الحرب المفروضة.. والسلام المفقود

علي الأشموري
العالم حبيس البيوت جراء فيروس كورونا الذي غزا الدول الكبرى وحصد مئات الآلاف من الأشخاص، لا يفرق الفيروس بين غني وفقير ولا سائل ولا مسؤول ولا أسمر ولا أشقر إنها جائحة الموت المحقق إذا لم يتبع الشخص إجراءات السلامة الوقائية فالملامسة والمصافحة مرفوضة في عرف كورونا، والنظافة الشخصية مفروضة ولبس الأقنعة الواقية ضرورة حتمية، وقفازات الأيدي لازمة لطرد القاتل، والعالم في حيص بيص والإعلام بأنواعه ليس له حديث على مدار الساعة سوى حصاد القتلى والمصابين والمتعافين.
اليمن ولله الحمد والمنَّة ما زالت خالية، ولكن الحرص والاحتياط واجب في اتباع إجراءات السلامة.. العالم مرعوب من الفيروس القاتل الذي ظهر أخيراً وغزا أكبر الدول المصنعة للأسلحة الفتاكة التي تحصد حياة البشرية، وربنا يرحم ضعفنا ويجنبنا كل فيروس وجائحة العصر التي أرعبت العالم، ونصيحة للمواطن والمسؤول الصامد والمرابط في اليمن أن لا يستهين بموضوع تدمير حياة البشر وبين الصراخ والعويل وانتظار القادم لحرب الفيروس دعا الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المتصارعة في اليمن إلى وقف القتال، وهذا نذير شؤم من المنظمة الأممية التي تحاول بدعواتها المتكررة إنقاذ التحالف الذي يضرب اليمن والمكون من 17 دولة، ولا يتحدث عن المآسي الذي يتعرض لها الشعب الصامد والصابر والمقاوم منذ خمسة أعوام ودشن العام السادس بجرائم حرب مسكوت عنها وكأن الدم اليمني لا يساوي شيئاً في القاموس الأممي وقاموس مجلس الأمن لأن تجار الحروب من مصنعي الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً على الشعر الأشقر والعيون الزرقاء والبقية الباقية مجرد أرقام.
صعق كاتب السطور من العدوان المجرم الذي وحسب شهود عيان ووزارة الصحة اليمنية يحذرون المواطنين من ملامسة الأشياء الغريبة التي تقذفها طائرات الحقد المهزوم.. صناديق تقذف في نقم بصنعاء والمحويت بخيبة أمل؛ فبعد الصمود الأسطوري للشعب اليمني وهزائم عدوان التحالف والمرتزقة في أكثر من 45 جبهة.. استغل العدوان الفيروس وبدأ يرمي مناديل ورقية وكمامات واقية وهي ناقلة أصلاً للفيروس وكفوفاً ملوثة بنفس “القاتل” وهي الطريقة التي يفكر العدوان إنهاء الشعب المقاوم عن طريق هذه الأشياء الملوثة، فهم مهزومون في الجبهات والرعب يملأ قلوبهم من الجائحة، والأمم المتحدة ومجلس الأمن والعالم صامت أمام هذه الجرائم الإنسانية الخارجة عن أعراف وتقاليد الحروب، فالحذر الحذر من ملامسة ما تقذفه الطائرات من مواد بحقد بول البعير والعقال السعودي الإماراتي؛ لأن مثل هذه الجرائم المسكوت عنها جرائم حرب مضافة إلى استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، فالغارات في وضح نهار الاثنين وأمام مرأى ومسمع العالم الصامت المتغاضي عن حصاد البشر والخيول، جرائم حرب يشترك فيها المجتمع الدولي، وقتل الأطفال والنساء في أكثر من 21 غارة في مختلف المحافظات اليمنية مع التباكي الإعلامي حول ضرب السعودية بالعملية الكبرى لأبطال الجيش واللجان الشعبية بصماد 3 وذو الفقار (صواريخ وطيران مسيَّر) إنما هي عملية رد على العدوان الذي سبق وأن جيَّش باستماتة طائراته التي سبقت الغارات “الاثنين” بغارات تصدت لها الدفاعات الجوية فلاذت من سماء اليمن بالفرار مذعورة وعادت إلى جحورها خائبة.
فالحرب المفروضة على اليمن والسلام المفقود من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي والمنظمات هي جريمة يشارك فيها المجتمع الدولي برمته (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) صدق الله العظيم.
لو وكلمة لو ” من عمل الشيطان” كانت هذه المنظومة العدوانية التي أطلقت مبادرة “السلام” انتزعت قراراً ملزماً من مجلس الأمن بإيقاف الحرب لتوقفت الحرب.. ولكن تجار الحروب وجدوا الحنفية مفتوحة بأموال أمراء النفط، يتقاضون ويشاركون في تدمير أصل العرب ولا يهمهم الحصار المفروض على الشعب المقاوم، فالسياسة الدولية من حرب اليمن الظالمة قرارات الأمم المتحدة نذيرة الشؤم لا تفرق بين الجلاد والضحية والمهم “حلب خزائن المعتدي” السعودي الإماراتي “وطز” في الشعب اليمني.
على العموم انكشف المكشوف ولم يعد خافياً على أحد أن المنظومة الأممية تحاول إنقاذ التحالف المأزوم والمهزوم على مدى خمسة أعوام ودشنها اليمنيون للعام السادس بالعملية الكبرى في عاصمة الحقد الرياض وعسير ونجران وجيزان.
فكان خطاب قائد الثورة متزناً وعقلانياً وتاريخياً.. دعا إلى السلام من موقع القوي المنتصر، فكان رد المهزوم الجرائم الوحشية رغم تحذيراته من مغبة العناد لأن اليمن أصبح أقوى مما كان عليه عدداً وعدة، وتطويراً للأسلحة المحلية الصنع التي ضربت العدو في عقر داره.
وبشهامة الرجال الصادقين المؤمنين دعا إلى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وهم ليسوا أسرى بل مقيمون من عشرات السنين في مملكة الشر مقابل الإفراج من قبل اليمنيين عن أسرى سعوديين وطيار سعودي.. ولكن يبدو لا يهمهم أسراهم وكلما يهمهم العناد والمكابرة حتى وقد أصبحوا على هاوية الإفلاس، وتأثرت البورصة العالمية وانخفض سعر النفط جراء الحرب على اليمن وجائحة كورونا.

قد يعجبك ايضا