دور الهوية الإيمانية في محاربة الوهابية

 

حسين عبده المعافا

كان اليمنيون وما يزالون محبين للدين عاملين به محبين لأهله.. التدين سيماهم منذ بزوغ فجر الإسلام وخرجت الدعوة إلى الظهور حين أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ « وحين أسلم أبو ذر الغفاري وبعد صلح الحديبية أرسل النبي الوفود إلى البلدان فكانت استجابة اليمنيين أسرع ووفودهم تتوالى وفداً بعد وفد إليه (ص) وكانوا أوائل المجاهدين وقادوا الفتوحات الإسلامية وحين حارب الإمام علي عليه السلام الفئة الباغية كانوا مع الحق وإلى جانب الإمام علي (ع)، كيف لا وهم قد انضووا تحت لوائه حين جاء إليهم إلى اليمن وأقاموا أول جمعة في شهر رجب ثم كانوا من أنصار أهل بيته وقد ذهب شيوخهم وأعيانهم لاستدعاء الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين مرتين وحاربوا معه- تحت لوائه- حتى استقامت دولتهم وخرجوا من ظلم بني العباس وهم تحت لواء آل محمد، ومنذ ذلك اليوم وهم يقاومون الهجمات الايوبية والبرتغالية والعثمانية والبريطانية إلى أن أسست بريطانيا مشروعها الخبيث في الجزيرة العربية بقيادة بن سعود وكذلك تأسيس دعوة وهابية بقيادة ابن عبدالوهاب النجدي واليمنيون يصدون الهجمات الثقافية والعسكرية ضد هذا المشروع الخبيث الذي استطاع أن يغزو كل دول العالم الإسلامي بدعم غربي وتمكين بريطاني على الحرمين الشريفين، فأظهرت الوهابية أنها تمثل الإسلام وتتغنى به وسموا ملوكهم بخدام الحرمين الشريفين واستغلوا الثروات التي حباها الله في جزيرة العرب لهدم الدين من الداخل، فكانوا يتخذون الوهابية سلوكاً ومنهجاً ودينا مدعوماً بكل أشكال الدعم، واستمر هذا الدعم من قبل حوالي مائة عام أو أكثر وكان اليمنيون يقاومون هذا المشروع الوهابي بكل أشكال المقاومة الثقافية والسياسية والعسكرية.
لقد كان الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ممن يحاربون هذا المشروع وتصدر المشهد فكان نعم القائد حين شارك بخطابه الشهير في مجلس النواب ضد الوهابية وخطرها في المناهج التربوية اليمنية، حتى في محاضراته (الملازم) كان سلام الله عليه يحاربها بشكل صريح ودون خوف أو تردد إلى أن أوعز دعاة الوهابية بمحاربته وحصاره، وكم كنا نسمع من تحذيرات في خطبهم ومحاضراتهم من هذا الرجل إلا أن هوية اليمنيين الإيمانية أبت تصديقهم باستثناء قليل من المخدوعين، لأن ارتباط اليمنيين بأهل البيت وانضواءهم تحت لوائهم جعلهم يقاومون كل الإغراءات والتهديدات ووقفوا بجانب هويتهم الإيمانية في حب الله ورسوله وأهل بيته، والتي كانت الدافع لهم لمحاربة الوهابية وكأن النبي (ص) عناهم بقوله «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين»، فاليمنيون بثقافتهم القرآنية الحقة حاربوا الوهابية وسيحاربونها وأي فكر دخيل على اليمن وعلى الدين سيكونون له بالمرصاد وهناك تفاصيل عن محاربتهم للوهابية لا يتسع لها هذا المقال بل تحتاج إلى مؤلفات وتحقيقات كبيرة وكل اليمنيين يعرفون بعضها، والآن يتصدر المشهد لمحاربة الوهابية السيد المجاهد القائد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي- وفقه الله.

قد يعجبك ايضا