الإعلامية اللبنانية بثينة علّيق:
• انتصار اليمن سيشعل تحرير فلسطين وسيجعل القدس أقرب إلينا زمنياً وجغرافياً
• تعزيز قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للفكر القرآني الإسلامي الأصيل ساهم في تصحيح الصورة للمرأة
الإعلامية سحر غدار:
• المرأة اللبنانية المُقَاوِمة والحرائر العربيات ينظرن إلى المرأة اليمنية كرمزٍ للصمود
• مشروع السيد الحوثي القرآني،استنهاضي، فكَّ المرأة اليمنية من وثاق المشروع الوهابي التهميشي
الصحافية الجزائرية هناء سعادة:
• المرأة اليمنية كانت وما زالت المصداق التام للأطروحة الإسلامية الزهرائية تحديدا
• الحضور الواعي للمرأة اليمنية من أسباب الصمود الأسطوري، فضلًا عن أنه ترجمة حقيقية للكمال الفاطمي
في عامهن السادس من المقاومة، كرّست نسوة اليمن جدارتهن وفرادتهن في النضال والتضحية والثبات والصمود الأسطوري الذي أذهل العالم، رغم كمّ الانتهاكات والممارسات العدوانية التي تحاول النيل من حسّهنَّ الإنساني وأمومتهنَّ، ووسط صمت دولي وعربي وإسلامي مخزٍ حتى أصبحنَّ أيقونات يحتذي بهن بين نساء العالم، في الصبر والصمود، ومما لا شك فيه أنَّ الحضور النسوي الفاعل في ساحات صنعاء وتحديداً حين خرجت النساء مؤخراً نصرةً لفلسطين وتنديداً بصفقة العارعكسَ وعياً استثنائياً ساهم ببلورته المشروع القرآني لثورة القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المباركة، والتي عززّت دورهن, في المقابل، كان مستنقع المشروع الوهابي التهميشي الذي أراد العدوان فرضه، على مدى سنوات العدوان التي تحل ذكراها الخامسة… أين تلتقي نساء اليمن مع نساء محور المقاومة وأين يتميزن؟، والكثير من التساؤلات حول واقع المرأة اليمنية، في هذا الاستطلاع مع عدد من الإعلاميات العربيات:
استطلاع/ سندس الأسعد *
تؤكد الإعلامية اللبنانية بثينة علّيق أن “المرأة اليمنية تشكل أفضل تجسيد للقيم الزينبية بكل ما للكلمة من معنى، حيث قدمت الأبناء والزوج والأخوة والآباء، تفاعلت فيها أسمى القيم العاشورائية الإسلامية المحمدية القرآنية الأصيلة، ولم ترَ في التضحيات إلا جميلًا، وهذا التفاعل لا يتحقق إلا بتوفر عنصر الوعي الديني والسياسي والثقافي، تماماً كالحالة الزينبية، وموقف السيدة زينب (ع) التاريخي ارتكز على وعي وعلم ومعرفة”، مضيفة “من هنا جاء الحضور الفاعل للمرأة اليمنية، في ساحات نصرة فلسطين والقضايا العربية، وأدركت من خلال هذا الوعي أنه لا يمكن الفصل بين قضاياها الشخصية وقضايا أمتها, فتفتيت قضايا الأمة هو ما يريده العدو وأكبر ضربة يتصدى لها هذا العدو الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني بأدواته السعودية،هو هذا الوعي والإصرار على وحدة القضية”.
وشددت الإعلامية اللبنانية بثينة علّيق قائلة : إن “ما يجري في صنعاء وفلسطين هو واحد، وأنا شخصيا أؤمن بأن انتصار اليمن سيشعل تحرير فلسطين، وسيجعل القدس أقرب إلينا زمنياً وجغرافياً. والحضور في الساحات هو مكمل للمعركة العسكرية وتتويج الانتصار”، ولفتت إلى أن المرأة اليمنية حطمت الفكر الوهابي “الداعشي” ونظرته الدونية التهمشية للمرأة، وذلك بمشاركتها وصمودها وتفاعلها وصبرها، فارضةً النموذج الإسلامي الأصيل للمرأة الفاعلة الواعية، صاحبة الدور السياسي والثقافي والديني والمجتمعي، وتابعت: “ساهمت التجربة اليمنية بتصحيح الصورة السوداء التي تطرحها الوهابية والتي أساءت لصورة المرأة ومركزية دورها، ويمكن القول إن نموذج المرأة اليمنية، مماثل للنموذج الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك لنموذج المرأة اللبنانية المقاومة”.
وتتابع الأستاذة عليق: إن تعزيز قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للفكر القرآني الإسلامي الأصيل ساهم في تصحيح الصورة للمرأة، وقالت “أنا أعتقد إن أداء المرأة اليمنية وصبرها وجها ضربة موجعة للحرب الناعمة التي تمارس ضد مجتمعاتنا، والتي تعتبر أن رأس حربتها هو حرف سلوك النساء لأنهن مفتاح المجتمع واللاتي يحدثن التغيير في المجتمعات”، وشددت على أن “قدرة المجتمع اليمني على الصمود في مواجهة الحصار، مساءلة غير بسيطة ولا يمكن المرور عليها من دون تبيان كيف فشل حصار الشعب في هزيمة اليمنيين”.
ولأن العدوان السعودي مدعوم أمريكيا، ترى الإعلامية اللبنانية بثينة عليق، أن “الولايات المتحدة الأمريكية قد فشلت في فرض الثقافة الاستهلاكية داخل الأوساط اليمنية، والتي يكون قطب الرحى فيها المرأة. ثقافة تسعى لضرب القيم والقناعات وطرق العيش، وبالتالي هزيمة هذه الشعوب، مشيرة إلى أن “صمود الشعب اليمني أمام أكبر حصار وحشي في التاريخ الحديث، يعني أن في المنطقة شعوباً قادرة على كسر النمط الاستهلاكي العالمي، وهذا بالتالي يتطلب منا نحن دراسات وأبحاثاً معمّقة وتكريساً عملياً ليكون أنموذجاً يحتذى به”. وشددت على أنه من غير الممكن الفصل بين معركة اليمن ومعارك الأمة والحروب والحصار والعقوبات، ذلك لأن المحور كله في نفس الجبهة، ورغم تشابه الظروف، إلا أن العلامة الفارقة التي تسجل لليمن هي أنّه خاض المعركة الأصعب والأكثر قساوة، المعركة ذات السقف الأرفع في مستوى التحديات والتحمل والصبر”.
وتدعو عليق النساء في المجتمعات المقاومة للتمثل بنساء اليمن، وأيضاً تقديم الدعم لهن بكل الإمكانيات الممكنة إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، وتصف “المرأة اليمنية، بأنها الأنموذج الأكثر تألقاً وقوةً وصلابةً”، وتتوجه لهن بالقول “أنتن المعلمات والنصر قريب وآت لا ريب”.
حُماة الهوية العربية في زمن الغطرسة الصهيو أمريكية الوهابية التكفيرية
من جهتها، الصحافية المتخصصة في شؤون وسائل التواصل الاجتماعي سحر غدار، وفي مداخلة خاصة مع “مرآة الجزيرة”، تؤكد أن اليمنيات الصامدات يدخلن عامهن السادس من الصمود والمقاومة وصرخاتهن مدوية في وجه الظلم والعدوان وتيارات الفتن التي تنخر الأمة الإسْلَامية، وأن المرأة اليمنية انتصرت في الحرب الثقافية، التي تعتبر أخطر من الحروب العسكرية، ومشيرة إلى أن “المرأة اللبنانية المُقَاوِمة والحرائر العربيات ينظرن إلى المرأة اليمنية كرمزٍ للصمود، فقد تحولن إلى أيقونات يحتذى بهن خلال سنوات الصمود والثبات. هُنَّ حين اتجه الرجال إلى جبهات المقاومة العسكرية، انصرفنَ إلى الجبهاتِ الداخلية المجتمعية الأسرية التكافلية، وهنّ نسوةٌ مجاهداتٌ يُدرنَّ شؤون أسرهن ويهتمين بعوائل الشهداء”.
غدّار، تقارب بين التجربة اللبنانية النسائية في المقاومة التي برزت خلال سنوات الصراع مع العدو الصهيوني، وبرز دورهن نساءٌ صامدات كنساءِ اليمن تماما، وقد لعبن دوراً عظيماً واستثنائياَ في مجابهة العدوان، وتقول إن “النساء اليمنيات مستقبلًا سيتحولن إلى تاريخٍ مشرفٍ وستذكرهن الأجيال القادمة، كما خُلِدت المُقًاوِمة العربية والبطلة الجزائرية جميلة بو حريب، وسيكون لنساء اليمن نصيب وافر من هذا التاريخ وستتناقل الأجيال هذه التجربة الأسطورية وقصص صمودهن ووعيهن وفرادتهن في مجابهة العدوان الهمجي فقد كرّسن نموذجا جديدا في المواجهة، مواجهة شاملة، ليست عسكرية فقط، رغم معاناتهن جراء فقدان الأمن الاجتماعي والصحي والإنساني”.
وتضيف الصحافية المتخصصة في شؤون وسائل التواصل الاجتماعي :إن وعي النساء اليمنيات أبهر العالم كما وعي كل أطياف المجتمع اليمني من خلال حضورهن في الساحات المناصرة والمتضامنة مع فلسطين وقضيتها وعروبتها والمنددة ببيعها وخذلانها، وتتابع “خرجت نساء اليمن للشوارع والميادين رغم هول الكارثة المحيطة بهن والحصار الهمجي، ينهضن من تحت ركام العدوان لنصرة بوصلة كل حركات المقاومة الأساس ألا وهي فلسطين، تتجاوز هؤلاء النساء أوجاعهن ولبين نداء فلسطين نظرا لمنسوب الوعي المذهل الذي يمتلكنه والذي يطغى على أي اهتمام أو مصلحة أخرى”.
وانطلاقاً من عملها واطلاعها، تقول غدّار :إن “الصور المتداولة عبر منصّات التواصل الاجتماعي شكّلَت مُحركاً للكثير من النساء العربيات فهن لسن حالة اعتيادية”، وتقارن بين نساء اليمن وبين سائر النساء العربيات اللواتي يعشن خارج دائرة الصراع الفعلي وبعيداً عن الاعتداءات اليومية والحصار والكارثة الإنسانية، وتقول: “هنَّ أمهات وربات منزل وكذلك مناصرات للقضايا العربية وقضايا المقاومة والصحوة الإسلامية”.
أما عن مشروع السيد الحوثي القرآني، فتقول غدّار: إنه “مشروع استنهاضي، فكَّ المرأة اليمنية من وثاق المشروع الوهابي التهميشي، ووضعها في خانتها الرسالية التوعوية المناسبة حيث يناط بها بناء المجتمع وتحصينه”، مشيرة إلى أن “نساء اليمن يلتقين مع النساء العربيات المقاومات الفلسطينيات والسوريات واللبنانيات والبحرينيات في صمودهن، ليشكلن بذلك مشهدية صمود، فيعبر عنهن في التوصيف المحلي اللبناني “أخوات الرجال”، وتبقى للتجربة اليمنية فرادة خاصة صمود جبّار لم تكسره حرب هوجاء اتسمت بفجورٍ عدوانيٍ لم يسبق له نظير، وامتهان لكرامة الإنسان في بؤرة جغرافية محاصرة جواً وبراً وبحراً, لذا المطلوب اليوم تداول هذه التجربة من جيل لآخر وفهمها، ولا يكفي التضامن فقط، المراة اليمنية كرّست حالة استنهاضية وإرثاً فريداً بل أنموذجاً تربوياً أممياً في الجهاد والمقاومة والصمود والوعي، لا بد من حفظه وعدم تغييبه لا في المكان ولا في الزمان”. وتتوجه لنساء اليمن بالقول “اكملن هذا الصمود وكنَّ علينا حجة أكثر فأكثر، شكرا لكونكن نيشانًا ترفع على صدورنا كأمهات سنروي حكايا صمودكن لأطفالنا، وشكراً لأنكن حماة الهوية العربية في زمن الغطرسة الصهيوأمريكية الوهابية التكفيرية التي فشلت في إذلالكن وإخضاعكن”.
صمود نساء اليمن..ترجمة حقيقية للكمال الفاطمي
بدورها، الصحافية جزائرية هناء سعادة، شددت على أن “الإسلام يقدّم المرأة كعامود المجتمع الأساس مؤكدة ضرورة حضورها الفاعل في الأوساط كافة”، مشيرة إلى أن “المرأة اليمنية كانت وما زالت المصداق التام للأطروحة الإسلامية، الزهرائية تحديداً، فهي المجاهدة في أسرتها وفي مجتمعها، بل هي المواطنة المقاومة والعربيةُ الممانعة، الواقفة وقفة الحق مع قضايا أمتها بوجه قوى الاستكبار الاستعمارية.
وتتابع “إن النساء اليمنيات هن اللواتي يرفدن الجبهات ويهيئن الأرضية اللازمة للوقوف بوجه العدوان الهمجي، وهن اللواتي يصنعن التاريخ واللواتي بلغن شرف الجهاد الرّسالي الفاطمي، هن ريحانات الأمة وحرائرها الثابتات الصامدات، مربيات أجيال النصر والاشتراك، ومهندسات طريق العودة إلى فلسطين، فلسطين التي يشاركنها حُسن الجهاد وعفة الموقف ورحمة الأوطان مهما طغى المستبد العاتي”.
وتضيف الصحافية الجزائرية هناء سعادة: إن المرأة اليمنية أثبتت بحضورها المليوني الفاعل في الساحات وعيا رساليّا قلَّ نظيره ومسؤوليةً عظيمة، وباتت حجةً على نساء العالم، ونحن في العالم العربي ننظر إلى المرأة اليمنية كمبعث فخرٍ وقدوة، نستلهم منها دروساً في الثبات والصمود والتحدي”.
وتتابع “على أعتاب العام السادس للحرب العدوانية أوضح الحضور الواعي للمرأة اليمنية أسباب الصمود الأسطوري، فضلًا عن أنه ترجمة حقيقية للكمال الفاطمي، فالإسلام، على عكس ما يصوّرهُ البعض، يقدس جهاد المرأة ومداركها الإنسانية، باعتبارها المهندس الفعلي لشتى صنوف المقاومة الحربية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية”.
إلى ذلك، تنبه سعادة إلى أنه وعلى مدى الأعوام الماضية من الصمود الأسطوري، “أكدت نساء اليمن تمسكهن بخيار مقاومة ومواجهة العدوان حتى انكفائهِ عن اليمن، لم يدخرن أبناءهن بل رفدن بهم الجبهات وتصدرن مواجهة وفضح الإعلام التضليلي الكاذب الهادف إلى تثبيط وزعزعة معنويات اليمنيين في الساحات”، مضيفة إن نساء اليمن خرجن إلى الساحات رفضاً لكل المخططات الاستعمارية، والتكفيرية منها على وجه الخصوص، الهادفةِ إلى تأسيس كيانٍ عدوانيٍ توأمٍ لذلك الذي أقيم على أرض الفلسطينيين”. ولفتت إلى أن “اليمنيات استلهمن توجههن من جهاد السيدة زينب (ع) التي جهزت الأرضية والتصور لكلِ ثورة تنتفضُ دفاعا عن قضيةٍ حقّة وعن مظلومٍ مستضعفٍ ومستعبد، فزينب (ع) نبراسُ كلُ حرّةٍ تتصدى لمواجهة الاستكبار والغطرسة والاستبداد، وهي التي علمتهن ضرورة أن يطرحن أنفسهن في الساحات الإعلامية والسياسية؛ تعزيزًا لأهدافِ الثورةِ وثوابتها”.
وتخلص الصحافية الجزائرية إلى القول : إن “النساء اليمنيات نجحن في فضح العملاء المرتزقة المنافقين ودناءة النظام السعودي ودمويته وارتهانه لمشاريع الاستكبار، واثقات تمام الثقة ومتيقنات عين اليقين بشرعية ثورتهن وتصديهن لكل المؤامرات التي يحيكُها الصهيوني والأمريكي ضد اليمن، طمعا بموقعها الجيواستراتيجي وبثرواتها وطاقاتها، واليوم، تقفُ اليمنيةُ كلبؤةٍ شجاعةٍ وكركنٍ رياديٍ فريدٍ وكشريكٍ قياديٍ فاعلٍ، يبهر المراقبين والمحللين الذين يجهلون بأنها اقتبست هذا الثبات من مولاتها وقدوتها زينب(ع)”.
* تنشر المادة بالتزامن مع صحيفة”مرآة الجزيرة”