المد الوهابي.. قرن كامل من التوحش والإقصاء

 

الجنيد: الوهابية دمرت معالم الإسلام واستهدفت النسيج الاجتماعي
الوشلي: الوهابية من أخطر الأوبئة التي انتجتها قوى الاستعمار
د.الغيلي: التسامح هو السلوك السائد بين اليمنيين

تكمن خطورة التيار الوهابي في تكفير مذاهب الإسلام واعتماده سلوك التطرف والإقصاء وقد استطاع الشعب اليمني أن يقاوم هذا المد التكفيري طيلة قرن كامل، حيث تعرض الشعب اليمني المؤمن لمخططات تدمير نسيجه الاجتماعي من خلال زرع بذور الخصام والشقاق من خلال استهداف المناهج التربوية والتعليمية بهذا الفكر الإقصائي الفج.
«الثورة» التقت شخصيات وطنية وعلمائية، والذين تحدثوا حول التداعيات الخطيرة التي تعرض لها المجتمع اليمني خلال هجمات المد الوهابي الإرهابية ..وهنا المحصلة:
الثورة/ عادل محمد أبو زينة

تزامن تاريخي
النائب البرلماني الأستاذ محمد الجنيد تحدث في البداية عن التزامن التاريخي بين غرس إسرائيل كخنجر مسموم في خاصرة العروبة والإسلام وبين ظهور الكيان الوهابي ودلالات الصراع العربي- الإسرائيلي حيث قال : لقد شكل هذا الثنائي «إسرائيل والوهابية «السد المنيع ضد خطوات الوحدة الإسلامية ومشاريع التحرر والتقدم في المنطقة والعالم.
وأضاف: تزامن ظهور الكيان الوهابي مع ظهور الكيان الصهيوني قامت بريطانيا في عام 1916م، بتثبيت سيطرة الوهابية على معظم أراضي نجد والحجاز بدعم وتمويل وإشراف المخابرات البريطانية، وفي عام 1917م قامت دولة الكيان الصهيوني في فلسطين بدعم وتمويل بريطاني، فالمخابرات البريطانية قدمت للكيان الوهابي في كل الحروب التي خاضتها الوهابية وابرزها حروبها مع اليمن دعما عسكريا مباشراً.
وأشار إلى أنه تم تأسيس الكيان الوهابي في أطهر الأماكن قدسية أرض الحرمين والكعبة المشرفة قبلة المسلمين المشروع البريطاني كان يهدف إلى حماية الكيان الصهيوني الوليد من خلال تنصيب هذا الكيان الوهابي اللقيط وتثبيت حكمه حتى يتمكن بعد ذلك من توظيفه لتنفيذ أجنداته الخبيثة في المنطقة.
وتابع قائلا: لقد كان البريطانيون والصهاينة يدركون ان الخطر الحقيقي الذي يهدد الوجود الإسرائيلي الصهيوني هو وحدة الأمة العربية والإسلامية بما تحمله من هوية وتاريخ وحضارة كانت كفيلة بالتصدي للمشروع البريطاني واجتثاث دويلة الكيان الصهيوني وتطهير فلسطين وكافة الأرض العربية من دنس اليهود والصهاينة لذلك وعن طريق الكيان الوهابي تم تقديم الدين الإسلامي بصورة مشوهة بل حولته إلى دين تكفيري إرهابي .
مضيفاً : وعلى إثر ذلك خاضت حروبها مع معظم قبائل نجد والحجاز وامتدت هذه الحرب إلى العراق واليمن على اعتبار انها تخوض حربها مع كفار ومشركين.
ولأن المشروع البريطاني الصهيوني يستهدف هوية الأمة وثقافتها وتاريخها وحضارتها والتي كانت تحفظ للأمة عزتها وكرامتها وتماسكها وحضورها البارز بين الأمم والشعوب، بدأت الوهابية بتدمير المعالم الإسلامية والتاريخية في مكة والمدينة والعراق واليمن، ثم عملت علي تمزيق النسيج الاجتماعي وأثارت النزعات الطائفية والمذهبية وحملات التكفير التي شملت علماء أجلاء واكاديميين وأدباء وفنانين وسياسيين ومفكرين وقضت على كل معالم الحياة المدنية وقوضت السلم الاجتماعي والأهلي واستطاعت ان تستقطب كثيراً من الحكام العرب الذين بدورهم فتحوا بلدانهم لها وذلك مقابل حفنة من الأموال وللحصول على بعض الامتيازات والمنافع الشخصية لهم، وسمحوا للكيان الوهابي ببناء جامعات ومعاهد دينية متطرفة لتدريس الطلاب المنهج الوهابي التكفيري ليتخرج الآلاف من المتطرفين الإرهابيين من هذه الجامعات والمعاهد من مختلف الدول العربية والإسلامية.
وأشار الجنيد إلى أنه منذ تأسيس هذا الكيان الوهابي اللقيط والأمة العربية تعيش في ذل وخنوع عملت الوهابية على تدمير الجزائر ثم العراق ثم سوريا وليبيا ولبنان واليمن وارتكبت بحق شعوب هذه البلدان آلاف المجازر وشردت الملايين ودمرت المدن وكل مقومات الحياة وذلك خدمة للمشروع البريطاني الصهيوني ولكن آن الأوان للقضاء على هذا الكيان الوهابي المتصهين وتخليص الأمة من شره وغطرسته، وهاهو ينهار ويترنح ويلفظ أنفاسه الأخيرة أمام ضربات جيشنا الأسطوري ولجاننا الشعبية الساحقة الماحقة وبقوة الله وتأييده لنا قريبا ستشهدون وعد الله وتثبيته لنا بالنصر والتمكين.

وباء الوهابية
أديب الإعلام اليمني الإذاعي عبدالكريم محمد الوشلي تحدث قائلا: إن الصهيونية والوهابية والحركات المتطرفة الأخرى هي مجرد أدوات بيد قوى الاستعمار والهيمنة وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا في حربها على الإنسانية وضرب كل محاولات النهوض والحرية، مشيراً إلى أن الوهابية من أخطر الأوبئة القاتلة التي تستهدف الإنسان المعاصر.
وأضاف: كل مطَّلع يعرف الأساليب الشيطانية التي استعانت بها قوى الاستعمار والهيمنة، وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا، في حربها على الإنسانية المستهدفة وفي القلب منها أمتنا العربية والإسلامية، ويعرف أن ما بين تلك الأساليب الخبيثة التصويب على العقل والفكر والروح بأشكال وآليات عديدة، أيضا أخطرها ذلك الذي يمكن تسميته بـ»تخليق» الجراثيم والفيروسات ذات التوظيف الثقافي والاعتقادي و»الوهابية» هي واحدة من أخطر تلك الأوبئة القاتلة التي خرجت من معامل بريطانيا- كاهن الماسونية الصهيونية الأكبر – لتصيب أمتنا في مقتل، بريطانيا كما هو معلوم هي مصنع الشر الذي خرجت منه القاديانية والأحمدية (الهند) والبهائية (إيران) والإخوان (مصر) وحزب التحرير (الأردن) والوهابية (نجد والحجاز)، ومثلت الأخيرة أخطر تلك المنتجات السمية القاتلة حيث تعاني أمتنا منذ ابتليت بهذه النبتة الخبيثة من أوجاع وجراحات نازفة أثخنت دينها ومجتمعاتها وشلت قدرتها على الحركة، وألحقت بالغ الأذى والضرر بهويتها.
وتابع الوشلي قائلاً: إن الوهابية ومشتقاتها كالقاعدة وداعش والأنظمة التي ترعاها فكريا وماليا كالنظام السعودي هي السكين الذي يمزق جسد أمتنا لصالح الأعداء وعلى رأسهم البريطاني والأمريكي والتوأم السِّيامي للغدة السرطانية التي زرعها أولئك الأعداء في فلسطين ،وهذا ما يجعل أدقَّ تعريف لها هو أنها «جهينة معدلة وراثياً»، جرى تمويهها بلباس عربي إسلامي زائف لكي يضمن العدو -الصانع لها والمتبنِّي لها- أن تؤدي وظيفتها التمزيقية والتدميرية لهذه الأمة على أكمل وجه..
مشيراً إلى أن كلُّ ما نعيشه اليوم من مآس وويلات ،كأمة عربية وإسلامية، تعدُّ الوهابية وتوابعها وملحقاتها وحواضنها السياسية والفكرية والاستخبارية المسبب الأول والمركزي لها ولا مخرج من هذه المآسي والويلات والعثرات والمآزق إلا بالخلاص من هذا الوباء الخطير والقضاء على جرثومته الخطيرة.

تطرف وإقصاء
الناشط الثقافي خالد علي الحنبصي خطيب بالجامع الكبير بصنعاء حذّر من دور الصهيونية العالمية في دعم واسناد التيار الوهابي والإسهام في انتشاره في عموم العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن اليمن كانت ضمن دائرة الاستهداف من خلال المعاهد والجامعات والمراكز.
وأشار الناشط الثقافي الحنبصي إلى أن خطورة التيار الوهابي تكمن في تكفيره كل المذاهب الإسلامية وهو ما يتطلب تضافر الجهود لإيقاف هذا المشروع الشيطاني. وأضاف: منذ عقود واليمن العزيز – الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، يتعرض للاستهداف الفكري الوهابي ، عقود من الزمن وأعداء الأمة من الصهيونية العالمية يغذون الوهابية التكفيرية في عمق الدول العربية والإسلامية وبالذات اليمن ،هذا المد التكفيري يبني له مراكز وجامعات ومعاهد في بلدنا العزيز، هذا المد المتطرف كفَّر المسلمين جميعاً وبدَّعهم ،فكان دعاة المد الوهابي يتلقون دعمهم حتى من الدولة نفسها ليفرغون شباب الأمة ويذهبون بهم باتجاه التشدد في قضايا الأمة ويجندونهم كأدوات للاستعمار الحديث من حيث يشعرون أو لا يشعرون وكانوا يتشدقون بأنهم هم المسلمون فقط وغيرهم كفار ،فقد قام دعاة الوهابية وعلماء السلطة بتكفير كل مذاهب الإسلام من صوفية وزيدية وشافعية وغيرها ،وحاربوا الإسلام الحقيقي الأصيل الذي يبني الأمة اقتصاديا واجتماعياً وتربوياً ونشروا الأفكار الظلامية والمتخلفة وأفرغوا الأمة من تاريخها وربطوها بأعلام كاذبة أو لا تساوي شيئاً ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وتبخروا بفضل تحرك يمن الإيمان في المسيرة القرآنية فهرب هؤلاء الأذيال إلى أسيادهم وتكشفت حقيقتهم وأصبح الوعي ينتشر والهوية الإيمانية اليمنية تعود إلى مجدها الأول، وبفضل الله تعالى أصبح شعب اليمن يحقق انتصارات في كل المجالات وأيضاً بفضل التحرك الشعبي الذي لفظ الأعداء إلى غير رجعة، فعلينا التحلي بالوعي والإيمان والتمسك بكتاب الله عز وجل ورسوله الاكرم وأن ننصر الإسلام كما صنع أجدادنا الأنصار، فالهوية الإيمانية هي الدرع الحصين امام محاولات نشر الفكر المتطرف وهي كذلك الدرع الحصين امام من يسعى لسلخ الأمة من الأخلاق والقيم ،فاليوم والحمد لله باتت هويتنا الإيمانية اليمنية تحقق لنا النصر والتقدم والنهضة الحضارية .

معول هدم
بدوره أشار الأخ حسين عبده المعافاء ناشط ثقافي إلى أن اليمن كانت وما تزال محبة للدين، عاملة ومحبة لأهله ،التدين سيماهم منذ بزوغ فجر الإسلام.
وأضاف: بريطانيا أسست مشروعها الخبيث في الجزيرة العربية بقيادة محمد ابن عبدالوهاب النجدي، ومنذ تلك الفترة واليمنيون يصدون الهجمات الثقافية والعسكرية التي حاول خلالها الأعداء أن يستهدفوا وطن الإيمان والحكمة بدعم غربي وتمكين بريطاني، وإيهام المسلمين بأن الوهابية تمثل الإسلام وسموا ملوكهم بخدام الحرمين الشريفين وهم في الحقيقة معول هدم للإسلام والعروبة .

إيمان راسخ
من جانبه أشار الأكاديمي أحمد الغيلي إلى أن هويتنا الإيمانية هي هوية متجذرة وراسخة عبر التاريخ ورغم محاولات الأعداء زرع الخصام والتباين واذكاء الاختلافات المذهبية إلا أن الإنسان اليمني الذي وصفه الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالإيمان والحكمة استطاع أن يتجاوز المؤامرات والمكائد بل ويخرج من كل هذه التجارب بإيمان راسخ وعزيمة لا تلين ويكون التسامح هو السائد بين أبناء الوطن اليمني الواحد في كل مرحلة تاريخية.
وأضاف الدكتور أحمد الغيلي إن هويتنا الإيمانية هي مصدر قوتنا في مواجهة أعداء الهوية وأعداء الثوابت الإسلامية الذين يسعون لاستهداف النسيج الاجتماعي..
ومن أهم عوامل مواجهة هذه المكائد هو الحرص على وحدة الصف الوطني وتعزيز عوامل نهوض الوطن اجتماعياً واقتصادياً والحرص كذلك على حماية أجيال الوطن من كافة أشكال الاختراق الثقافي والإعلامي والعمل على إحياء الموروث اليمني الأصيل.

قد يعجبك ايضا