الماكينة الإعلامية للعدوان تفشل في توظيف القضية »سياسياً«
المتورطون في جريمة مقتل المعلِّم فيصل الريمي أمام القضاء
الثامن من ديسمبر الماضي، كان يوماً أليماً بالنسبة لليمنيين، ففيه سقط أحد المعلمين صريعاً، جراء اعتداء آثم من أحد أولياء أمور الطلاب وآخرين يرافقونه.. جريمة أجمع الجميع على إدانتها، لكن الماكينة الإعلامية للعدوان سعت إلى توظيف القضية سياسياً في حملتها التحريضية على نحو أكد انتهاجها الزيف وسوء النوايا وحقارة المقصد بتعمدها نشر الأكاذيب والافتراءات، في محاولة رخيصة لتجيير القضية ضد جهات معينة والإضرار بمسار القضية وحرف مسارها، ودون مراعاة لمشاعر ذوي المرحوم.
وما هي إلا ساعات قليلة حتى سارعت الجهات المختصة في العاصمة صنعاء إلى إلقاء القبض على معظم المتورطين في الاعتداء على المعلِّم ومتابعة من تبقى، ليقول القضاء كلمته في قادم الأيام.
ضبط المتهمين
القضية وجدت اهتماماً ملحوظاً من قيادة وزارة التربية والتعليم، وأكد وكيل الوزارة لقطاع التعليم عبد الله النعمي: «على عدم السماح بأن يتعرض المعلمون وكل الكادر التربوي والتعليمي للإهانة أو الاعتداء بأي وسيلة وتحت أي مبرر»، مُشدداً على «هذه مسؤولية يحتمها الواجب القيمي والقانوني».
النعمي كشف لـ (أخبار التعليم) عن «قيام الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على أغلب المتهمين، فيما لايزال البحث جارياً لمتابعة وإلقاء القبض على البقية». وأكد أن الوزارة تتابع باهتمام سير التحقيقات في قضية الاعتداء على الأستاذ فيصل الريمي.
وقال: «الوزارة ومكتب التربية في العاصمة صنعاء لن يدخرا جهداً في سبيل الانتصاف للأستاذ المُعتدى عليه، ومتابعة قضيته لدى الجهات المعنية».
عمل جبان
المعنيون في منطقة السبعين التعليمية بالعاصمة صنعاء وصفوا الحادثة بأنها « عمل لا أخلاقي جبان وانتهاك لقدسية التعليم يتنافى مع أحكامِ الشريعةِ الاسلاميةِ السَّمحةِ، بل مع كافة الأحكام الدوليةِ الأعراف والقوانين.
وقالت المنطقة في بيانها: «إن ما قامت به هذه العصابة يتقدمها ولي أمر الطالب من تعدٍ على قدسية التعليم وانتهاكهم حرمته بالتهجم واقتحام سور المدرسة والاعتداء، نتج عنه إزهاق نفس بريئة بغير حق».
وحملت المنطقة التعليمية إدارة أمن أمانة العاصمة وكافة الجهات الأمنية وذات الاختصاص المسؤوليةَ الكاملةَ في ضبط مرتكبي الجريمة البشعةِ بحق الأستاذ فيصل الريمي.
وأكدت المنطقة: «أنَّ ما ارتكبته هذه العصابة من اعتداء وتهجم وازهاق نفس بريئة بغير حقُ جريمةً لا يمكن السكوت عنها أو التغاضي عن مرتكبيها»، مشددة في البيان ذاته على «المطالبة بسرعة محاكمة الجناة لينالوا جزاءهم الرادع».
سوء نوايا
من جانبه أشاد أمين عام الجمعية الوطنية للمدارس الأهلية رياض الكوكباني بـ»الحرص الكبير الذي توليه قيادة وزارة التربية والتعليم في صنعاء، على متابعة قضية وفاة الأستاذ فيصل الريمي إثر الاعتداء عليه من أحد أولياء الأمور».
وقال الكوكباني: «تابعنا عن كثب جهود قيادة وزارة التربية والتعليم وبالأخص الدكتور همدان الشامي وكذلك الأستاذ زياد الرفيق مدير مكتب التربية في العاصمة صنعاء، اللذين حضرا إلى ساحة المدرسة صباحا وكانا على رأس الوقفة أمام المنطقة الأمنية، وكان صوتهما صادحاً وحاسماً بالاصطفاف مع المعلم الشهيد، ومساندة قضيته، وعدم المساومة فيها أبداً، وأبديا الاستعداد لبذل كل جهد وحشد كل الإمكانيات للقبض على الجناة، وإنفاذ صوت العدالة».
وأضاف: هذا ما لمسته شخصياً وما زلت أتابعه حتى اللحظة عن كثب وما نقله لي ثقة أيضاً عن موقف قوي وحازم للأخ وزير التربية والتعليم، ولا أنسى الدكتور محمد الشامي مدير المنطقة التعليمية الذي كان مسافراً لتلقي العزاء في وفاة أحد أقاربه ورجع إلى صنعاء صباحاً وحضر الوقفة.
وشدد الكوكباني على رفض حرف الأمور عن نصابها، أو تمييع القضية في صراع مشبوه يدل على سوء النوايا، وحقارة المقصد، بحسب وصفه.
مختتماً حديثه بقوله: «ما نريده هو مد يد العون لأسرة الشهيد وتبني مستقبلهم، ورفع الصوت لخلق وعي مجتمعي ضد هذه الممارسات منعاً لتحويلها إلى ظاهرة خطيرة قد تهدم آخر حصون مجتمعنا».