علي محمد مبارك
لا غرو أن يخلَّدَ الــ30من نوفمبر 1967م في الذاكرة الوطنية لشعبنا اليمني العظيم لأنه في اليوم الذي حملَ فيه آخر جندي بريطاني عصاهُ على ظهرهِ ورحل عن جزء غالٍ من الوطن فيه تحققَ استقلال وطني أنهى كل أذناب وذيول المستعمر الغاصب آنذاك ؛ فكان الــ30 من نوفمبر واحداً من انتصارات شعبنا اليمني العظيم وذلك بوضعه نهايةً حتمية لاحتلال اجنبي هيمنَ بالحديد والنار وجثم على صدر الوطن أكثر من 128 عاماً أسهم خلالها في تجزئة الوطن إلى شطرين ؛ ومزّق جنوبه الواقع تحت هيمنته إلى دويلات مصطنعة غير قابلة للاستمرار بدونه ؛فكانت السلطنات والمشيخات والامارات المتصارعة فيما بينها..
كان الــ30 من نوفمبر واحداً من انتصارات الثورة الأم 26سبتمبر1962م؛ ووليدتها 14 أكتوبر 1963م.. تجسّدت في ذاته معاني عظيمة عميقة المضمون بليغة الدلالة في مسيرة اليمانيين النضالية الجهادية بعد سنواتٍ مريرةٍ من الكفاح والتضحيات الجسام التي قدّمَ فيها الشعب قوافل من الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية أرضنا اليمنية وهم يُقارعون نير الاستعمار البغيض، بل إن الــ30من نوفمبر تحقق فيه استقلال وطني وإنجاز تاريخي أنهى الهيمنة الاستعمارية دون أن يُبقي أي مكانة للتبعية..
واليوم وبعد خمسة عقودٍ ونيف من يوم الجلاء ذاك أرادت قوى التحالف آذيال أمريكا وإسرائيل وبريطانيا الاستعمارية أن تُعيد عقارب الساعة إلى الوراء ؛ والوطن إلى حالة التشظي والهيمنة والتبعية للاستعمار الجديد ؛ مريدةً في وضح الشمس تبديد نضالات وتضحيات هذا الشعب وتاريخه العريق خدمةً لأجندتها الخارجية ؛ لكننا اليوم وفى ذكرى هذا اليوم المجيد نقول لتلك القوى العميلة المستعربة الهجينة إن الشعبَ اليمني قد أسقط القناع وفضح الزيف وجعل المرحلة كشفاً للحقائق، وهو اليوم أكثر دراية وفهماً واستيعاباً لطبيعة هذه القوى وأهدافها العميلة.. وإننا وبكل زخم سنتوجُ انتصاراتنا في الجبهات باحتفالنا بمباهج الذكرى الــ52 ليوم الاستقلال الوطني المجيد ؛ مؤكدين للكون كله أن الشعب الذي صنعَ انتصارات ثوراته26 سبتمبر و14 اكتوبر و21 سبتمبر هو أكثر يقظةً ووعياً وحرصاً على تاريخه ووحدة تربته وواحدية نضاله، وأننا أولو قوة وأشد بأساً في مواجهة ومقارعة المستعمر الجديد وكل من يحاول النيل من مكاسب الشعب وإنجازاته وفي مقدمتها الاستقلال.