نسبه:
هو نافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد العشيرة بن مذحج المذحجي الجملي من رجال قبيلة جمل المذحجية ذات الأصول اليمانية .
كان شخصاً بارزاً في الكوفة ومن قارئي القرآن الكريم، من أشراف العرب وشجعانها، روى أحاديث الإمام علي وشارك معه في المعارك الثلاث: الجمل وصفين والنهروان، وشارك مع الإمام الحسين في كربلاء وقتل فيها سنة 61هـ.
الالتحاق بركب الحسين:
خرج نافع بن هلال من الكوفة قبل شهادة مسلم بن عقيل، ثم التحق بركب الإمام الحسين في طريق الإمام الحسين إلى الكوفة وهو واحد من أربعة أشخاص التحقوا بالإمام الحسين في طريق الكوفة في منطقة يقال لها عذيب الهجانات وكان الإمام الحسين قد سألهم عن أحوال الكوفة، فأخبروه “إن أشراف الكوفة ضدك كون ابن زياد قد اشتراهم، أما عوام الناس فقلوبهم معك وسيوفهم عليك”.
استشهاده:
بعدما تم حصار الإمام الحسين من قبل ثلاثين ألف فارس ومنع الماء عنه ساهم نافع في إيصال الماء للإمام الحسين،
ويذكر أن الإمام الحسين عندما ألقى خطبة لأصحابه والتي فيها :
” أمّا بعد فقد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تنكرت وأدبرت…” , فقال نافع : يا ابن رسول الله أنت تعلم أن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقدر أن يشرب الناس محبته ولا أن يرجعوا إلى أمره ما أحب، وقد كان منهم منافقون يعدونه بالنصر ويضمرون له الغدر، يلقونه بأحلى من العسل ويخلفونه بأمّر من الحنظل، حتى قبضه الله إليه، وإن أباك علياً قد كان في مثل ذلك فقوم قد أجمعوا على نصره وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين، وقوم خالفوه حتى أتاه أجله ومضى إلى رحمة ربه ورضوانه، وأنت اليوم عندنا في مثل تلك الحالة، فمن نكث عهده وخلع نيته فلن يضر إلا نفسه والله مغن عنه، فسر بنا راشداً معافى مشرقاً إن شئت وإن شئت مغرباً، فوالله ما أشفقنا من قدر الله ولا كرهنا لقاء ربنا، فإنا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك”.
وذكر الطبري أنه لمّا اشتد على الإمام الحسين وأصحابه العطش، دعا العباس أخاه فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً وبعث معهم بعشرين قربة، فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلاً، واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال(إلى أن قال) قال عمرو بن الحجاج لهلال: فاشرب هنيئاً، قال: لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان(إلى أن قال) ثم إن رجلاً من أصحاب عمرو طعن(طعنه نافع)فظن ذلك الرجل المطعون أنها ليست بشيء ثم إنها انتقضت بعد ذلك حتى مات منها.
وكان نافع يكتب اسمه على سهامه المسمومة ويرميها على أعدائه فقتل اثنا عشر رجلاً وكان ينشد قائلاً:
أنا الهزبر الجملي ديني على دين علي
وبعدما نفذت سهامه أخرج سيفه وقاتل وأنشد :
أنا الغلام اليمني الجملي ديني على دين حسين بن علي
إن أُقتل اليوم فهذا أملي فذاك رأيي وأُلاقي عملي
فرموه بالحجارة حتى كسرت عضديه وأخذوه أسيراً، فأخذه شمر بن ذي الجوشن إلى عمرو بن سعد، فقال له عمرو: ويحك يا نافع، ما حملك على ما صنعت بنفسك؟ فقال نافع: “إن ربي يعلم ما أردتُ والله لقد قتلت منك اثني عشر سوى من جرحت، وما ألوم نفسي على الجهد ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني” فقتله شمر بن ذي الجوشن.