هناك جملة من العادات والتقاليد اللطيفة والمحببة إلى قلوب أبناء حضرموت والتي كانت حاضرة متبعة في العيد وهي الآن تنحسر وتتلاشى نتيجة لعدة عوامل ومسببات.. في المجمل فإن العيد في محافظة حضرموت له طابعه الخاص .. وهو فرصة لتجديد مسار الحياة والخروج من دائرة الرتابة كما أنه فرصة للتأمل
ومراجعة الذات.
في هذا السياق نزلت (الثورة) إلى الشارع وسجلت انطابعات بعض المواطنين حول العيد وفرحته في محافظة حضرموت وهاكم حصيلة اللقاءات:
¶ في البداية تحدث الأخ محمد عمر علي بايعقوب قائلاٍ:
– المسلم بطبيعة يعيش فرحاٍ دائماٍ لأنه قد سلمت جوارحه من الذبون والعيد متنفس لأوقات قد خلت في عمل وكد.. لذا تتآلف القلوب وتلتقي الأحبة في أوقات تكون فيها اللحظات سعيدة تمغرها فرحة الأبناء والأطفال الذين تجمعهم بهجة العيد.. وعيد الأضحى موسم الحج فيه ذكرى عظيمة عندنا نحن المسلمون حيث تتجه الأنظار نحو (بيت الله لأداء فريضة الحج)..
وتدعو قلوب أخرى وتهفو لعل الله يرزقها زيارته..
فالعيد في هذا الشهر (ذو الحجة) سمو ورفعة لعظمة الحدث.. وجلال المكان وقدسيته ومن أبرز العادات والتقاليد التي تشهدها محافظة حضرموت في عيد الأضحى المبارك¿
ومحافظة حضرموت كغيرها من المحافظات تمتاز بعادات طيبة وتقاليد حميدة.. بدءاٍ بزيارة الأهل والأقارب بعد صلاة العيد وفرحة الأبناء بإشعال بعض الألعاب النارية تعبيراٍ عن فرحتهم وحرصاٍ من قيادة المحافظة لصقل هذه العادات وغرسها في أبنائها حتى لاتذرها رياح التغيير ويطالها النسيان.. فقد اعتاد أن يشارك أبناء حضرموت أفراحهم.. لذا شهدت العديد من الحلويات والمكسرات واللبان وقبل أنصرافهم يتم رشهم بالعطور ويزداد الأطفال فرحة بالعيد عند ارتدائهم الملابس الجديدة يذهبون لمعايدة أقاربهم وجيرانهم ويستقبلون بفرحة وبشاشة غامرة.. حيث تقدم لهم النقود مهدية العيد وبعد صلاة العصر يتوجه الناس أسراباٍ وأفراداٍ إلى شواطئ البحر حيث الجو الطلق الجميل كما أن البعض يتجه إلى الاستراحات والمنتزهات لقضاء أيام العيد والتي تعتمد ستة أيام.
مناسبة عظيمة
¶ أما الأخ صالح عبدالرحمن بايزيد فيقول:
عيد الأضحى المبارك بالنسبة لكل مسلم مناسبة عظيمة وجميلة لها أثر وواقع كبير في نفوس المسلمين كونها تأتي تتويجاٍ لأيام العشر التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز يقول تعالى »والفجر وليال عشر« تلك الأيام المباركة التي فضلها الله تعالى وجعل فيها مناسك الحج إى بيت الله الحرام.. قال تعالى (وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالاٍ وعلى كل ضامر يأتين من كل فجُ عميق) صدق الله العظيم.. تلك الأيام المعلومات هي أيام الحج بدءا بالطواف بالبيت عند القدوم ومروراٍ بالمبيت في منى والصعود إلى عرفات فجر اليوم التاسع بمزدلفة وذكر الله عند المشعر الحرام ورمي الجمرات في اليوم العاشر هذا اليوم الذي فيه يتحلل الحاج من إحرامه ويحلق أو يقصر ويلبس أفضل ثيابه وذلك يكون قد أكمل حجه فما أعظمها من فرحة وما أقدسه من عيد.. والمسلمون في كافة أنحاء العالم يشاركون إخوانهم الحجاج فرحتهم فيصلون صلاة العيد ويذبحون أضحيتهم وفي المكلا مع بزوغ شمس اليوم العاشر من ذي الحجة ترى الناس أفواجاٍ وجماعات يتوافدون على مصلى العيد لأداء صلاة العيد وسماع العيد رجالاٍ ونساءٍ وشباباٍ بعدها يذهب الكل إلى بيته لذبح أضحيته ودعوة أرحامه للتجمع معاٍ.
ومن أبرز العادات والتقاليد في العيد هو التزاور بين الأقرباء والأصحاب وإعانة المحتاجين وتستمر (المعايدة) حتى نهاية ذي الحجة لما في ذلك من تقوية لأواصر المحبة والألفة وتقام الأهازيج والألعاب الشعبية عصراٍ في كثير من الأحياء فرحة بالعيد..
الحدائق والمنتزهات في تنوع الفكرة لتظل البسمة مرسومة على كل الوجوه.. فمن العرض الموسيقي إلى سباقات الهجن مروراٍ بنزولات على المديريات بساحل ووادي المحافظة للمشاركة في مثل هذه الأفراح.. وكانت ولازالت بصماته ترتسم بالخير لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في إضفاء المظهر الجمالي لحضرموت.. كذلك إقامة الحفلات الترفيهية والمسابقات العلمية التي تحظى بدعمه على ضفاف خور المكلا أو شارع الستين أو كورنيش المحضار وغيرها من الإنجازات التي تحسب في سجله.
العيد فرحة
¶ ومن جانبه تحدث الأخ حسين عوض الحداد بقوله:
عيد الأضحى المبارك لا يختلف كثيراٍ عن عيد الفطر من حيث العادات والتقاليد حيث يبدأ التحضير لأفراح العيد قبل العيد بيومين على الأقل فيقوم الناس بشراء لحم العيد والملابس الجديدة والحلوى والبسكويت وطلاء منازلهم خاصة الذين لم يقوموا بطلائها في عيد الفطر المبارك. وكذا تغيير ستائر الغرف والنوافذ وتغيير ملابس الوسائد (المخدات) وفرش الغرف بالموكيت والقطف ورشها بالروائح العطرية والند كزينة لأهل البيت فرحة بالعيد وتجهيزاٍ لاستقبال المعاودين.. وفي صباح الباكر من أول يوم أيام العيد يتجه الناس إلى المساجد والساحات العامة لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خطبتي العيد حيث تمتلئ المساجد بالمصلين شيوخاٍ وشاباٍ وأطفالاٍ. وبعد الانتهاء من الصلاة يتبادلون التهاني والتبريكات بمناسبة العيد وأما في اليوم الثاني من العيد فيقوم الأفراد والجمعات للمعاودة على الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران حيث يستقبلون بترحاب وتقدم لهم العصائر والشأي وغيرها من أنواع الضيافة كما في العادات والتقاليد التي لا تختلف كثيراٍ عن باق محافظات الجمهورية.
أعيادنا.. فرحة وعبادة
¶ الأخ عبدالقادر صالح المرقدي قال:
عيد الأضحى المبارك جاء ناشراٍ فينا الإخاء نازعا أشجار الحقد مهدي الصفاء شرعت الأعياد في الإسلام لحكمة سامية ومقاصد عالية فالعيد فرصة للفرح ولتقوية الروابط الاجتماعية ولتجديد قيمة التواصي بالحق والتواصي بالمرحمة وقد منحنا المولى تبارك وتعالى لحظات من العمر نسعد بها ونرتشف نسمات الوصال بين الأحباب والأصحاب ونتبرك بساعات العبادة والقربة التي نقدمها في هذه المشاعر لله سبحانه وتعالى والتي نأمل ونرجو من الله أن يتقبلها ويغمر قلوبنا بيض الإيمان والسعادة في الدارين.
فالعيد محطة يقف عندها المؤمن فيؤدي ما أوجبه الله تعالى دون إفراط أو تفريط فيسعد ويفرح في حدود الواجب ولا يتجاوز حدود شرع الله العيد هو يوم فرحة وسرور لذ حرص الإسلام أن يمسح البؤس من الفقراء في يوم فرحة المسلمين ليكون السرور عاماٍ شاملاٍ ففيه يتجملون ويلبسون ويتبادلون التهاني والتبريكات ويدعون ربهم أن يعيد عليهم من بركاته وأن يعود عليهم أعواماٍ بعد أعوام وهم في غاية النصر والتمكين والهناء والعيش الرغيد والحياة السعيدة وفيه يعودون المرضى ويصلون الأرحام ويجتمع الأقارب ويتلاقون بعد طول الغيبة.
فالعيد من خصائص هذه الأمة ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام فعلينا العناية به وتعظيمه كما قال تعالى »ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب« ويوم النحر هذا من أفضل أيام السنة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم »أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر« ويوم القر هو اليوم الذي يلي يوم النحر وهو الحادي عشر من ذي الحجة فالعيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله وتظهر فيه معان اجتماعية وإنسانية ونفسية فالجميع يلبي نداء صلاة العيد وللجميع أيد تتصافح وقلوب تتآلف ورؤوس تتعانق تتألق على شفاههم الإبتسامة الصادقة وتلهج السنتهم بالكلمة الطيبة والتهئنة العطرة وود وصفاء وأخوة ووفاء لقاءات تغمرها المحبة والنقاء وكل عام والجميع بخير.
عبدالله حويس