قلعة الحديدة.. جمال يصافح البحر تعاني الاهمال ومغلقة أمام الزوار


على هضبة ترتفع قليلا◌ٍ قبالة أحد شواطئ مدينة الحديدة تنتصب قلعة جميلة مبنية بالياجور مكتملة البناء تمتاز بمعمار فائق الإتقان محصنة بسور في كل زاوية منه توجد نوبة للحراسة ذات نوافذ صغيرة مستطيلة الشكل تواجه هذه القلعة. التي تقع ضمن نطاق مديرية الحوك – البحر مباشرة وهذا يضيف لها ميزة تاريخية هامة ترتبط بالبحر فضلا◌ٍ عن قربها من حارة السور القديمة ذات المباني التاريخية العريقة التي أصبح الكثير منها بحالة سيئة جدا◌ٍ ومعرضة للاندثار والسقوط فوق ساكنيها وإن كانت بعض مبانيها قد سقطت فعلا◌ٍ.
وفي استطلاع للزميل عبدالباسط النوعة تحدث الاخ جماعي سالم كليب¡ أمين عام المجلس المحلي لمديرية الحوك إن هذه القلعة هي الوحيدة التي ظلت شامخة ولم تواجه مصير قلاع أخرى كانت موجودة في مدينة الحديدة وإلى وقت قريب¡ حيث تعرضت هذه القلاع للتدمير الكامل ومسحت كافة أطلالها وبقاياها باستثناء قلعة جوار البنك المركزي لا زالت إحدى نوبها فقط موجودة واندثرت بقية أجزائها وتوجد قلعة أخرى اندثرت بشكل كامل تقع في الحي التجاري وتسمى الحارة التي كانت موجودة فيها بحارة القلعة ولكن القلعة لم يعد لها وجود.
إلى ذلك قال الخبير الآثاري لدى منظمة اليونسكو الدكتور كمال بيطار والموفد من قبل اليونسكو لتقييم الأوضاع في مدينة زبيد التاريخية عن وضع هذه القلعة وأهميتها أن القلعة فعلا جميلة جدا ورائعة وذات معمار فريد وفيها من الهندسة ما يدهش ويبهر الناظرين كذلك الهضبة والموقع الذي بنيت فيه كان موفقا وممتازا بعناية فائقة للغاية وهذا يدل أن هذه القلعة كانت تتميز بمكانة مرموقة من ذي قبل ودارت على رحاها الكثير من الأحداث التاريخية الهامة وهذه القلعة جديرة بالدراسة والبحث.
لكنه عبر عن أسفه الشديد من الطريقة الخاطئة التي رممت بها القلعة وهذا الترميم لم يراع فيه المكانة التاريخية أو الأهمية الحضارية لهذه القلعة وبالتالي كان الترميم غير موفق تماما بل وربما ساهم في تشوية هذه القلعة الجميلة ولو كانت القلعة رممت بما يتناسب مع مكانتها التاريخية ووفق دراسات آثارية ومخططات هندسية مناسبة لكانت بصورة أجمل مما هي عليه الآن.
وأضاف الدكتور كمال أيا كانت الظروف أو الأسباب التي جعلت القائمين على القلعة يسمحون بمثل هكذا ترميم فهي ليست مبررا لما حدث من أعمال ترميم غير مناسبة وغير موفقة لمثل هكذا قلعة ولم تكن على الأقل بالمستوى الذي يرتقي لما يمكن أن نسميه ترميما◌ٍ آثاريا◌ٍ لمعلم تاريخي قديم سواء◌ٍ من حيث المواد المستخدمة أو حتى من خلال التشطيبات.
ودعا بيطار إلى ضرورة الاهتمام بمثل هذه المعالم والكنوز الحضارية الهامة التي تمثل ثروات إنشائية لكل العالم ومصدرا من مصادر الدخل القومي للدولة التي تمتلك مثل هذه المعالم التاريخية النادرة وبالتالي عدم التعامل معها إلا بما تتناسب مع بيئتها التاريخية والتراثية

قد يعجبك ايضا