* إلهام أحمد الوشلي
كما في كُل عام ننهلُ من ينابيع العشق المحمدي لإحياء القلوب، وبهجة النفوس، ورقي الروح التي تجعلُ من المناسبة مفهوماً مُقدّساً، ونوراً مُشرقا،ً يباهي كل ألوان الطيف؛ نعم إنها تراتيل العشق المحمّدي في عمق أسرارها ونور صفحاتها وسماء بهجتها، وطهارة روحها في ليلها ونهارها في أسرارها ومكوناتها في ذكرها والأزل، ففي كل يوم تتزيّن مدارسنا برونقٍ بهي لإحياء الكرنفال البهيج في ذكرى ميلاد النبوة، وتغمرها المحبة والفرح، وتظهر الدلائل والمعاني العظيمة لهذه المناسبة الجليلة التي تعكس معاني الصلاح والتزكية في بناء الجيل الواعد بالنصر والتمكين.
وفي كل يوم أيضاً تزينت مدارسنا وقبلها تزينت القلوب والأرواح بحب سيد البشر وإمام المرسلين، وفي كل يوم وطلابنا وطالباتنا في لقاء متجدد مع الفرح الالهي بالرحمة المهداة..كل يوم ..ونحن على لقاء جميل وأداء متميز لفقرات ومواضيع بل ومفاجآت فعاليات مدرسية غمرتها روحانية وسكينة عظيمة وما أخالها إلا عرس رباني وعشق محمدي ارتوت منه تلك القلوب الصغيرة ، وارتشفت منه رحيقاً طاهراً لينعكس سلوكاً ومنهجاً كيف لا وكل يوم يرتوي عطش أرواحهم لحب محمد وبحب وذكر محمد ..
محطات نتلقى دروساً في عظمة الرسول الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم اغترفوا من فيض جميل كرمه، وعظمة خلقه وجمال خلقه وأناته وحلمه ورحمته وحرصه على هداية أمته وجميل صبره وإخلاص عمله وحكمته وعفوه وجهاده وشجاعته، فلا نجد أنفسنا إلا مرددين متيقنيين ما أعظمك يا سيدي يا رسول الله..
كل يوم وهم يرسمون لوحة فنية بديعة تزداد تألقاً ورونقاً بكل كمال شمائله، ومحاسن صنائعه، وتنوعت الفعاليات وتميزت منذ اليوم الأول للتدشين في نادي الشعب باستقبال حافل ملؤه الفرح والشوق لربيع الرحمة، فبمجرد ذكره تنجلي الهموم والأحزان، ولأن التاريخ يشهد بعظيم ارتباطنا وولائنا نحن اليمانيين لنبي الرحمة لم يكن غريباً ولا جديداً ذلك التفاعل الدافئ والاستعداد والعمل بأرقى وأفضل مستوى بتنافس إيماني ليكون كل طالب وطالبة ومعلم ومعلمة وأيضاً كل مدرسة في مرتبة الصدارة ..الصدارة في التعبير الأجمل والأصدق في إظهار قداسة هذه الشعيرة العظيمة في سعادة وصلاح النفوس والقلوب ليصلح الله لنا كل شأن.
وكل مدرسة احتضنت بهجة كرنفالها بفرح وحفاوة بجميل الكلمة، وثراء الفقرة عبر أداء مواهبها المتميرِّ، زُيّنَتْ فصولها وساحاتها بأجمل زينة تعكس جميل الاعجاب لكل زائر ما لبثت إدارة ومعلمو وطلاب المدارس إلا الحرص على حسن الاستقبال بحفاوة وكرم ضيافة ما كان ولم يكن إلا يمانياً، وباستقبال جليل وكريم مرحبين بضيوف رسول الله الذين شاركوا أبناءهم الطلاب وبناتهم الطالبات فرحة هذه المناسبة العظيمة وكأني أجدهم ينهلون من مدرسة الإنسانية الإيمانية المحمدية بفخر واعتزاز أعظم الدروس والآداب القرآنية الصادقة وهو خاتم النبيين الذي ما كان إلا على خلق عظيم، وما كان فظاً غليظاً، وإنما كان قرآناً يمشي على الأرض.. فيقفون خجلاً وحياء أمام الأسوة الحسنة، والقدوة الفضلى.
وحرصاً من مكتب التربية والتعليم بمديرية معين على إثراء هذه المناسبة العظيمة، وإعطائها مدلولها الثقافي العميق أقيمت العديد من الورش والندوات الثقافية للكادر الإداري والتعليمي بتعاون راق مع الجهات ذات العلاقة كجامعة القرآن الكريم، والمعهد العالي للتوجيه والارشاد والهيئة النسائية وشؤون اسر العاملين التي نالت استحسان وتقدير الجميع وأعطتهم جرعة تحفيزية ايجابية عبر محطات ثقافية مستقاة من هدي القرآن الكريم، وكانت اللمسات قبل الأخيرة في مسيرة الأطفال التي كانت تحت شعار ((في مولد النور نجدد الوفاء والولاء)) حيث جاب أطفالنا الأحبة الشوارع ملبين ومرددين عبارات الولاء والوفاء لسيد المرسلين النعمة والمنّة الخالدة للبشرية.
وفي كل فعالية حلقت أرواحنا وقلوبنا في معراج العشق المحمدي المقدّس عبر تراتيل طاهرة، طهارة قلوب أحفاد أنصار رسول الله ،تلك القلوب الصغيرة التي ما ارتوت من حب النبي الأعظم، وكلما استقبلتنا وجوههم بابتسامات بريئة، وبنور يشع من أعينهم كأنهم يستحضرون شخص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بوفاء وحب شعرنا بدفئ أرواحهم تحلق بفرح لا حدود له ،كلما شعرنا بقرب النصر والفتح المبين، وما أجمل لحظات استقبالهم وتلقيهم دعوات الحضور للحفل الربيعي البهيج ، وختاماً في ساحة الاحتفال الكبرى في يوم الثاني عشر من ربيع الأول استكملت اللوحة البديعة بلمسات طاهرة وقلوب شاكرة وأيد داعية وهتافات ملبية “لبيك يا رسول الله” .
مختص قسم الأنشطة – مكتب التربية بمديرية معين