النقاشات الموضوعية التي تخللت لقاءات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في محافظة حضرموت بالفعاليات السياسية والحزبية وقيادات السلطتين المحلية والتنفيذية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية¡ كشفت عن دلالات غاية في الأهمية كان الثابت فيها هو إجماع الكل على أن زمن الوحدة قد مثل أزهى عصور اليمن الجديد بالنظر إلى ما تحقق في سنواته العشرين من قفزات هائلة ونوعية في ميادين التنمية والتقدم والنهوض الحضاري والإنجازات العملاقة والتحولات الكبرى¡ رغم كل التحديات والمصاعب والمؤامرات والدسائس التي واجهها الوطن اليمني خلال العقدين الماضيين. وحتى لا يأتي الحديث صادما◌ٍ للبعض ممن لا يجيدون سوى التشكيك والالتواء على الحقائق وإنكار كل شيء لمجرد الانتقاص من جهود الآخرين¡ فإن تلك النقاشات كان الحاضر الأبرز فيها هو الأرقام التي لا يمكن لأحد تجاهلها أو القفز عليها¡ وتثبت أن ما تم إنجازه على مختلف الص◌ْعد الإنمائية من مشاريع البنية التحتية قد فاق أضعاف أضعاف ما تحقق لليمن قبل الثاني والعشرين من مايو العام 1990م. وتحت إلحاح المنطق المنصف فإن ما أفصح عنه شهود هذا التحول من أبناء محافظة حضرموت في تلك اللقاءات حيال التغيير الشامل والتطور المذهل اللذين شهدتهما محافظتهم وكذا بقية المحافظات الجنوبية والشرقية في العهد الوحدوي¡ كان زاخرا◌ٍ بالكثير من الشواهد والوقائع المؤكدة على أن ما حظيت به هذه المحافظات من نهضة كانت بالنسبة لأبنائها في حكم المستحيل أو في عداد المعجزات¡ وهو ما يلجم ويخرس تلك الأصوات النشاز والأبواق المأجورة من العناصر الانفصالية التي تسعى بين حين وآخر إلى إفراغ أحقادها وأمراضها عبر بعض الفضائيات للانتقاص من خير ذلك العطاء الوحدوي الذي غمر المحافظات الجنوبية والشرقية وعوضها عن سنوات الحرمان التي تجرعتها أثناء حقبة العهد الشمولي الذي لم يورثها سوى المزيد من الكوارث ودورات العنف والصراعات الدامية والتصفيات والاغتيالات السياسية التي ذهب ضحيتها آلاف من أبناء تلك المحافظات. وكما جاء على لسان عدد من أبناء محافظة حضرموت فإنه وإن كان لا يوجد أي وجه للمقارنة بين ما كانت عليه الأوضاع في تلك المحافظات وما أصبحت عليه¡ لا أحد كان يتخيل- على سبيل المثال- أن تنمو مدينة المكلا ويزدهر فيها العمران والحركة الاقتصادية والاستثمارية في زمن قياسي على النحو الذي غدت عليه اليوم كمدينة عصرية ترفل بكل مقومات التطور والتنمية الحضرية¡ أو أن تتسع عمرانيا◌ٍ بذلك الامتداد الشاسع الذي وصلت معه إلى منطقة الريان على بعد 60 كم من المكلا القديمة التي كانت مساحتها وحتى العام 1990م لا تتعدى طولا◌ٍ وعرضا◌ٍ 3 كيلومترات!!. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح: إذا كان هذا هو إنجاز 20 عاما◌ٍ فقط من زمن الوحدة¡ فماذا أنجز أولئك الانفصاليون والمتآمرون والمرتزقة والعملاء المتعطشون دوما◌ٍ للدماء والقتل والنهب والتخريب¿!!. وماذا قدموا من أجل هذا الوطن طوال تاريخهم الموغل بالآثام والخطايا والمقامرة والمغامرة والأفعال المنكرة¿!!. وما الذي يمكن لهؤلاء أن يفاخروا به وهم الموصومون بالصيت السيئ والمسلك غير السوي والانحطاط القيمي¿!.. وأي رصيد يملكونه يعطيهم الحق في الظهور على شاشات بعض الفضائيات دون خجل أو حياء¡ وهم الذين كرسوا كل حياتهم في المتاجرة بالوطن وسفك دماء الأبرياء ومزاولة الارتزاق والعمالة ونهب مقدرات هذا الشعب¿!!. ومتى ي◌ْدرك هؤلاء الفاشلون والحاقدون الصغار بعقولهم والصغار بمواقفهم والصغار بتاريخهم والصغار بأفعالهم وممارساتهم¡ أن الأقزام أمثالهم سيظلون أقزاما◌ٍ.. وأن العميل سيبقى عميلا◌ٍ مهما حاول تغيير جلده والتلون بالمساحيق¡ ويصعب على من سقط في مثل هذه المستنقعات أن يعيش خارجها أو بعيدا◌ٍ عن روائحها النتنة التي تزكم الأنوف.. وحقا◌ٍ فإن من باع كرامته ووطنيته يكون بذلك قد باع نفسه وآدميته وصار إمعة نكرة لا ضمير له ولا مشاعر