> مندوب مصر: كان ينبغي على اليمن اغتنام فرصة اجتماع لجنة التراث في صنعاء
> رئيس هيئة المدن التاريخية: الايسيسكو سترسل خبيراٍ لتدريب المختصين
في الهيئة على كيفية إعداد الملفات والاستمارات المعتمدة دولياٍ
اجتمعت لجنة التراث الإسلامي »الايسيسكو« بصنعاء وناقشت على مدى ثلاثة أيام متتالية ملفات كثيرة لعديد من الدول الإسلامية .. هذه الملفات تحوي بين ثناياها تصاميمم ودراسات لمواقع تراثية ومذيلة بآخرها بطلب من الدولة صاحبة الملف بتسجيل هذا الموقع أو المواقع التراثية ضمن قائمة التراث الإسلامي لدى الايسيكو.. وكانت بلادنا من بين تلك الدول التي قدمت ملفات حيث قدمت ملفاٍ يتضمن أربعة مواقع تاريخية في محافظة المحويت »شبام – كوكبان – الطويلة – المصنعة« .
بيد أن هذا الملف وبعد أن ناقشته اللجنة في اجتماعها الأخير الخميس الماضي أقرت على تأجيله إلى الاجتماع المقبل للجنة في العام القادم وعللت الأسباب لعدم استيفاء الملف لشروط ومعايير التسجيل.. فماذا كانت النواقص في هذا الملف ولماذا لم يتم التجهيز والإعداد واستغلال فرصة اجتماع اللجنة الإسلامية لتجسيل هذه المواقع في قائمة التراث الإسلامي فكيف أضعنا هذه الفرصة الثمينة من بين أيدينا ¿! ألم يكن الأحرى بالمسئولين وجهات الاختصاص معرفة هذه النواقص قبل تسليم الملف قبل الاجتماع من خلال التواصل مع أصحاب الخبرة والمعرفة بالمعايير والشروط سواء كانوا من الداخل أو الخارج ¿ هذا ما سنحاول معرفته من خلال ممثل منظمة الايسيكو في الاجتماع الرابع للجنة التراث الإسلامي أيضاٍ مقرر اللجنة ورئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.
شروط ومعايير
> البداية أعلنت اللجنة الإسلامية للتراث في اجتماعها الرابع بصنعاء تسجيل ثلاثة مواقع في قائمة التراث الإسلامي بعد أن استوفت ملفات تلك المواقع الشروط والمعايير التي تعتمدها الايسيكو للتسجيل وهي معايير عالمية متعارف عليها لدى المختصين ومعمول بها أيضاٍ لدى المنظمة العالمية للتراث »اليونسكو« وهذه المواقع كان للعراق النصيب الأوفر فيها حيث سجلت العراق موقعين هما المدرسة المستنصرية والقصر العباسي فيما كان الموقع الثالث من نصيب جمهورية مالي والتي سجلت مسجد »بيندراغ« فيما أجلت بقية الملفات وعددها »21« ملفاٍ من ضمنها طبعاٍ الملف اليمني ووضعت اللجنة موقعين في سوريا في قائمة الخطر لدى المنظمة التراثية الإسلامية وهما موقعي الرصافة وخراب سيار وبالتالي يكون عدد الملفات التي نوقشت بالاجتماع الرابع للجنة التراث الإسلامي بصنعاء »26« ملفاٍ.
وبالعودة إلى الملف اليمني يقول الدكتور عبدالعزيز صلاح ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في الاجتماع الرابع إن الملف اليمني يحوي على مواقع فعلاٍ فريدة لها مميزات حضارية وتاريخية بيد أن هذا الملف ينقصه العديد من المعايير التي ينبغي أن تتوفر لتسجيل المواقع في قاعة التراث الإسلامي.
وأضاف: لعل أبرز الأشياء التي أفتقد إليها ملف اليمن الخرائط والصور بالإضافة إلى الضبط في بعض البنود الشكلية إلا أن هذا لا يقلل أبداٍ من مكانة وأهمية المواقع التي تضمنها ملف اليمن.
المواقع اليمنية ستسجل الاجتماع المقبل
وحث الدكتور صلاح الجهات المختصة في اليمن على استكمال الملف وتزويده بما يحتاج إليه من خرائط وصور وإصلاح تلك البنود وفقاٍ لما تم الاتفاق عليه أثناء المناقشة على أن تتم كل تلك الإجراءات بصورة سريعة وإرسال الملف بعدها إلى المنظمة مع الطلب ليتم على الفور مناقشته في الاجتماع المقبل.
وأكد عبدالعزيز صلاح أن ملف اليمن والمواقع التي تضمنها هذا الملف سوف يتم تسجيلها ضمن قائمة التراث الإسلامي في الاجتماع القادم وهذا شيء لا يختلف عليه اثنان وسيتم التنسيق من أجل ذلك مع جهات الاختصاص في اليمن لضمان أن يتم التسجيل العام المقبل حيث سيتم تزويدهم بما يحتاجون إليه من خبرات واستشارات.
وجدد ممثل منظمة الايسيكو دعم ووقوف المنظمة إلى جانب اليمن ضد المخططات أو الإجراءات التي قد تؤدي إلى رفع مدينة زبيد من قائمة التراث العالمي أو توجيه إنذار إلى مدينة صنعاء القديمة فاليمن تتميز بتراث حضاري فريد يعتبر جزءٍا هاماٍ من التراث الإنساني.
ملف اليمن جدير بالاحترام
> ولعل من أهم القرارات التي خرج بها الاجتماع أو المؤتمر الرابع للجنة هو موافقة كافة أعضاء اللجنة بالإجماع على تسجيل المواقع التراثية والتاريخية لبلدان العالم الإسلامي المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو هذه المواقع تسجل دون استثناء في قائمة التراث الإسلامي بمجرد إرسال كل دولة للمواقع التابعة لها إلى المنظمة الإسلامية وهذا يعني أن اليمن لديها ثلاث مواقع سوف تسجل في القائمة الإسلامية وهذا ما أكده الدكتور أحمد مطاوع حسين مقرر اللجنة في الاجتماع الرابع ومندوب مصر. وقد حث مطاوع السلطات المختصة في اليمن خلال تصريح سابق للثورة بسرعة إرسال ملفات مواقعها الثلاثة »زبيد- صنعاء القديمة – شبام حضرموت« لاعتمادها في القائمة الإسلامية..
وحدد أسباب تأجيل ملف اليمن في الاجتماع الرابع وعدم الموافقة على تسجيلها ضمن قائمة التراث الإسلامي بقوله إن الملف اليمني جدير بالاحترام وتستحق فعلاٍ المواقع التي يحتويها الملف أن تسجل في القائمة ولكن هناك نواقص لاحظناها غائبة منها المراجع حيث وردت عبارة عن الهيئات والجهات المسئولة في الدول ولم يذكر في الاستمارة مراجع علمية موثوقة أيضاٍ ينقص الملف الإعداد الجيد والواضح للاستمارة أيضاٍ ينبغي أن تكون الترجمة جيدة حتى يتسنى لأعضاء اللجنة ممن لا يتحدثون العربية دراسة الملف جيداٍ.
مشيراٍ إلى أن هذه الأمور يمكن تداركها فيما بعد من خلال تدريب الكوادر على الترجمة وكيفية إعداد استمارة تسجيل المواقع..
وقال: كان الأحرى باليمن عندما علمت بانعقاد المؤتمر والاجتماع في صنعاء العمل على إعداد استمارة جيدة للمواقع وفقاٍ للمعايير والشروط بالإضافة إلى ترجمة الملف أو الاستمارة بشكل جيد .
مؤكداٍ أن أعضاء لجنة التراث الإسلامي شعروا بالحزن لعدم تسجيل المواقع التاريخية اليمنية في القائمة الإسلامية لأنها تستحق فعلاٍ أن تكون ضمن القائمة.
الترجمة بالفرنسية لم تك قوية
إلا أن رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية الأخ/ ناجي ثوابة يؤكد أن أهم أسباب تأجيل الملف اليمني إلى الاجتماع القادم هو أن الملف قدم بثلاث لغات العربية والإنجليزية والفرنسية إلا أن الترجمة الفرنسية كانت سيئة جداٍ كما قال أعضاء اللجنة حيث تحتوي لجنة التراث العالمي على اثنين من الأعضاء ممن يتحدثون الفرنسية وبالتالي لم يصوتوا لأنهم لم يدركوا شيئاٍ وهؤلاء الأعضاء من النيجر والسنغال.
وفي رده حول ما قاله ممثل منظمة الايسيكو ومندوب مصر حول نقص بعض الأشياء عن الملف اليمني أوضح ثوابة: فعلاٍ هذا صحيح لأن الدراسة التي تقدمنا بها للمواقع اليمنية تم إعدادها بصورة لم تستند إلى مراجع علمية توضح خلفيات المواقع من الناحية التاريخية ولكن الاستناد اقتصر على الوصف للبيئة الحضارية والتاريخية لهذه المواقع ولهذا تم الاتفاق مع أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة صنعاء الدكتور غيلان أحمد غيلان على توفير هذه المراجع المطلوبة.
ضياع فرصة ثمينة
وحول رده على سؤال حول عدم الاستفادة من هذه الفرصة الثمينة لاجتماع الايسيكو بصنعاء على الأقل بتسجيل هذه المواقع وتوفير كافة ما يلزم لتحقيق هذا المطلب يقول: إذا كنا لم نستفد من الاجتماع أو المؤتمر بتسجيل مواقع في القائمة الإسلامية فإننا استطعنا الاتفاق مع المنظمة الإسلامية على بروتوكول تعاون يتضمن ورشة تدريب وزيارات ميدانية واستشارات ناهيك عن الاستفادة التي كنا نتوخاها من إقامة هذا المؤتمر بصنعاء وهي إيصال رسالة للعالم الخارجي بأن اليمن آمن ومستقر لاستقبال المؤتمرات الدولية. وعلى العموم لا بد وأن نتعلم من الخطأ ويكفي أن تبدأوها هي الايسيكو سوف ترسل خبيراٍ لتدريب كوادر الهيئة ومن كافة فروعها بالمحافظة على كيفية إعداد الاستمارة أو الملف للمواقع المراد إدخالها في قائمة التراث الإسلامي أو قائمة التراث العالمي وهذا بحد ذاته إنجاز حيث من المتوقع بداية العام القادم أن يصل هذا الخبير .
مشيراٍ إلى أن الايسيكو سوف نقر هذا الملف لا محالة والمسألة مسألة وقت وأصبح الطريق مفتوحاٍ لتقديم ملفات أخرى في الاجتماع القادم «جبلة – مأرب – ثلاء- حجة – وغيرها»..