الإنقلابيون الحقيقيون
عبدالفتاح علي البنوس
يغرق المرتزقة وأسيادهم في الحديث عن الانقلاب والانقلابيين في إشارة منهم للقوى الوطنية المناهضة للعدوان بقيادة أنصار الله ، يطلقون عليهم مسمى الانقلابيين ، على اعتبار أن الدنبوع هادي وحكومة الفنادق والشاليهات والشقق المفروشة تمثل الشرعية اليمنية ، بهكذا مصطلحات ومفردات ومسميات يحاولون إضفاء الشرعية لعدوانهم الغاشم وحصارهم الجائر ، رغم أنهم يدركون جيدا من هم الانقلابيين الحقيقيون ، الذين ينطبق عليهم هذا المصطلح أو المسمى .
فالانقلابيون هم من انقلبوا على ثورة 11فبراير 2011ونسفوا أحلام وتطلعات شباب الثورة وتاجروا بها ، بداية بالسيطرة على الخطاب الإعلامي في ساحة الجامعة ، وتوجيهه لخدمة مصالحهم وتوجهاتهم الحزبية وجعلوا من دماء الشباب الثائر المسفوكة ظلما وعدوانا جسرا عبروا من خلاله للوصول إلى السلطة وتقاسم غنائمها ومكاسبها مع من قتلوا شباب الثورة ، وذهبوا للرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية التي كانت مؤامرة على الثورة والتي تعاملت معها على أنها أزمة ، وهم من رفعوا شعار رفض الوصاية الخارجية ، وإذا بهم يوثقون عرى الوصاية السعودية من جديد ويحولون اليمن إلى تابعية سعودية يدير شؤونها السفير السعودي غير مبالين بتضحيات الشباب والقيم والمبادئ والأهداف النبيلة التي خرجوا من أجلها .
والانقلابيون هم من انقلبوا على اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومؤتمر الحوار الوطني وعملوا على تدمير القوات المسلحة اليمنية تحت مسمى إعادة الهيكلة ، وسلموا كافة مقدرات الجيش اليمني للسعودية كخطوة أولى سبقت شن عدوانهم الغاشم ، وهم أيضا من انقلب على مشاورات موفمبيك التي كانت قاب قوسين من التوصل لصيغة توافقية حول المجلس الرئاسي الذي كان من المقرر أن يدير شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية بحيث يتولى مهام الإشراف على الانتخابات البرلمانية ، وهم أيضا من عملوا على إفشال كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام وحل الأزمة اليمنية وأصروا على تدويلها والشرعنة للسفيرين الأمريكي والسعودي وبقية سفراء الدول العشر التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية .
الانقلابيون الحقيقيون هم من عملوا على إشعال فتنة دماج وقاموا بتوسيعها إلى كتاف ، وحشدوا التكفيريين للاعتداء على خيوان والهجوم على صعدة تحت عناوين وشعارات طائفية مذهبية سلالية مناطقية عرقية قذرة ، وهم من اعتدوا على شباب الثورة في عمران ، وقتلوهم أمام رئاسة الوزراء ، وأمام مقر الأمن القومي ، وهم من عملوا بعد وصولهم للسلطة على الضم والإلحاق والاستحواذ على كافة مفاصل الدولة ، وإقصاء الآخرين ، ووقفوا ضد مطالب الشعب العادلة بمحاربة الفساد وإصلاح القضاء وإسقاط جرعة الموت التي كانت باكورة إنجازاتهم الحكومية ، وسعوا بكل قواهم للوقوف ضد إرادة الثوار التواقة للحرية والاستقلال والحياة الكريمة .
الانقلابيون الحقيقيون هم من انقلبوا على ثورة 21سبتمبر 2014ثورة الشعب اليمني ، وسارعوا للاحتماء في أحضان أعداء الوطن ، وقاموا بجلب الغزاة والمحتلين من مختلف دول العالم لاحتلال بلدهم وانتهاك سيادته ونهب ثرواته وقتل وحصار أبناء شعبهم ، والتآمر على وحدتهم ، والنيل من كل مكتسباتهم ، وتدمير إرثهم وتاريخهم وحضارتهم وبنيتهم التحتية ، والقضاء على كل ما هو جميل فيه .
بالمختصر المفيد، الانقلابيون الحقيقيون هم من انقلبوا على الوطن والشعب ، وعلى كل القيم والمبادئ والأخلاق ، وتحالفوا مع الشيطان وقرنه وباعوا لهم أنفسهم وشعبهم ، ورفعوا شعارات ( شكرا سلمان ) (شكرا إمارات الخير ) وتاجروا بأرواح الآلاف من المغرر بهم للقتال تحت راية الغازي السعودي والإماراتي إلى جوار المرتزق البنجالي والسوداني والبحريني والأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي والأوغندي ، في الوقت الذي يقيمون مع أسرهم في فنادق الرياض وشاليهات أبو ظبي واسطنبول وشقق القاهرة والإسكندرية ومنتجعات الدوحة والمنامة وشرم الشيخ .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .