوروبي الذي لم يمتلك هذه المقومات القوية ومع ذلك وصل الآن إلى 28 دولة بينما يمتلك شعوب الدول الخليجية كل المقومات الجدية لقيام هذا الاتحاد.
ودعا المشاركون من دول الخليج كافة إلى خارطة طريق واضحة وعملية تكون بمثابة ورقة عمل ووثيقة متفق عليها من كل الإعلاميين للوصول إلى ذهنية مشتركة تدرك أهمية الاتحاد باعتبار ان كل إعلامي قادر بحكم عمله وموقعه على العمل من أجل تهيئة البيئة الشعبية والثقافية للاتحاد الخليجي.
وأكد الإعلاميون اليمنيون على دور اليمن في تأسيس الاتحاد وحاجتها لقيامه … مشيرين إلى ان اليمن يعاني من الضعف الاقتصادي إلا انه يمتلك الطاقة البشرية الكبيرة التي سيشكل استيعابها خليجيا داعما سياسيا وعسكريا وأمنيا وتغطي الشحة النسبية في عدد السكان في الدول الاخرى… وعبروا عن دعمهم الكامل وبلادهم لفكرة الاتحاد الذي سينعكس إيجابيا على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية .. لافتين إلى أن وجود العامل الجغرافي وارتباط دول الخليج العربية بإقليم منسجم يزيل كل العقبات المفترضة لقيام الاتحاد.
معالي وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة اكد على ما تتعرض له المنطقة العربية من المؤامرات الهادفة لتقويض أمنها وسلامتها وشغلها في دوامة من الصراعات التي لا تنتهي. ووظفت القوى المعادية كل ما في جعبتها من شرور لجعل المنطقة تعيش في دوامة صراع دائم واستخدمت لتأجيج هذا الصراع كل الوسائل بما فيها تشجيع الصراع المذهبي والطائفي. ومن المؤسف أن بعض اتباع الدين الواحد انجروا وراء هذه الصراعات الكثير منهم يجهل الهدف والقلة الباقية استخدمت كأداة أنيط بها تنفيذ أجندة قوى الشر والضلال لإشاعة الخراب والإرهاب الذي أضر بالكثير من البلاد والعباد. ولقد كان من أسباب نجاح هذه الصراعات في تنفيذ مخططاتها هو غياب ثقافة الحوار التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر المتباينة في شؤون الحياة.
ونوه بأهمية تعزيز التعاون المشترك التي تحرص عليها المملكة العربية السعودية إيمانا منها بأنه الطريق الأمثل في مواجهات التحديات التي تمر بها منطقة الخليج العربي وضرورة الانتقال من مرحلة التعاون بين دول الخليج العربية إلى مرحلة الاتحاد لتشكل دول مجلس التعاون كيانا واحدا ولتحقق الخير والتكامل استجابة لتطلعات مواطني دول المجلس ولمواجهة التحديات وتعزيز الروابط الدفاعية والاقتصادية بين دول المجلس للوصول إلى وحدة خليجية إيمانا بالمصير المشترك وللحفاظ على الإنجازات والمكتسبات وتلبية لطموحات وآمال قادة وشعوب المنطقة ولخلق منظومة قادرة على التفاعل مع التغيرات السياسية والاجتماعية والأمنية… موضحا ان قادة دول الخليج اطلقت المبادرة الخليجية على أساس تبيان المخاطر التي تم تداركها بحكمة وفطنة فجاءت بترتيبات مدروسة للنقل السلمي للسلطة في وكانت المبادرة سببا في خروج اليمن الذي يشكل عمقا استراتيجيا لأمن المنطقة من مخاوف الولوج في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر فباركت جميع القوى الدولية المبادرة الخليجية التي أصبحت بآلياتها لترتيب النقل السلمي للسلطة في اليمن مثالا يحتذى به في الإنهاء السلمي للصراعات الداخلية بين الأطراف المختلفة.
بدوره قال الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ: إن شباب الخليج واليمن يثبتون بهذه المشاركة في هذا الملتقى أنهم مدركون لحقيقة الأخطار التي تحيط بمنطقتنا وحريصون على الإسهام بدور فعال في تهيئة الرأي العام لتحمل مسؤوليته في هذه المرحلة العصيبة الهدف الذي يدعو الآن شباب الخليج واليمن من الإعلاميين إلى تحمل مسؤوليتهم الكاملة تجاه تحقيق هذا الحلم الكبير الذي يراودنا جميعا حتى يخرج إلى حيز التنفيذ ويوفر بذلك ضمانة كافية لسلامة دولنا وطموحات أجيالنا … مضيفا: الشباب الإعلاميون جاءوا لرسم ملامح هذا المستقبل الجميل والتأكيد على أهمية الدور القيادي للإعلام في تحقيق الأحلام الكبيرة لشعوب تنتظر منا الكثير والكثير.
ومن جانبه اوضح رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي السديري خطورة المرحلة التي تمر بها أمتنا العربية ومنطقة الخليج العربي بصورة خاصة مؤكداٍ أن الاتحاد حرص ومنذ عدة سنوات على التعامل مع أحداث المنطقة بموضوعية شديدة وحاول الاضطلاع بدور بارز في توعية شباب الأمة بالأخطار المحدقة… لافتا الى ان تنظيم هذا الملتقى بجانبيه العلمي والمهني يؤكد مواكبة الاتحاد لطبيعة المرحلة ومساهمته في تبني فكرة الاتحاد الخليجي والدفع به إلى حيز الوجود حتى تكون المنطقة آمنة أكثر باتحادها وتلاحم قياداتها وشعوبها وتوحد توجهاتها.
واشار أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان الى ان الملتقى يأتي في إطار برامج الاتحاد التي تلامس قضايا وهموم الأمة وتحرص على أن تضع الصحافة الخليجية أمام مسؤوليتها بوعي وإدراك تأمين .. ووعد بأن يواصل الاتحاد نهجه من اجل ملامسة هموم وقضايا الصحافة الخليجية والنهوض بها إلى المستوى الذي ينشده الجميع وبلورة رؤية إعلامية مسؤولة تسهم في صناعة رأي عام متضامن وموحد.

قد يعجبك ايضا