لم يغب الفنان التشكيلي اليمني عن واقعه وظروف مجتمعه التي يمر بها , حيث ظل ومازال يرصد تلك المتغيرات والظروف ويعبر عنها اصدق تعبير من خلال أعماله الفنية التشكيلية والتي واكبت الأحداث والوقائع التي شهدتها بلادنا الحبيبة خلال السنوات الأخيرة , وخاصة وقائع وجرائم العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا ..
حيث كان للفنان التشكيلي اليمني حضوره الفاعل والهام في التعبير عن همجية ذلك العدوان البربري وتوثيقه جرائمه الفظيعة وأبرزها للعالم وإظهار وحشية هذا العدوان الذي ألحق الدمار والخراب في مختلف جوانب الحياة اليمنية وفي مختلف البنى التحتية إلى جانب المآسي المؤلمة التي ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء الذين استشهدوا تحت قصف الطائرات والصورايخ التي لم تفرق بين الصغير والكبير ,والتي خلفت خلفها مذابح وجرائم يندى لها جبين الإنسانية وستبقى وصمة عار في التاريخ الإنساني وإدانة واضحة وبالغة تكشف مدى ذلك الإجرام السعودي في حق أبناء شعبنا اليمني الصامد.
لقد عبر الفنان التشكيلي اليمني عن واقعه اصدق تعبير من خلال اللوحة واللون , فكانت اللوحة التشكيلية صورة ناطقة وصادقة عن الواقع اليمني تحت قصف العدوان وقذائف الموت والدمار والخراب التي تنهال من قبل العدوان الغاشم.
إن هذه الأعمال التشكيلية التي هي وثيقة دامغة ضد العدوان وصورة بالغة التعبير عن صمود وبطولات وملاحم شبعنا اليمني الجبار ورفضه للخضوع والاستسلام والتفريط بقراره الوطني واستقلاله وسيادته..
إنها لوحات مرسومة بلون الحياة والبطولة والصمود.. لوحات الوانها ناصعة الشموخ ومشرقة بذلك البهاء اليمني المشرق الذي يرفض كل الوان الانكسار والاستسلام والحياة المظلمة والمستلبة .. إنها ألوان النصر والإباء والمجد والحق.
ويأتي المعرض الأخير الذي أقامه جاليري صنعاء للفنون بوزارة الثقافة تحت عنوان” الفن ضد العدوان “ ليبرز ذلك الاهتمام والإبداع من خلال تلك اللوحات المتعددة لمجموعة من الفنانين التشكيلين اليمنيين الذين عكسوا من خلال أعمالهم تلك بشاعة العدوان الهمجي على شعبنا العظيم كما تعكس صمود هذا الشعب الذي قهر وهزم الجبروات والعدوان وليقولوا من خلال أعمالهم الفنية ان الشعب اليمني رغم الألم والمواجع والحصار والتأمر هو الشعب الصامد العظيم والذي لا يقهر وانه بذلك الصمود حقق وسيحقق انتصره الكبير وسيهزم العدوان شر هزيمة. تصوير/حامد فؤاد