فن أفريقي.. القناع والطبل والرمح
فؤاد عبدالقادر
الفنون أنواع وأشكال وتختلف باختلاف ثقافة الشعوب، الرقص كمثل لغة عالمية مشتركة وتعبير إنساني بواسطة الجسد والحركات، وهناك شعوب لديها اهتمامات بألوان أخرى من الفنون وتركِّز كل طاقاتها على تطوير فن واحد أبدعت فيه، ونعني هنا الفن المرتبط بالتراث والتقاليد القبلية، غرب أفريقيا، فن الأقنعة المستوحاة من التراث الشعبي النابع من إيمانهم بالأرواح والتقمص والأروح الشريرة ، صحيح الرقص حياة الرجل الأفريقي ،في الحرب والسلم في الفرح والحزن يرقصون، تهتز جنبات الغابة من أصوات أقدامهم ودقات طبولهم، كل قبيلة لها تميّزها ، لكن صناعة الأقنعة بأشكالها وألوانها والمناسبة في استخدامها صناعة متميزة وراقية، فن قائم بذاته، سلَّط العديد من الكتاب والمثقفين أفارقة وأوروبيين الأضواء على هذا الفن، كما قدمت العديد من الدراسات حول نشأته وكيفية صناعته .. أتذكر إن لم تخني الذاكرة أن الشاعر والكاتب السياسي الأفريقي ليوبيد سنجور- رئيس السنغال السابق- كما قرأت- أن له اهتمامات كبيرة بفن الأقنعة، وكتب دراسات حول أنواعها واستخدامها في الحياة القبلية الأفريقية، ومنها وجوه الناس في اللوحات الفنية “عبارة عن قناع” أو في عملية نحت التماثيل ..
الأوروبيون لم يكذِّبوا خبرا، نقلوا هذه الفنون واهتموا بها، ففتحوا لها المتاحف، ودرَّسوها في الجامعات، أفريقيا خصبة بهذه الفنون، ولعل ثلاث صناعات لا تزال كثرات تميز الشعوب الأفريقية هي القناع، والطبل، والرمح..