مطالب كيري

¶¡¡ الاستغراب إن لم نقل والحيرة كان في حضور لافت تجاه الإعلان عن أن جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي بدأت لعدد من الدول الأوروبية ستكون في شأن قضية السلام في الشرق الأوسط بالإضافة إلى القضايا الأخرى بتطوراتها السريعة كما في شأن الأزمة السورية وملف البرنامج النووي.
رد الفعل على هذا النحو يعود إلى أن الولايات المتحدة منذ استفردت في شأن أزمة الشرق الأوسط وشؤون هذه المنطقة ابقت دور الأطراف المعنية الأخرى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا اسميا تستعين بها عند الحاجة لسياستها وهي المهمة التي تكفلت بها اللجنة الرباعية والتي كانت انعقدت منذ أيام قليلة على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وطالبت إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالعمل على نجاح الرعاية الأميركية للمفاوضات التي عادت بعد قطيعة سنوات عديدة.
وإذا ما أضفنا إلى هذا أن الأميركيين لازالوا وحدهم يتحدثون عن تقدم في هذه المفاوضات وإسرائيل ترى هذه العملية شأنا◌ٍ إسرائيليا◌ٍ بمساعدة أميركية وهي لا ترغب دور أي طرف آخر وكثيرا◌ٍ ما وصفت الدور الأوروبي بعدم الحيادية مع أن هذا الدور لم يذهب أبعد من النواحي الإعلامية حتى الآن وقاصرا◌ٍ على مسائل إنسانية لا مواقف تجاه الاحتلال بوجوده وجرائمه الوحشية.
غير أن الاستغراب والحيرة لم يصمدا أمام حقيقة أن كيري وضع في أولويات جولته الأوروبية قضية السلام في الشرق الأوسط والأمر هنا لا يعود إلى لقائه على هامش هذه الزيارة رئيس الوزراء الصهيوني من جهة ومن جهة أخرى وفد لجنة متابعة المبادرة العربية فقط بل الأمر يرجع إلى طبيعة القضايا التي تناولها في شأن هذه القضية.
كيري تصدى لقرارات الاتحاد الأوروبي في شأن المستوطنات التي ستدخل حيز التنفيذ مطلع العام القادم على اعتبار أنها ضغوط على “إسرائيل” لا تنسجم وتشجيعها الانخراط في العملية السلمية¡ وكيري يطالب الدول العربية من خلال لجنة المتابعة بأن لا يسمح للفلسطينيين التراجع عن المفاوضات لأن العودة إلى هذه العملية لم يكن سهلا◌ٍ لشراء الوقت بالنتيجة.

قد يعجبك ايضا