رئيس الجمهورية: أمن العاصمة صنعاء هو أمن لليمن كله ولابد من التعاون الخلاق لجعلها نموذجا◌ٍ لبقية المحافظات

> سكان صنعاء كابدوا المرارات خلال الأزمة والوسام المطلوب للعاصمة اليوم نبذ الصراعات والمكايدات بكافة أشكالها

• المبادرة الخليجية مثلت المخرج الآمن والمشرف لكل الأطراف ومؤتمر الحوار حقق مكاسب وطنية هامة على طريق المستقبل المنشود

• هلال يجدد وقوف قيادة وأبناء العاصمة إلى جانب القيادة السياسية للوصول إلى الدولة الحديثة وتحقيق الأمن والاستقرار والنماء لليمن الموحد

التقى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- أمس أمين العاصمة عبدالقادر هلال وأمين عام المجلس المحلي أمين جمعان وأعضاء المجلس المحلي ومدير الأمن ومدراء مناطق الأمن و الكتلة البرلمانية للأمانة ووكلاء أمانة العاصمة ورؤساء الدوائر.
وفي اللقاء رحب الأخ الرئيس بالحضور جميعا .. معربا عن سعادته الكبيرة لما تحققه أمانة العاصمة في طريق العمل على استعادة الحياة الطبيعية وتطوير مرافق الأمانة.
وقال الأخ الرئيس:” كلنا مطلعون على الوضع الذي كان عليه الحال في صنعاء منذ أن نشبت الأزمة مطلع العام 2011م وما نجم عن ذلك من تقسيم نتيجة معارك تدور بين المتخاصمين وكانت الحياة مشلولة بصورة مخيفة حيث كانت الكهرباء مقطوعة والمشتقات النفطية غير موجودة والأوضاع الاجتماعية مضطربة والمستشفيات تعاني معاناة شديدة من عدم وجود الكهرباء والديزل مما أدى إلى تداعيات خطيرة ووفاة الكثير من المرضى في غرف العمليات وكذلك أمراض الكلى وغير ذلك وبهذا الوضع كانت الظروف صعبة جدا .
وأضاف الأخ الرئيس إن سكان العاصمة صنعاء قد كابدوا المرارات بمختلف ألوان المعاناة وكانوا الأقوى صبرا وصدقا وإيمانا نتيجة قدرتهم الذاتية والموضوعية المنطلقة من عراقة وتاريخ العاصمة صنعاء ولذلك فهم يستحقون كل الشكر والتقدير والثناء لتلك المواقف الصلبة.
وأشار الأخ الرئيس إلى أنه وفي أوج الأزمة تواصل مع السفراء لإطلاعهم على تلك الأوضاع ومدى أهمية بقائهم في صنعاء حيث كان قد اتخذ قراراٍ بنقل السفارات إلى مكان آخر وأكد أن ذلك سيشكل خطورة كبيرة على الوضع الذي كان متفجرا وفي غاية الخطورة.
واستعرض الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي الإجراءات التي تمت حينها من اتصالات بزعماء دول كبرى وكذلك بعاهل المملكة العربية السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتواصل أيضا مع القوى السياسية لتدارس صعوبة الوضع من أجل تحمل المسئولية الوطنية بكل همة وصدق واقتدار ولم يكن احدا يتوقع ان صنعاء تخرج بتلك السرعة من الظروف الصعبة وكما أسلفت فإن لأبناء صنعاء الذين تحملوا تلك المشاق الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى.
وأعرب الأخ الرئيس عن تقديره العالي للمساعدة العاجلة التي أمر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية المتمثلة بمساعدة اليمن بالمشتقات النفطية.. وقال “لقد كنا في امس الحاجة إليها وأسهمت إسهاماٍ كبيرا لا يستهان به في انفراج أزمة المشتقات النفطي.. مؤكدا أن التعاون كان قويا وبناء على المستوى الإقليمي والدولي وكذلك من الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي.
وأضاف إن انعقاد مجلس الأمن الدولي في العاصمة صنعاء مثل رسالة قوية إلى كل الإطراف على المستوى الداخلي والخارجي وتأكيدا واضحا لرعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لعملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن وعدم السماح بانزلاقه الى اتون الحرب التي لا تبقي ولا تذر.
وشدد الأخ الرئيس على أن اليمن حقق منجزا وطنيا تاريخيا في جعل الحل السلمي الطريق الوحيد عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي مثلت المخرج الآمن والموضوعي لكل الإطراف دون غالب أو مغلوب..
ونوه بأن السير في طريق تنفيذ التسوية السياسية التاريخية منذ التوقيع على المبادرة الخليجية قد مضى نحو حلحلة الأزمة واتخاذ المزيد من الإجراءات والقرارات والخطوات وصولا إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي حقق هو الآخر مكاسب وطنية حيث اجتمعت القوى السياسية تحت مظلة واحدة في إيجاد الحلول العادلة لكافة ملفات ومشاكل الماضي وفتح صفحة جديدة نحو آفاق المستقبل الجديد وفقا لمتطلبات القرن الواحد والعشرين في إيجاد منظومة حكم جديدة ترتكز على الحكم الرشيد والحرية والعدالة والمساواة دون إجحاف أو إقصاء لأحد.
وفي هذا الصدد نبه الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى أن على كل القوى السياسية والمجتمعية والثقافية العمل من اجل مصلحة الوطن العليا كأولوية قصوى وعدم النظر إلى المصالح الحزبية أو القبيلة أو الجهوية أو المذهبية والعمل في كل ما يصب في مصلحة أمن واستقرار ووحدة اليمن وفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة تنتهي فيها الصراعات والمكايدات والاقصاءات بكل أشكالها وأنواعها.
وفيما يتعلق بمهام أمانة العاصمة شدد الأخ الرئيس على ضرورة بذل أقصى الجهود من أجل تكريس الأمن والاستقرار والنظام العام والتحري في كل الخطوات بدءاٍ من ديوان عام الأمانة مرورا بمدراء المديريات ومسؤولي الأمن وعقال الحارات والترصد لأي حركات إرهابية والعمل بكل ما هو ممكن من أجل أن تكون العاصمة صنعاء آمنة ومطمئنة لأن أمن صنعاء هو من أمن اليمن كلها ومن أجل أن تكون نموذجا لبقية المحافظات والمناطق والمدن الأخرى.
وخاطب الحضور بالقول: “إن الوسام المطلوب اليوم لأمانة العاصمة صنعاء هو أن ننبذ الصراعات ونعتبرها من الماضي ونعتبر أن أمن العاصمة صنعاء هو أمننا جميعا وأمن اليمن كله والتعاون الخلاق من أجل مشاريع الكهرباء من أجل إيجاد التيار الكهربائي الخاص بالعاصمة صنعاء والعمل من أجل إيجاد مشاريع البنى التحتية التي تواكب التمدد والتوسع المعماري.
وقد وجه الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الاجتماع الحكومة باعتماد الخطة الاستثنائية المقدمة من أمانة العاصمة وتنفيذها للأربع السنوات القادمة وبما ينمي ويطور العاصمة صنعاء ويوفر لها كافة الاحتياجات الخدمية وتنفيذ الحدائق والمتنزهات .
فيما ألقى أمين أمانة العاصمة عبدالقادر علي هلال كلمة استهلها بالتهنئة بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر والتي تأتي مواكبة مع ما تعيشه اليمن من تحول ديمقراطي وعملية انتقال سلمي للسلطة مثلت تجربة فريدة بشهادة العالم أجمع.
وقال: ” ها هو مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تجسدت فيه حكمة اليمنيين وقدرتهم على نقل صراعاتهم إلى حوار جامع يرسمون من خلاله مستقبلهم ويحددون فيه معالم اليمن الجديد قد شارف على الانتهاء من أعماله بعد نقاش مستفيض لكافة القضايا المصيرية والذي ايضاٍ كان لأمانة العاصمة صنعاء تحت إشرافكم ورعايتكم الكريمة والمتواصلة شرف استضافته”.
وأضاف أمين العاصمة: ” نعلم ويعلم الجميع أن الأخ الرئيس حمل على عاتقه مسئولية تولي السلطة في مرحلة صعبة وحرجة وصل الانقسام فيها بين أبناء الوطن الواحدة حد الاقتتال واستطاع بحكمته وبجهوده المتواصلة تضييق هوة ذلك الانقسام المجتمعي قبل أن تتسع ونحن على ثقة تامة أنكم ستكملون ما بدأتم وستمضون باليمن قدماِ إلى مرافئ آمنة “.
وجدد أمين العاصمة وقوف قيادة أمانة العاصمة والمجالس المحلية والتفافها تحت لواء القيادة السياسية كواجب ديني ووطني للوصول إلى الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق الأمن والاستقرار والنماء لليمن الديمقراطي الموحد .. لافتا إلى ما أنجزته أمانة العاصمة من عمل تحت شعار “معاٍ من اجل عاصمة تشرف كل اليمنيين” معتمدين في ذلك على تحييد كامل للحزبية والولاء لله وللوطن ولصنعاء الغالية.
وأوضح أن المجلس المحلي عمل على عدة اصعدة التنموي والصعيد الاجتماعي من اجل إعادة الثقة بين الموطن والدولة وتجسد ذلك من خلال تأهيل شامل للمناطق المتضررة من الأحداث والحروب وإعادة الحياة فيها وكذا إيجاد برامج مختلفة ودعم المبادرات المجتمعية والشبابية كحملات النظافة على مستوى العاصمة وعلى مستوى المديريات كلاٍ على حدة في سبيل المحافظة على النسيج الاجتماعي بالإضافة إلى إعمال الزفلتة والشق وإعادة التأهيل والمحاولة الدائمة في توفير الخدمات الأساسية للمواطن المتمثلة في المياه والكهرباء والنظافة .
وأشار إلى أن الأمانة والمجلس المحلي خلال عام ونصف من الآن عملت على تنفيذ عدد 758 مشروعاٍ منها ما هو قيد التنفيذ من مشاريع صغيرة ومتوسطة موزعة ما بين الطرق وصيانتها والتعليم والصحة والمياه والكهرباء ومواجهة أضرار السيول ومشاريع حصاد الأمطار وغيرها من المجالات الخدمية التي توزعت أيضا على مختلف المديريات في الأمانة ومواجهة أحداث طارئة .
وأضاف أن الأمانة بتعاون جميع أعضائها في ذات المدة وقعت عدداٍ من الاتفاقيات على مشاريع إستراتيجية بتمويل خارجي ومشترك وأهمها مدينة الملك عبدالله الطبية كمنحة من خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 284 مليون دولار بطاقة استيعابية تقدر بـ 1083 سريراٍ سيتم البدء في تنفيذها في القريب العاجل إضافة إلى مشروع الدائري الممول سعوديا أيضا ومشروع السائلة الذي قارب على الانتهاء منه والجسور والأنفاق وخطة الحفاظ على مدينة صنعاء التاريخية والمكتبة الوطنية المقدمة كمنحة من الأصدقاء في الصين .
ونوه بان تلك المشاريع توجت بمشروع حديقة 21 مارس والتي تعد ثاني أكبر حديقة في الشرق الأوسط من حيث المساحة والتي تم إنزال المناقصات للشركات لوضع التصاميم الأولية وينتظر تسليمها للبدء في العمل .. راجيا في هذا الصدد توجيهات رئيس الجمهورية بالأمر في التسريع بإجراءات التسليم .
وأشار إلى أن هناك مجموعة من التحديات تواجهها أمانة العاصمة من أبرزها الهجرة الداخلية للعاصمة من المحافظات والأرياف التي تضاعفت خلال العام الماضي بنسب عالية تمثلت في هجرة أسر بأكملها من محافظات متعددة إضافة إلى العجز الكبير على مستوى الأمانة ككل في الخدمات الأساسية المتمثلة في المياه والكهرباء وشبكات المجاري والصرف الصحي , إضافة إلى التوسع الأفقي في البناء في كثير من ضواحي الأمانة ووجود أحياء قديمة كبيرة المساحة مأهولة بالسكان تفتقر إلى التخطيط الحضري والخدمات الأساسية يصاحب كل ذلك نمو سكاني بنسب مرتفعة ونقص المياه في حوض صنعاء .
وبين انه لمواجهة تلك التحديات تم إجراء العديد من الدراسات والتصورات والاستبيانات وفق نظم علمية دقيقة نتج عنها خطة استثنائية موضوعية بين أيديكم تنتظر الموافقة عليها منكم لبدء العمل الفوري للحد من كثير من المشاكل والصعاب التي لا تحتمل التأخير”.
إلى ذلك تحدث عضو اللجنة البرلمانية لأمانه العاصمة زيد الشامي.. معبرا فيها عن التهاني الصادقة للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية على الانجازات التي قطعت في طريق تجاوز التحديات والمحن وقال: اننا اليوم يا فخامة الأخ الرئيس أفضل بكثير جدا عما كنا عليه خلال السنتين الماضيتين وقد تحققت نقلة نوعية في طريق السلام والأمن والتطور والإزدهار .
وأكد الشامي ضرورة العمل من اجل تطوير وتلبيه حاجيات أمانة العاصمة من خلال حشد كافة الطاقات والإمكانيات على اختلاف توجهاتها من اجل عاصمة مزدهرة آمنة بكل خدماتها ومواجهة أعباء التمدد والنمو العمراني والسكاني من خلال التخطيط السليم ومتابعه العمل المستمر من اجل تكريس الأمن والاستقرار في العاصمة وتنفيذ البرنامج الاستثماري .
كما تحدث وكيل وزارة الخدمة المدنية طه الهمداني عن المجلس المحلي .. معبرا عن التهاني للأخ الرئيس بمناسبة أعياد الثورة والخطوات والانجازات التي تتحقق في طريق الخروج من الأزمة والظروف الصعبة وكذلك إنجاح الحوار الوطني الشامل الذي يمثل نموذجا فريدا ورائعا مقارنة بما يجري هنا وهناك.
وقال: الهمداني إن تعداد سكان العاصمة صنعاء اليوم يقارب الثلاثة ملايين نسمة والمشاريع قليلة ولا بد من العمل من اجل مواجهة متطلبات واحتياجات البنى التحتية بكل أشكالها في أمانة العاصمة .
إلى ذلك تحدث رئيس لجنة التخطيط والتنمية بالأمانة حسين السراجي مشيدا باهتمام الأخ الرئيس .. وقال: لقد كان دعمكم مشهودا للعاصمة صنعاء وسرد أمثلة حول رعايتكم للكثير من المشاريع الخدمية والصحية التي تم افتتاحها في صنعاء .
حضر اللقاء نائب وزير الداخلية اللواء الركن علي ناصر لخشع وقائد قوات الأمن الخاصة العميد الركن فضل يحيى القوسي ووكيل أمانه العاصمة محمد رزق الصرمي.

قد يعجبك ايضا