وصمتت الخيول العربية عن الصهيل!!
فؤاد عبدالقادر
توقف الزمن العربي في سبتمبر، وبالتحديد في الثامن والعشرين من نفس الشهر من عام 1970م .. عاد كل شيء القهقرى .. التطور.. العنفوان، الكرامة ،ذلك فقط كان زمن الحلم والكبرياء..
توقف الزمن ولم يتحرك.. ساد الظلام كل شيء.. كانت الأحلام بحجم مساحات الجراح..
التاريخ لا يعيد نفسه .. لكن الذكرى تنفع المؤمنين ، مات عبدالناصر .. فمات العنفوان وانطفأ الحلم بالغد ،صمتت الخيول العربية عن الصهيل وابتدأ زمن صهيل الخيول الصليبية .. زمن الخيول الأمريكية والإنجليزية والفرنسية ..
الذاكرة لا تزال حية رغم محاولة الطمس .. لقد ركلناهم من الباب فجاءونا يطلبون الثأر ويدقون طبولهم .. وكان لهم ما أرادوا .. وجدوا سماءنا وأرضنا دون حرس فاستباحوها ودجنوها..
بغداد ليس جديداً عليها ما حدث .. فلا تزال آثار جحافل التتار ترتسم فوق مياه دجلة، وحرائقهم تغطي سماء المدينة .. واليوم التتار الجدد يفعلون ما فعله أجدادهم بالأمس .. يحرقون ويقتلون ويرقصون على أشلائنا ويشربون نخب تخاذل الأنظمة المدجنة الساقطة .. الصامتة على اغتيال كرامتنا..
حدث ما حدث من امتهان .. فلا امتشق سيف المعز ولا تردد في جنبات الساحة صرخة (وا إسلاماه) ولا صوت هارون الرشيد وجحافله ..فلا السموءل ولا المهلهل جاء بالنجدة..!
“كشف النقاب عن الوجوه الغادرة .. وحقيقة الشيطان باتت سافرة..” لك الله يا بغداد ..لكم الله أهلنا وربعنا على ضفاف دجلة.