محمد صالح حاتم
30 نوفمبر 1967م يوم خالد ومجيد سجله التاريخ اليمني في انصع صفحاته، لأنه في هذا اليوم تم طرد آخر جندي بريطاني من أرض اليمن .
تحل ّعلينا الذكرى الـ 52 لثورة الـ30 من نوفمبر عيد الاستقلال، وطرد آخر جندي بريطاني من شطر الجنوبي لليمن الذي ظل قابعا ًتحت وطأة الاحتلال الانجليزي لفترة طويلة 129 عاما ً،عانى خلالها ابناء الشطر الجنوبي الويلات وتعرضوا للقتل والانتهاكات والاغتصابات في سجون الاحتلال البريطاني، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وكفاح ونضال الثوار الابطال الذين سطروا اروع الملاحم البطولية ضد المحتل البريطاني، فقد جاءت ثورة 30 نوفمبر 1967م تتويجا ًوانتصارا ًلثورة 26 سبتمبر1962م في الشطر الشمالي ،وثورة 14اكتوبر 1963م ضد المحتل البريطاني في الشطر الجنوبي لليمن، هذه الثورة التي قام بها الثوار الأحرار وانطلقت شرارتها من على جبال ردفان الشماء بقيادة المناضل لبوزة وبقية الثوار من كلا الشطرين شمالا ًوجنوبا ً.
واليوم ونحن نحيي الذكرى الـ52 لثورة30 نوفمبر في ظل ما يتعرض له اليمن من حرب وعدوان غاشم وظالم من قبل تحالف الإرهاب العالمي السعوصهيواماريكي، منذ ما يقارب الخمسة أعوام، فإن علينا ونحن نحيي هذه الذكرى أن نستلهم منها الدروس والعبر لما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية من احتلال من قبل اذناب وادوات الأمبراطورية العجوز بريطانيا ،وما يتعرض له ابناء هذه المحافظات من انتهاكات واغتصابات في سجون الامارات والسعودية السرية في بئر أحمد والمهرة وبلحاف وسقطرى وغيرها، وكأن التاريخ يريد أن يعيد نفسة رغم أن الفارق كبير بين من كان يحتل الشطر الجنوبي لليمن سابقاً ومن يحاول أن يحتله أو يريد أن يسمي نفسه محتلاً اليوم ،لأن من احتلت الشطر الجنوبي كانت الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس والتي كانت تحتل وتحكم نصف الكرة الأرضية او اكثر ،وبين من يحاول أن يحتله اليوم وهم أدوات واذناب بريطانيا وأمريكا واسرائيل، من لا يملكون قرار انفسهم ولا يحكمون حتى دولهم ولا يستطيعون أن يحركوا دبابة او طائرة واحدة داخل بلدانهم إلا ّبإذن وتصريح مسبق من السفير الأمريكي الحاكم الفعلي لهذه الدول، فيجب علينا ونحن نحتفل بهذه الذكرى أن نجعل منها محطة انطلاق لمواجهة هذا التحالف العدواني وطرده من المحافظات التي يحاول احتلالها بتسهيل وتعاون وتنفيذ من الخونة والعملاء مرتزقته وادواته وأذنابه من زرعهم الاعداء وجندوهم منذ عقود من الزمن لتنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم في اليمن وإبقائها تحت وصايتهم، وأن على العدو السعودي الامارتي أن يعلم ويعي ويفهم إذا كان يملك ذرة عقل أن اليمن عصية على المحتل وأنها مقبرة الغزاه ،وأن عليهم أن يسألوا اسيادهم البريطانيين والاتراك ويقرأوا التاريخ عن بطولات وتضحيات وشجاعة اليمني ضد من يحاول أن يطأ بقدمه النجسة أرض اليمن الطاهرة، فالانسان اليمني الحر والشريف لا يمكن أن يفرط في سيادة واستقلال بلده، وأن حياته وروحه ودمه يرخص امام الدفاع عن ارضه وحريته وسيادته واستقلاله ،وأن من تعاونوا من العدوان وقاتلوا في صفه ودافعوا عن حدوده الشمالية ويدعون انهم الشرعية لا يمثلون اليمن وإنما هم عبارة عن مرتزقة وعملاء باعوا وطنهم الذي لا يشرفه حملهم جنسيته، لأنهم لا يملكون شرفاً او كرامة.
فالـ30 من نوفمبر جذوتها لن تنطفئ وستبقى شعلة ملتهبة مع شعلة ثورات 26سبتمبرو14اكتوبر ولن يستطيع الأعداء والخونة والحاقدون اعادة التاريخ وعقارب الساعة الى الوراء، وأن دماء شهداء الثورات اليمنية وشهداء مواجهة الحرب والعدوان السعوصهيواماريكي من ابطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية ستكون هي الحامي والمدافع عن الوطن ووحدته وسيادته وحريته واستقلاله، وهي اللبنة التي ستؤسس لبناء دولة النظام والقانون، دولة العدالة والمساواه، الدولة اليمنية الحديثة .