عضو رابطة علماء اليمن التهامي الشيخ موسى معافى لـ”الثورة ” : الاحتفال بمولد النبي يعد رسالة قوية للغرب وأمريكا وعملائها بأننا لن نفرط في ديننا وهويتنا الإسلامية
أكد عضو رابطة علماء اليمن أن الاحتفال بالمولد النبوي هو تقدير لنعم الله علينا بهدايته لنا برسوله وإننا ممتنون لله على هذه النعمة .
وأشار الشيخ موسى يحيى معافى إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة من قبل اليمنيين تعد رسالة للعالم أجمع أننا نحب الرسول ونتخلق بأخلاقه ونتزود بالمعرفة الصحيحة بالإسلام وقيمه ومثله العليا وروحه وجوهره بدلاً من التمسك بقشوره التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
واعتبر أن الاحتفال بمولد النبي الأكرم يعد محطة انطلاق نحو مولد جديد لأمة قوية منتصرة، مستقلة تكتسي هيبتها وتحتل مكانتها العالية بين الأمم كشاهدة على الناس كما أراد الله لها وكما كان أول مولد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باكورة ميلاد أمة الإسلام فبإمكاننا أن نجعل من هذه المناسبة في هذا الزمن مولداً لأمة مهابة الجانب ذات سيادة واستقرار وحضارة إنسانية.
ولفت إلى أن المولد النبوي الشريف يمثل أهمية بالغة للأمة الإسلامية فهو يعتبر خاصية حضارية لها بين الحضارات والأمم الأخرى التي لها أعياد ومناسبات مستقلة وذات خصوصية، ونحن كأمة إسلامية يمثل الاحتفال بهذا المولد الشريف جزءاً مهماً من مميزات حضارتنا الإسلامية العريقة حتى لا تذوب في معركة صراع الحضارات أو تستسلم أو تفقد مميزاتها واستقلاليتها بل إن الاحتفال الكبير بمناسبة كهذه يعكس صحوة إسلامية ويعني بأن الأمة في طريقها نحو استعادة عزها وكرامتها وقيادة ركب العالم كما أراد الله لدينها ومدخل للعودة الصادقة ولتحمل المسؤولية في تمثيل الدين أحسن تمثيل وفرصة للفت أنظار العالم إلى دوائه من دائه وعلاجه من أمراضه وفرصة لأن نرص صفوفنا ونوحد جبهتنا الداخلية حتى نقدم دينه بسلوكنا وواقعنا وصورتنا الموحدة خلف قيادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
ونوه معافى في لقاء أجرته معه «الثورة» بأن العودة إلى رسول الله يتمثل في التمسك والالتزام في ما تركه فينا من بعده في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) .
وتطرق في حديثه إلى مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ومكانة الرسول لدى اليمنيين ومكانتهم لديه وإليكم ما جاء فيه :
الثورة /
أحمد كنفاني
أهلا بكم على صفحات الثورة شيخ موسى ونود من خلالكم التعرف على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ؟
– الحمد لله الذي أكرم عالمنا هذا بمولد الرحمة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأكرم أمتنا العربية على الأخص بمولد عزتها وكرامتها وسيادتها ورقيها وخلودها المتمثل بولادته وبعثته صلوات الله عليه وعلى آله والصلاة والسلام على حبيب الحق وسيد الخلق القائل : “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .
وأشكركم على إتاحة الفرصة للحديث عن هذه المناسبة العظيمة وكم أشعر بالسعادة وأنا انتسب الى وطن تحتفي قيادته وشعبه بمولد نبيها الكريم عليه وعلى آله أفضل صلوات الله والتسليم ..
هو فضل الله على أمتنا التي أنقذها الله به من الضلالة ، وحررها به من قيود الجهالة، و هداها به إلى صراط لا ولن يشهد سالكها اختلاله، فهو فضل الله العظيم ، وهو خير الله العميم ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم ذو المنهج الحكيم ، وذو القلب الرؤف الرحيم ..
نستمد مشروعية احتفالنا بمولده من قول الكريم سبحانه في سورة يونس, الآية 58: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) و أيّ فضل يضاهيه أم أيّ رحمة تساويه صلوات ربي وسلامه عليه ..
وقد جاء في معلقات البخاري أن العباس بن عبدالمطلب فيما يرى النائم فقال أبا لهب !!! أين ؟؟ فقال له في النار ،، واين سيكون وقد أصدر الله قراره بشأنه ولا زال حيا يرزق فقال عز من قائل كريم ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ1/111مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ2/111سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) الخ السورة الكريمة .
واستأنف أبو لهب حديثه : غير أنه يخفف عنّي العذاب كل يوم اثنين لفرحي بولادة محمد، حيث أعتق يومها جاريته ثُويبة التي زفت إليه الخبر وذبح الذبائح وأطعم البائسين والعبيد والأطفال والمحرومين بمكة وما جاورها .
قال الإمام محمد بن ناصر الدمشقي :
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه
وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دآئما
يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي عاش عمره
بأحمد مسرورا ومات موحدا
فلماذا لا نفرح بميلاد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ونحيي شمائله وسجاياه ونحدث بما أسداه الله إلينا من نعمة لا تساويها نعمة ، ومنحة لا تساويه منحة .
ما مدى أهمية الاحتفال به في مثل هذه الظروف التي يمر بها الوطن من العدوان والحصار ؟
– تتجلى أهمية الاحتفال بذكرى مولده في مثل هذه الظروف من وجهة نظري شخصيا فيما سأرويه من نقاط ويتمثل أبرزها في أن إحياءها مبدأ القدوة والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو رحمة للعالمين والإنسانية جمعاء والتأكيد على روح الوحدة الإيمانية ونبذ المناطقية والمذهبية والتعصب والتطرف وإحياء القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاق الحسنة والإعداد والاستعداد بالقوة وبالمتاح والممكن لمواجهة قوى الاستكبار العالمي وتهيئة الأمة العربية والإسلامية لتحرير فلسطين المحتلة والأراضي العربية المحتلة من قبضة الكيان الصهيوني وفضح محور النفاق والعمالة في الداخل والخارج من الأنظمة العميلة والمؤسسات الدينية المتصهينة لأمريكا وإسرائيل والغرب وتقديم رسالة قوية للغرب وأمريكا وعملائها أننا لن نفرط في ديننا وهويتنا الإسلامية وأحياء مبدأ الجهاد والقتال في سبيل الله وهو نهج الرسول صلى الله عليه وآله الذي كان أعظم قائد عسكري عرفه التاريخ.
ما مدى مكانة الرسول لدى اليمنيين ومكانتهم لدى الرسول ؟
– إن للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مكانة في قلوب اليمانيين عظيمة توارثتها الأجيال كابراً عن كابر فهم أنصاره يوم خذله قومه وهم من آمنوا به واعتنقوا رسالته ولم يروه وهم من أتوه طائعين وبرسالته شاهدين ولله موحدين ، هم أهل نصرته ومدده .. وها هم اليمنيون اليوم يضعون أرواحهم على الأكف ناصرين له صلوات الله وسلامه عليه ، ها هم اليوم يستميتون في الدفاع عن نهجه القويم وفكره السليم ومشروعه العظيم ، ها هم يجودون بجماجمهم وأرواحهم ودمائهم ليعيدوا ميلاده في جاهلية هي شر من الجاهلية التي بعث فيه عليه أفضل الصلاة والسلام ،ها هم يواجهون أبا لهب العصر ومن معه من المشركين والضالين والمنافقين ويجابهون العالم برمته رافضين دفن سجاياه ، سائرين على خطاه ، معتصمين بحبل الله المتين ومسلّمين لتوجيهاته وهديه وهداه ، فمكانة نبيهم صلى الله عليه وسلم عند اليمنيين هي تماما كمكانة الرأس من الجسد فهل من جسد تأتت له الحياة دونما رأس ؟؟؟
أما مكانة اليمانيين عند نبيهم صلوات الله وسلامه عليه يعبر عنها أكثر من أربعين حديثا نبويا صحيحا تزخر بها كتب الحديث و تضيئ بها ابواب التاريخ وفصوله وأعظمها تفسيره صلوات الله وسلامه عليه لقول الكريم سبحانه “فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه”… . هم قوم هذا واضعا يده الشريفة على أحد اليمانيين من صحابته الأنصار ، اليمانيون هم عنده عليه الصلاة والسلام الأرق قلوبا والألين أفئدة وهم أول من بدأ المصافحة ، اليمانيون عنده عليه الصلاة والسلام هم أهل الإيمان وأهل الحكمة وأهل الفقه بل وجعل جنسية الإيمان يمانية وجنسية الفقه يمانية وجنسية الحكمة يمانية، فما أسعد اليمنيين بهذه المكانة العظيمة .
ماذا عن ارتباط أهل تهامة بالنبي أثناء الدعوة الإسلامية والتمسك بموروثه وإحياء ذكرى مولده اليوم ؟
– ارتباط أهل تهامة بالنبي صلى الله عليه وسلم أثناء الدعوة الإسلامية لا يختلف عليه فلقد تجلى معنى الحديث الصحيح ( أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة وهم أول من بدأكم بالمصافحة … الخ الحديث ، فالوفد الذي جاء النبي وأصحابه يومها كان وفد الأشاعرة وعلى رأسهم الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري والمعروف أن الأشاعرة تعود أصولهم إلى زبيد تهامة … زبيد العلم والعلماء التاريخية وكم من علم عظيم من أعلام الإسلام التهاميين لازم المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه في حله وترحاله وصولاته وجولاته وغزواته ، ويكفي التهاميين شرفا وفخرا أن النبي كان تهاميا فهو النبي التهامي صلوات الله وسلامه عليه ..كما أن أهل تهامة حتى اليوم لا زالوا على عهد نبيهم وحبيبهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجلون عترته ويحيون سنته ويعظمون شخصيته ويرفعون كلمته ، لا زال أهل تهامة في حب نبيهم يهيمون ، وعلى خطاه يمضون ، ولنهجه ينتهجون ، ولحبه وتوقيره وتمجيده في قلوب أطفالهم يغرسون ، وبعترته يتمسكون ، ولموروثه ينشرون ،لا زال أهل تهامة ليومنا هذا يتخذون من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أورادا يومية صباحية ومسائية بمساجدهم وبيوتهم ومقايلهم .
أهمية المولد النبوي كمناسبة جامعة للمذاهب والطوائف ؟
– كلما سمعت تلك المفردات وغيرها كلما وجدت نفسي أمام قول الله الكريم سبحانه وتعالى في سورة فصلت : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) وضع ثلاثة خطوط حمر تحت المسلمين حتى تتيقن أن كل الطوائف والمذاهب جميعها لها رب واحد ودين واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة ونبي واحد لولاه بعد الله لما اهتدينا وعرفنا ربنا ولا عرفنا ديننا ولا كتابنا ولا قبلتنا ولا مبادئنا ولا قيمنا ولا أخلاقنا وإن وجب أن نوقرّ المذاهب ونحترم أئمتها المجتهدين فما ذاك إلا لأنهم جعلوا مذاهبهم منافسة شريفة عظيمة جليلة على سلعة الله التي ينالها المشمرون عن سواعد جدهم والمنطلقين عدوا في مضمار سباقهم إلى الله من غير تعصب مذهب لرأيه أو إعجابه بطرحه .. إذ أن ذكرى مولد النبي الخاتم الواحد الذي أرسله الله كافة للناس من شأنها أن تجمع الأمة فلا تفرقها وتردم الفجوات فيما بينها فلا توسعها ، فجسد الأمة الواحد سيفرح بذكرى مولد نبيه صلى الله عليه وسلم فهي نفسها ذكرى مولد قوة هذا الجسد وعزة هذا الجسد وكرامة هذا الجسد ورفعته وغناه وهداه اتزانه ، إنه لمن البديهي جدا أن تجمع هذه المناسبة العظيمة جميع المذاهب والطوائف الإسلامية و قد وصف الله هذه الأمة بالواحدة في كتابه العزيز فقال عز من قائل كريم في سورة الأنبياء الآية 92:(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وقال جلت عظمته في سورة المؤمنين الآية 52:(وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) وقديما خرجوا جميعا فرحا بقدوم رسول رب العالمين إلى المدينة المنورة خرجوا فرحين مبتهجين منشدين واستقبلوه استقبالا عظيما محتفلين بدخوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
ما أثر المذاهب والأفكار الظلامية التكفيرية على المجتمع في تهامة واليمن عموما؟
– هي حرب بين الحق والباطل وستستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين والباطل زاهق في كل زمان ومكان ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه بأمر الله تعالى وتلك الأفكار الهدامة الظلامية والمذاهب التكفيرية ليست إلا أداة من أدوات الباطل لخلق الله يكفرون وللكراهية يسوقون وللقرآن وعلى أهوائهم يأولون ولأمة الإسلام يفرقون ولوجه ديننا النضر يشوهون ولتاريخ رسول الله عليه الصلاة والسلام يدلسون ولحقائق الدين يغيبون وعلى هوى الطاغوت يفتون ولأفكار شباب الأمة النقية يغتالون ولأثرها يغسلون وأبسط ما يمكن أن أنعت هؤلاء به أن أنزل عليهم قول الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام : ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ).
ما هو السبيل لمواجهة التيارات التكفيرية التي شوهت الإسلام والمسلمين؟
– لا سبيل إلى ذلك إلا بالاقتراب من حضرة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فعلى مقربة منه لا مكان للارتياب على مقربة منه لا مكان للحيرة والاشتباه ، وبقربه صلى الله عليه وسلم لن تؤذينا حرارة نيران الضالين ولن يوقف جريان دماء الهدى في عروقنا زمهرير أباطيل المضلين فلا سلطان لهؤلاء على المؤمنين المحمديين وكيف يكون لهؤلاء سلطان على المؤمنين المحمديين وقد قال ربهم في سورة النحل الآية 99: ( إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذينَ آمَنوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ).. إن التمسك والتأسي والاقتداء واتباع محمد وحب محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله هو السبيل الأوحد لكشف هؤلاء المتأسلمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون .
تصوير/عادل حويس