حسن الوريث
تستعد وزارة الصناعة والتجارة لتنفيذ الموسم الثاني من المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية بعد النجاح الكبير والمتميز للموسم الأول الذي شهدته هذه المسابقة التي تعنى بالمبدعين والمبتكرين والمخترعين وتشجيعهم على الابتكار وتطوير روح المبادرة الخاصة بهم عن طريق إعطائهم الفرصة لتطبيق الابتكارات وإنشاء المشاريع الخاصة بهم وكذا خلق بيئة محفزة للتفكير بطرق جديدة ومبدعة ومبتكرة وغير اعتيادية للتوصل إلى حلول لأهم التحديات التي تواجه البلاد في مختلف المجالات وإيجاد البدائل لمتطلبات البناء والتنمية وتجاوز تداعيات وآثار الحصار والعدوان الجائرين.
هذا الأمر يدعونا إلى الاستغراب من الغياب الشديد والمفرط لوزارة الشباب والرياضة التي يفترض أن تكون في المقدمة وقبل أي وزارة أخرى من الوزارات المعنية برعاية المبدعين كوزارات التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم والثقافة والتعليم الفني وباعتبارها الوزارة المعنية بدعم الشباب المبدعين وهناك جائزة لم تهملها وزارة الشباب فقط بل قتلتها وهي جائزة الدولة للشباب إضافة إلى أن هناك قطاعاً كاملاً في الوزارة يعنى بالشباب ومن أهم أولوياته دعم المبدعين وطموحاتهم وتنميتها في شتى المجالات وتشجيعهم على الإنتاج والابتكار العلمي ليسهموا في تحقيق نقلة متميزة لليمن في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية لكن وكما يقال الصغير يظل صغيراً رغم محاولاته أن يبدو كبيراً كما قال الشاعر .. وتكبر في عين الصغير صغارها.
وزارة الشباب والرياضة لديها جائزة تهدف لدعم المبدعين ورعايتهم وتشجيعهم على الانطلاق والإبداع لكنهم حولوها إلى مجرد جهاز مثقل بكشف راتب طويل عريض وأفرغوه من كل شيء حتى الدعم المخصص لهذا الجهاز نقلوه إلى أماكن أخرى بدلاً من زيادته لم يعد هناك حتى أدنى المخصصات التي تجعل أي شخص يدير هذا الجهاز يعجز حتى عن شراء دفتر وقلم فما بالك بإقامة برامج وأنشطة ومسابقات للشباب المبدعين وتفعيل مجالات الجائزة حتى جوائز الفائزين لم يتم صرفها من سنوات ومازال التسويف مستمراً كما أن الوعود التي قطعوها على أنفسهم بتوظيف الشباب الفائزين ذهبت أدراج الرياح ووظفوا بدلاُ عنهم وكلاء ووكلاء مساعدين ومدراء عموم حتى صارت وزارة الشباب كما قلنا من قبل ثقيلة الحركة وشبهناها بأم 44 التي تمنعها كثرة الأرجل من التحرك السريع وبالتالي فإن
من يتم تعيينه في منصب أمين عام الجائزة لن يستطيع أن يقدم شيئاً مهما كانت كفاءته وقدرته، وبالتأكيد أننا تفاءلنا بتعيين كفاءة رياضية في هذا المكان وهو الأستاذ عبدالله الدهبلي الذي لا نشك لحظة واحدة في مقدرته على انتشال الجائزة من وضعها الصعب الذي تعيشه لكنهم كبلوه وقيدوه بقيود كثيرة ومنها عدم وجود موازنة لهذه الجائزة وهذا ما يجعلنا نتساءل: هل التغييب لهذه الجائزة مقصود؟.
وبالعودة إلى مسابقة المبتكر اليمني، فإن وزارة الصناعة والتجارة تثبت تفوقها وللمرة الثانية على وزارة الشباب والرياضة التي عجزت عن تسجيل أي هدف أو حتى نقطة فوزير الشباب ووكلاء الوزارة كل واحد منهم مشغول بالبحث عن اعتماد لمكتبه وفي صراع مع الصندوق من أجل ذلك كما أن كل واحد منهم يكتفي بحضور فعالية هنا أو فعالية هناك لتسجيل الاسم في كشف الحضور ولم يكلفوا أنفسهم بالبحث عن أسباب غياب دور الوزارة في دعم الشباب والمبدعين وجعلوا وزارة الصناعة والتجارة تتفوق عليهم حيث أن النتيجة مازالت لصالح الصناعة بنتيجة 2 مقابل صفر وربما يستمر التفوق الصناعي وتصل النتيجة إلى 20 هدفاً مقابل صفر طالما لم يتم التحرك من أعلى المستويات لإحداث التغيير المناسب في هذه الوزارة التي سنظل نطلق عليها أم 44 حتى إشعار آخر .. فشكراً لوزارة الصناعة والتجارة .. ولا عزاء لوزارة الشباب والرياضة وكادرها المترهل.