( لبوتن وبوغدانوف )
فهمي اليوسفي
• كنت قد تناولت كتابة منشور في صفحتي الفسبوكية عن الضجيج الإعلامي باحتفال المدارس السعودية في روسيـــــــــا بتاريخ 18 / 12 /2019م بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والذي تزامن مع قمة كوالالمبور التي لم تشارك فيه السعودية .
تلك الضجة الإعلامية كانت من وجهة نظري غطاء لعدم مشاركة الرياض بالقمة .
موضوع الاحتفال من قبل هذه المدارس أو المعاهد والجامعات السعودية في الساحة الحمراء التي قد تكون تعتمد منهج الداعشية الوهابية بتلك المدارس بما يتماشى مع توجهات السياسة السعودية التي تعتبر جزءاً من جسد كيان سعود . وربما لم يتم تأسيسها حبا في تدريس اللغة العربية بل من المحتمل لأغراض أخرى قد يكون جزء منها (استخباراتي) وبلا شك مثل هذه المشاريع تعمل وفق منهجية مدروسة فلا نستبعد أن من هندس جدواها هي مطابخ واشنطن ولندن ليقتصر دور الرياض تمويلا وتنفيذا .
قلت في قرارات ذاتي في الأمس كانت آل سعود تزج بالوهابيين ضد الروس إلى أفغانستان واليوم تحتفل بمدارسها الوهابية المتصهينة في الساحة الحمراء .
فما هي القصة
ألم يعد ذلك إهانة للدب الروسي الذي عرفناه من الماضي للحاضر لا يعرف المزاح ..؟
أم لأجل تدريس اللغة العربية بمناهج التدعيش ؟
مع أن ذلك يضع العديد من علامات الاستفهام والمسلمات تقول أن مشاريع الكيان السعودي تأتي معلبة جاهزة من أزقة ودهاليز المخابرات الغربية باعتبار مملكة المنشار وكيلا لتسويق مخرجات تلك المطابخ الغربية في البلدان الأخرى عن طريق استحداث مؤسسات متعددة كما هو الحال بمثل هذه المشاريع ..
زاد انفعالي وخاطبت ذاتي فقلت قد تكون روسيا فتحت سوقا سريا لمنتجاتها العسكرية في الرياض على رأسها . s 400 أو. S 600 مقابل فتح استثمارات داعشية سعودية في موسكو تنتج s 400. داعشي أو s600 تدعيش . ؟
الأمر في هذه الحالة غامض ويستدعي الغوص بعمق لنفهم ذلك حتى نتمكن من فك شفرات اللغز خصوصا بعد ان كانت علاقة الرياض عدائية مع روسيا منذ حرب افغانستان .
ولازال ملك المنشار ونجله الدب الداشر محمد سلمان يقف ضد الدب الروسي في سوريا أو العراق او غيره ..
هنا بعض الأسئلة تطرح ذاتها جليا وتبحث عن إجابات منطقية .
كيف تمكنت الرياض من إنشاء هذه المشاريع مطلع التسعينيات بعد أن مثل النظام السعودي الممول لاستهداف الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة بالتعاون والتنسيق مع واشنطن ولندن في كابول ؟
هل كان تأسيس تلك المدارس بذلك الحين يعد تتويجا لنجاح المشروع الصهيوني باستهداف الشوعية وتفكيك الاتحاد السوفيتي خلال المرحلة الأولى أي أثناء الحرب الباردة ؟
أم أن عملية فتح تلك المدارس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي يعد حجر أساس للشروع بتأسيس مشاريع استهدافية جديدة تتناسب مع ظرف الزمان والمكان وعلى ضوء المتغيرات الدولية بالتعاون والتنسيق مع الغرب لتمثل المرحلة الثانية للاستهداف المبطن التي بدأت مطلع التسعينيات من خلال تفعيل نشاط هذه المؤسسات السعودية لتحقيق بنك اهداف دول الرباعية بعد أن عجزت عن تحقيقها خلال الحرب الباردة ثم عادت للمحاولة مرة أخرى بهدف الوصول إليها تحت عناوين المدارس خلال المرحلة من التسعينيات وحتى اليوم ؟
كيف نستطيع فهم وتحليل هذا الموضوع وترجمته من عدة زوايا بعيدا عن العشوائية والارتجال ؟
كل ذلك جعلني أعود لكوخي الشوعي وأترحم علي ماركس العظيم وأصب لعناتي على جربتشوف ويلسن واتذكر ما كانت تروجه التيارات التكفيرية الداعشية التي أتت من رحم الوهابية بعد الوحدة اليمنية عندما كانت عناصر التكفير في كل الاندية والصوالين لتنسب إلى لينين أنه قال الدين افيون الشعوب . رغم أن لينين وفق العديد من أدبيات اليسار الماركسي أوضحت انه كان يحترم الدين الإسلامي ومن شدة احترامه قام بإعادة النسخة الخطية للقرآن الكريم التي كانت بخط عثمان ابن عفان بعد أن صادرتها الدولة الروسية بعد الثورة البلشفية وأخذتها من بخارى ثم قام بإعادتها وحملها بجيش رسمي من متحف إحدى المدن الروسية إلى مدينة بخارى مع أن الوهابية السعودية كانت تنسب إلى لينين أنه قال كما أسلفت .. الدين أفيون الشعوب .
قد تكون تلك العبارة صدرت من لينين ذاته على اعتبار أن الاستخبارات الروسية هي من كشفت نشاط الوهابية المتوحشة وعلاقتها بالمخابرات البريطانية التي قامت بتأسيسها على يد هنفر وتم تسخيرها من بعد ثورة البلاشفة لاستهداف تمدد الشوعية في المنطقة العربية و لخدمة الصهيونية . وهنا يقصد لينين الوهابية كدين يحمل طابع الالحادية المعادية للحياة ممن تعادي الشوعية وتخدم الصهيونية وهذا هو المرجح لأن الواقع والوقائع أثبتت أن الوهابية أفيون الشعوب .. وهي الأم لكافة تيارات الإرهاب الداعشي . في الوقت الذي ساهم الكثير من مفكري وباحثي اليسار عالميا وعربيا إثبات ذلك بعد ان كانت تطبع أعمالهم وأبحاثهم في دار التقدم موسكو مع أن بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي حاليا ملما بذلك لكونه مستشرقا ومطلعا على مثل هذه القضايا . ..
فضلا على أن هذا الموضوع جعلني استذكر بعض الأدوار الروسية راهنا في سوريا وإيران واليمن وعن موقف بوتن بشأن الإرهاب حين قال:
( “العفو عن الإرهابيين هو أمر يتولاه الله، أما عملي فهو إرسالهم إليه.” )
ولهذا إذا نجح بوتن بنقل هذه العبارة إلى التنفيذ فهو جزء من نجاح الدور الروسي بمكافحة الإرهاب وباعتبار أن ذلك سيكون نجاحاً لبوتن أولا لأنه وضع بصمة للتاريخ بإنقاذ الإنسانية من خطر الوهابية لكن طالما السعودية وضعت الداعشية الوهابية في جسد نظامها فإنها إرهابية من القاع إلى النخاع وطالما لديها مدارس في موسكو لها نفس الطابع ستكون مناهجها داعشية بامتياز واتمنى من بوتن إعادة هذه المدارس إلى الله كما قال وهذا هو الموقف الذي سيكفل ايقاف تمدد المطامع الغربية في المنطقة العربية وايقاف أي مشاريع لعزل روسيا في الشرق الأوسط . مع أن الإرهاب اليوم هو بتمويل سعودي وتخطيط أمريكي.
ولا ينسى بوتن اوبوغدانوف ووفق ما كان يطبع بدار التقدم موسكو ان كيان سعود هو من قام بتأسيس المعاهد العلمية الإرهابية في اليمن لنشر الالحادية الإرهابية من خلال هذه المشاريع .؟
إذا
ألم تكن السعودية لاعباً أساسياً ضد الروس بأفغانستان مرحلة الثمانينيات من القرن المنصرم واعتراف محمد بن سلمان أثناء زيارة بوتن للرياض . ؟
الإجابة باختصار من وجهة نظري كالتالي .
أولا ينبغي أن ندرك أن الكيان السعودي لعب دورا بالمشاركة في الاستهداف والتفكيك للاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة من خلال تجنيد الوهابيين أو الإرهابيين والزج بهم لأفغانستان خلال مرحلة الثمانينيات بالتعاون والتنسيق مع الغرب والأنظمة المتصهينة في المنطقة وتسخير وسائل الإعلام ودور العلم والعبادة بعملية الاستهداف الموجهة ضد روسيا + المنظومة الاشتراكية على مستوى المنطقة العربية
فكان لذاك الدور. ( السعودي + الغربي ) انعكاس على المعسكر السوفيتي ترتب عليه تفكيك ذاك الاتحاد وكان عاملا لانهيار الاقتصاد الروسي وضعف وتفكيك المنظومة الاشتراكية في المنطقة الأمر الذي جعل الغرب يستثمر ذلك لتدمير مؤسسات الدولة في موسكو وتوغل الشركات الصهيونية لروسيا وكذا تدمير المنظومة الاشتراكية والاستحواذ على مدخرات الكثير من مؤسسات المنظومة . فسقط بعضها منها اثيوبيا ..
ثانيا . هنا تكون الرياض نجحت في المشاركة الاستهدافية لموسكو خلال المرحلة الأولى وتأسيس تلك المدارس مطلع التسعينيات هو تتويج لدورها خلال المرحلة الأولى والبدء بتأسيس المرحلة الثانية للاستهداف عبر هذه المؤسسات ( المدارس ) خصوصا بعد انسحاب الروس من افغانستان وانهيار الاتحاد السوفيتي برمته .
ثالثاً . بدأت الرياض العمل على تحقيق مصفوفة الأهداف العميقة للمرحلة الثانية وفي مسقط عظماء اليسار العالمي من خلال هذه المشاريع الوهابية السعودية اليهودية والتي من المحتمل ضمن بنك اهدافها الآتي
… توسعة نشاط الوهابية التكفيرية الإرهابية في روسيا لتفكيك النسيج الاجتماعي الروسي كوسيلة لإضعافه بعد عجز الكيان السعودي من استكمال مشاريع العزل للدور الروسي في المربع العربي وبقائه محصورا في سوريا وإيران حتى المرحلة الراهنة .
… زيادة حركة الاستقطاب الاستخباراتية من الوسط الشبابي الروسي لصالح الغرب من خلال هذه المدارس وكذا الوسط الأكاديمي وعلى كافة الأصعدة والأعمال الإرهابية التي شهدتها روسيا خلال السنوات الأخيرة خير شاهد .
… استحداث مشاريع لنهب وتدمير بنك المعلومات الثقافية للروس أي التي دونتها المؤسسات الروسية خلال الحرب الباردة بعد أن كان يتم تنظيمها وترجمتها ونشرها لقوى اليسار على مستوى الساحة الدولية وإخراجها على شكل كتيبات فأصبحت الغذاء الفكري لقوى اليسار العالمي ومصدر ازعاج وقلق للغرب والخليج على رأسها السعودية باعتبارها فاضحة لسياسة الامبريالية الغربية والعربية في مقدمتها واشنطن والرياض وبقية دول الرباعية التي كانت تحرص على حظرها واليوم الرباعية تبذل جهودا تكفل عدم نشرها بل محاصرتها عبر النوافذ والساحات الالكترونية لأنها أشبه بصناديق سوداء فاضحة لدور اللوبي الامبريالي الغربي والعربي .
ثالثا . كانت ولا زالت دول الرباعية على إدراك ان تلك المدخرات تم طباعتها وترجمتها لأكثر من لغة في مؤسسة دار التقدم بموسكو حتى مطلع التسعينيات فاستمرت الرياض في رصدها بالدول الرأسمالية ومن ثم كانت تقوم بمصادرتها عبر. الأجهزة البوليسية منها في الدول غير الاشتراكية .
رابعا . اليوم الناتو ودويلات الخليج تخشى انتشار هذه المدخرات الفكرية الفاضحة لكافة المطامع الصهيونية في الشرق الأوسط بل ربما تحاول استخدام سلاح المنشار للتخلص منها و إتلاف ما تبقى بوسائل ناعمة تحت عناوين لا تثير الشك حولها لكونها على يقين بدرجة تأثيرها في حال تم نشرها خصوصا بهذه المرحلة مما يجعلها تحاول عرقلة النشر تحاشيا لاستثمارها ضد هذا الكياني السعودي و الصهيوني .
وبحكم تزامن قمة كوالالمبور وعدم مشاركة الرياض فيها بل اقتصرت المشاركة على قطر وايران وغيرها مما جعل الرياض تحاول رفع ضجيج الإعلام حول مدارسها في موسكو بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بهدف التضليل والتعتيم على قمة كوالالمبور من جهة ولكي لا يلتفت العامة إلى جرائمها باليمن من جهة اخرى أو فضح دورها الاستهدافي هي وهوامير المطامع لواشنطن ولندن في المنطقة الشرق أوسطية ومنها اليمن من جهة أخرى.
لم يمر يوم من احتفال هذه المدارس باليوم العالمي للغة العربية وخلال خطاب الرئيس الروسي بالصحفيين حتى أتى حادث إرهابي في موسكو من خلال إقدام شخص على قتل وجرح مواطنين روس . مما جعلني اقول هل كان احتفال المدارس السعودية هو مقدمة لتدشين غير مباشر لجريمة اليوم الثاني كتوجيه رسائل للروس جراء مواقفها في سوريا وإيران أم كيف ؟
هذه نبذة من الأهداف المبطنة للسعودية والغرب في الشرق الأوسط عبر هذه المدارس .. وبالتالي يكون الهدف الأساسي . استخباراتيا . وإرهابياً ..على هذا الأساس فإن مكافحة هذه المدارس السعودية ومن قبل الروس هو جزء من مكافحة الإرهاب ويساهم بمزيد من الفضح للمشاريع السعودية التي تخدم السياسة الغربية في منطقة الشرق الأوسط .
فوق هذا وذاك أقول رحمة الله على الشهيد حسين الحوثي صاحب الوعي المتقدم الذي بدأ يشخص خطر الوهابية ويؤسس مدرسة مضادة لداعش الوهابية . وسلام الله على السيد عبدالملك الذي أعلنها ثورة ضد المشاريع الداعشية برمتها.
إذاً سأطلق الصرخة ربما تطرد شياطين داعش ويصل صداها لبوتن وبوغدانوف .. لعل القدر يستجيب .
الموت لأمريكا الموت لإسرائيل. اللعنة على اليهود . النصر للإسلام ..
معاً ضد تحالف العدوان ومملكة المنشار . وكافة أجندات العدوان .