تحالف العدوان تجاوز واخترق وانتهك كل حقوق الشعب اليمني

وزيرة حقوق الإنسان رضية محمد عبدالله لـ “الثورة”: استطاع الشعب اليمني بصموده تجاوز سلبيات مرحلة خمس سنوات من العدوان

سنصدر تقريراً يرصد كل المجازر والانتهاكات وسيكون مرجعية لمن يطالب بحق الشعب اليمني وما تعرض له من قبل العدوان

الثورة / رجاء عاطف
أكدت وزيرة خقوق الإنسان رضية محمد عبدالله أن الشعب اليمني مر بوضع إنساني واقتصادي صعب خلال الخمس سنوات للعدوان الذي تجاوز وانتهك كل الحقوق الإنسانية المنصوص عليها في الاتفاقيات والقوانين الدولية، عدوان خالف قواعد وقوانين الحرب بتجاوزاته في ظل صمت أممي ودولي مخز يتغنى بحقوق الإنسان التي لا وجود لها في الواقع، وقالت: إن وزارة حقوق الإنسان في الذكرى الخامسة للصمود بصدد إعداد تقرير يفضح ويكشف جرائم ومجازر العدوان التي ارتكبها خلال خمسة أعوام شامل لكل جرائم العدوان بالتوثيق العلمي وانه سيكون مرجعية لكل من يطالب بحق الشعب اليمني وما تعرض له من انتهاكات العدو واعتداء واستهداف مباشر للمدنيين … تفاصيل أكثر تجدونها في الحوار الذي أجرته “الثورة” مع وزيرة حقوق الإنسان- الأستاذة رضية محمد عبدالله.. فإلى الحصيلة:

في البداية حدّثونا عن الأوضاع الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة العدوان والحصار مدة خمسة أعوام؟
– إن الوضع الإنساني للشعب اليمني مترد سواء من جانب الحقوق الإنسانية المنصوص عليها في الاتفاقيات والقوانين والأعراف والعهود الدولية أو في الجانب الغذائي والمادي والمعنوي، فالوضع صعب جداً في الجانب الحقوقي للإنسان اليمني لكن ما ساعد على تجاوز كثير من سلبيات هذه المرحلة هو وعي الشعب، حيث أن النصوص الورقية التي كُتبت في حقوق الإنسان لم تتعاط مع الواقع وحق الإنسان اليمني حتى بالحد الأدنى، وأثبتت خمس سنوات من الصمود أن اليمنيين عند مستوى التحدي والمواجهة والتصدي، وهذا بفضل الوعي والإيمان بعدالة القضية وحق هذا الشعب بالعيش حر كما خلقه الله وهذا ما جاء ضمن حقوق الإنسان التي مُنحت واتُفق عليها لكنها لم تُعط في ظل هذا العدوان الذي يمارس على الشعب اليمني بكل شرائحه المجتمعية و فئاته العمرية منذ 26 مارس 2015م حتى هذه اللحظة، عدوان بتجاوزاته وانتهاكاته اخترق كل ما هو منصوص في حقوق الإنسان كما انتهك حقوق المرأة والطفل والرجل والشيخ والمدني والبنى التحتية للدولة في ظل صمت مخز ومعيب لمن وضع هذه النصوص الورقية التي نقول إنها مجرد نصوص على الورق وليست موجوده في الواقع، ولكن بفضل الله والمجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية وصمود الشعب استطعنا أن نقول لهم إن نصوصكم هي مجرد حبر على ورق ولا تمت للواقع الذي نعيشه نحن وكثير من الشعوب العربية والإسلامية بصلة.

كيف وجدتم صمود الشعب اليمني خلال هذه الفترة من العدوان؟
– كان صمود المجتمع اليمني يرفع الرأس وراقياً جداً رغم كل التحديات التي واجهتنا من الجانب الاقتصادي وكما ذكرنا فإن تحالف العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي الإماراتي انتهك كل شيء المحلل والمحرم في هذا العدوان على بلادنا استخدمه وطبعا جاء الضوء الأخضر من الأمريكي والبريطاني الذي أعطاهم إشارة أن يتصرفوا كأنهم أصحاب الكلمة الأولى على الشعب اليمني، فهذا الصمود أحرج وأذل من اعتدى علينا وأحرج من يتشدق ويتغنى بالحقوق الإنسانية وجعله صامتاً، فكان صموداً نفتخر كيمنيين ونعتز به ونعتبره درساً من دروس الوعي والإيمان بعدالة القضية والإيمان بالقيادة الصادقة والحكيمة وهذا بحد ذاته نصف المجهود والتي استطاعت أن تصل القناعات للشعب اليمني الصامد الذي لازال يقول بأننا سنستمر في الصمود إلى مالا نهاية وإلى أن يتعب عدونا.

ما الدور الذي قامت به وزارة حقوق الإنسان في فضح جرائم العدوان خلال خمسة أعوام؟
– إن هذه الجرائم قد فضحت نفسها بنفسها ولنكن صادقين أن الغباء الذي تعيشه قيادات تحالف العدوان على اليمن دائما يفضح نفسه وهذه الجرائم باستهداف المدنيين والُبنى التحتية والاستهداف لكل ما هو محرم في الحروب والاعتداءات والصراعات فضحت نفسها، والآن وزارة حقوق الإنسان بصدد إعداد تقرير يتحدث عن كل هذه الانتهاكات بطريقة علمية وسنوثق هذه الفضائح والانتهاكات والتجاوزات والاختراقات لكل ما هو منصوص ضمن حقوق الإنسان وسيكون تقريراً شاملاً لخمس سنوات من العدوان والانتهاكات، وليس فقط وزارة حقوق الإنسان بل كل جهة ووزارة في هذه الدولة وحكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي الأعلى لها دور ونحن سنقوم بجمع هذه التقارير وتوضيبها وطرحها بشكل علمي على الرأي العام اليمني والخارجي والذي سيتعاطى بمصداقية فيما يخص حقوق الإنسان وما تعرض له الإنسان اليمني من انتهاكات.

ماذا بشأن توثيق جرائم العدوان وتقديمها كملفات إدانة؟
– من خلال التقرير الذي سنقدمه يجب أن يستفيد منه العاملون في الجانب الحقوقي باعتبار أنه سيشمل ويضع ويسرد كل جرائم العدوان بالتوثيق العلمي بالتاريخ والمنطقة والأشخاص وغيرها كما انه سيكون مرجعية لكل من يحاول أن يطالب بحق الشعب اليمني وما تعرض له من انتهاكات العدو واعتداء واستهداف مباشر للمدنيين الذي يعتبر خرقاً من أكبر خروقات حق الإنسان استهداف المدنيين في منازلهم وأسواقهم أو في شوارعهم أو في الطرقات أو المدارس أو الوزارات، ومن المعروف أن للحروب قواعد وقوانين ولكن هذا العدو الصهيوني الأمريكي السعودي الإماراتي تجاوز هذه القوانين.

كيف تفسرون شراء العدوان للعالم من أجل السكوت على جرائمهم؟
– لنكن صادقين في فترة من الفترات كنا نعتقد أن العالم الأممي والدولي صادق ولو حتى بجزئية معينة فيما يخص الحق الإنساني والمدنيين وحق المرأة وحق الطفل ولكن الحمد لله انقشعت الغشاوة من العين وانكشفت نواياهم، ولن تُعطى الحقوق لأي شعب سُلب حقه من خلال الحوار والنصوص والقوانين والمواثيق الدولية، فدول تحالف العدوان استفادت من تجربة الشعوب التي انُتهكت حقوقهم ولم يجرؤ العالم القول للصهاينة والإسرائيليين أنهم قد تجاوزوا فهذه الدول المتغطرسة تُعطي نفسها مراحل كتجارب وما حدث من انتهاكات في فلسطين وأفغانستان وفي دول عربية مسلمة والعراق والعالم أجمع صامت، فهكذا تم التعامل مع اليمن ولن يتحدثوا عنها والسعودية جاءت بذرائع كاذبة في أول يوم للعدوان وهو استعادة الشرعية المحجوزة الآن لديهم والرئيس الذي لا وجود له رغم أنه محسوب شرعية، وأن اليمن اتباع إيران فبالتالي مبررات كثيرة ومتعددة لهذا العدوان والعالم كله يعلم بالكذب وأن أمريكا هي التي تُعطي الضوء الأخضر لهذه التجاوزات، فالسعودية هي أحد أدوات الصهيونية الإقليمية وتستحلب وتضخ بشكل مباشر مقابل السكوت ولن يتم إعطاء الحقوق لأصحابها فالعملية هي أن العالم الأممي والدولي قد وجدوا باباً للارتزاق من خلال السعودية والإمارات وبعض الدول الخليجية الغبية.

هل لديكم إحصائية عن المجازر التي ارتكبها العدوان خلال خمسة أعوام من العدوان؟ – نعم لدينا إحصائية عن المجازر وسيتم عرضها في التقرير وسندعو كل وسائل الإعلام اليمنية والوكالات العالمية الموجودة في العاصمة صنعاء وطرح التقرير عليهم وتوزيعه على المنظمات الدولية والأممية فيما يخص حقوق الإنسان والذي مع احترامنا لم نر شيئاً اسمه حقوق الإنسان.

ما رؤيتكم لواقع المرأة اليمنية في ظل العدوان؟
– المرأة اليمنية عظيمة بمعنى الكلمة رفدت الجبهات بالرجال والغذاء وتعيش وضعاً اقتصادياً صعباً فالشعب اليمني عايش البسيط والقليل والمرأة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها تستحق كل ما يُقدم لها كحق مكتسب وليس حقاً ممنوحاً، خمس سنوات وأكثر من 17 دولة وفي معظمها تمتلك المال والقرار الدولي ولكن استطاعت المرأة أن تجعل هذه الجبهات مستمرة وتواجه هذه الدولة وترسانة كبيرة من الأسلحة وتُجابه قراراً دولياً، وأما على مستوى الأسر فجعلتهم يواصلون التعليم وبقية البيوت مازالت مفتوحة ولو بالقليل، وكما استطاعت أن تُعطي هذه المرحلة عنفواناً غير عادي، فلولا وعي المرأة ووعي الشعب اليمني وصموده الذي أثبت انه شيء يُخجل كل من لديه المال ولا يمتلك القيم والقناعة والوعي وبفضل التضحيات خلال خمس سنوات جعلنا هذه الدول لا تسوى شيئاً وأنها الأضعف، فالمرأة اليوم هي رمز عطاء لا ينضب وهي الأم التي ما تزال صامدة رفدت في بعض الأسر بأكثر من أربعة شهداء ولازالت تقول لو كان لدي المزيد من الأبناء لدفعت بهم للجبهات فأعجزت العقول عن التفكير بهذا الشعب المسكين الذي استغلته السعودية وتستفيد من أراضيه وتعبث في الإنسان والأرض والثروة منذ زمنٍ طويل، فسنقدم المزيد من التضحيات للوصول إلى ما نريده حتى نحقق النصر.

هل لديكم إحصائية بعدد ضحايا العدوان من النساء والأطفال؟
– العدد ليس دقيقاً 100 % ولكنه أقرب للواقع وليس الأكثر دقة حيث ذكر التقرير الذي تم عرضه في 8 مارس والتي تشير فيه إحصائيات 1800 يوم من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن أن عدد الضحايا من المدنيين جراء العمليات العسكرية المباشرة ( 42505) بين قتيل وجريح ومعاق، حيث أن إجمالي القتلى من النساء بلغ (2352) والأطفال (3718) والرجال (10523) بينما الجرحى من النساء (2713) والأطفال (2713) والرجال (19272) .
وليس كلما وصل للجهات الرسمية بأنه العدد النهائي فهناك قرى نائية لا يتم تدوين ورصد كل ما حصل كما أن بعض الغارات تفتت عظم الضحية أو تختلط فيها الجثث ولا نستطيع تحديد العدد، ولكن في تقريرنا القادم سيكون العدد 100 % للضحايا خلال الخمسة الأعوام من العدوان.

ما الذي قامت به الوزارة من أجل التوعية بحقوق الإنسان؟
– من ضمن مشروعنا في الذكرى الخامسة لصمود الشعب اليمني العظيم كنا ننزل للمدارس والجامعات والجهات الأمنية والعسكرية المتاحة لعمل توعية بحقوق الإنسان من جانب ما أمر الله به لأنه وصلنا إلى قناعة أن ما تحدث به العالم من حقوق الإنسان ما هو إلا مجرد حبر على ورق، فالتوعية ضرورية ونحن نعيش ضمن منظومة عالمية نتعاطف مع بعضنا ونحب ونعيّد بعضنا هذا من ضمن أخلاقنا وعقيدتنا الإسلامية وسلوكنا الإنساني البشري، والتوعية تأتي من خلال القناعات وإذا استمدينا حقوق الإنسان من خلال الدين الإسلامي العظيم لجعلنا من الإنسانية في هذا العالم تضرب الجو وأن ننفذ حقوق الإنسان المنصوص عليها في المواثيق.

ماهي طموح الوزارة المستقبلية؟
– تطمح الوزارة بأن تكون شريكاً مع المجتمع المدني الفاعل ونحن الآن بعقد أول اجتماع للجنة الفنية المكونة من الجهات الرسمية والحكومية وهيئة استشارية تُبنى بالأساس من الألف إلى الياء ماعدا الوزارة فقط تكون شريكاً فيها بالرئاسة لمنظمات المجتمع المدني و الشخصيات البارزة في المجتمع لأن حق الإنسان ليس حكراً على الدولة فقط لأن من يساهم بالتوجيه ويساعد بالتوجيه للوزارة هي منظمات المجتمع المدني الفاعلة .

ما الإشكالات التي تواجه عمل الوزارة فيما يخص التعاون مع الجهات المحلية أو الخارجية؟
– فيما يخص الجانب المحلي نحن بفضل الله علاقتنا جيدة جدا مع كل الجهات الأمنية والقضائية والنيابة العامة والمخابرات ولا توجد أي إشكالية أو صعوبة ولكن المشكلة مع الخارج بسبب استمرار الصمت المخزي بحقه وليس بحقنا فنحن صامدون ومقاومون بفضل الله تعالى وفضل التضحيات والقيادة الرشيدة الصادقة فالخارج هذا شأنه كتب شيئاً وعجز عن تطبيقه ليس فقط مع الشعب والعدوان على الشعب اليمني بل مع كل القضايا الإنسانية في العالم ..

كلمة أخيرة توجهونها ختام هذا اللقاء؟
– الشكر الكثير لصحيفة “الثورة” الصوت الحي في مرحلة صمود الشعب اليمني التي رغم كل الإمكانات الشحيحة إلا أنها مازالت مستمرة وتصدر وتنقل الكلمة الصادقة والحقيقة والواقع الحقيقي للشعب اليمني وأشكر الشعب اليمني على صموده الذي نحن نستمد قوتنا وصمودنا منه ومن المرأة اليمنية التي مثلت الدور الحقيقي والطبيعي الذي لا يمكن لأي امرأة في هذا العالم أن تكون بهذا الصمود، وأقول من كان يعتقد أن الشعب ليس لديه القدرة على أن يحرك شيئاً فالآن حركنا وتصدينا وهذا بحد ذاته يعتبر شيئاً عظيماً للشعب اليمني يفتخر به على مدى أزمان ولن نكون اليوم كما كنا بالأمس اتباعاً لأي دولة من دول العالم ولا لأيّ شخصية تسيِّر قرارها علينا بعمالة للخارج .

قد يعجبك ايضا