على طريق الاحتفال بالمولد النبوي
عبدالفتاح علي البنوس
قال تعالى (هوُ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ولد الهادي البشير النذير سيد الأولين والآخرين محمد الصادق الأمين في مجتمع جاهلي غارق في الظلمات والتيه والضلالة والغواية والانحراف ، مجتمع يعبد الأصنام والتماثيل من دون الله ، مجتمع تجرد من كل القيم والأخلاق والمبادئ ، فكانت ولادته صلوات ربي عليه وآله بشارة خير ، ونقطة تحول في مسار هذا المجتمع ، فحمل معه مشروع الهداية والصلاح والفلاح والرشاد ، المشروع الرباني المكتمل المضامين والأركان والذي يقود من تمسك به وسلك مسلكه وطبقه في حياته وتعاملاته السعادة والفوز بخير الدنيا ونعيم الآخرة.
أرسل بالهدى ودين الحق ، فالهدى هو دين الله وكتابه الكريم الذي اشتمل على كافة نواميس هذا الكون ، فما من مجال إلا وشمله الهدي الرباني ، الذي فيه( نبأ ما كان قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، ما تركه من جبار إلا قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أظله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي لم تنتهي الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قراءنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ) فهو الحق الذي لا لبس ولا شك فيه ، قال تعالى ( ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) فهو الدين الخاتم للأديان ورسالته الخاتمة للرسالات ، والرسول الذي أرسل به هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، أرسله الله للعالمين منقذا وهاديا وبشيرا ونذيرا.
به تنفس من في هذا الكون الصعداء ، وتهاوت أصنام الباطل والشرك والضلال ، وخضع الطغاة والجبابرة ، هو دينا لله الذي خص به رسوله محمد الأمين الذي نستعد للاحتفال بمولده النبوي الشريف ، ونحن بإذن الله وتوفيقه في موقف الحق وفي جبهته وصفه ، في مواجهة جبهات الباطل التي تتمثل في قوى العدوان والحصار ومرتزقتهم من الخارج والداخل ، نقاتل أعداء الله ورسوله ، نقاتل من حارب أجدادهم القدماء رسول الله ومارسوا في حقه صنوف الإيذاء ، التاريخ يعيد نفسه ، والوقائع تحكي بكل وضوح وشفافية وتجرد عن شعب مظلوم معتدى عليه ، يغرق تحت الحصار منذ ما يقارب خمس سنوات ، يحتفل رغم كل الظروف الصعبة والمريرة بمولد الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، في الوقت الذي يواصل أحفاد كفار قريش ومن جاورهم من اليهود عدوانهم الهمجي عليهم ، ويرون في الاحتفال بالمولد النبوي بدعة كبرى ، والاحتفال بزيارة ترامب والفاتنة إيفانكا سنة مؤكدة !!!
بالمختصر المفيد، الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أرسل بالهدى ودين الحق ، لكي يظهره على كافة الأديان والشرائع السماوية السابقة ، وعلينا ونحن نستعد للإحتفال بمولده الشريف أن نلزم طريق ومنهج الحق ، وأن نتخلى عن السير خلف الأهواء والأمزجة والرغبات المتعددة الأشكال ، لا حاجة لك للمراوغة و (الملواعة) والتحايل ، والتلون بأكثر من صورة وأكثر من لون ، ليكن النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله قدوتك وأسوتك الحسنة ، لا تشرق ولا تغرب ، فتقع في الهاوية ، وتحصد الوبال والنكال ، كن صادقا مناصرا للحق ، وإياك أن تغتر بقوة وكثرة الباطل ، فلا قوة فوق قوة الله ، ولا غالب على أمر الله ومشيئته.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.