صعوبات جمة وتحديات عديدة يواجهها طلبة اليمن وهم مقبلون على عامهم الدراسي الجديد في ظل العدوان السعودي الذي دشن هو الآخر منذ أيام .
تلك الصعوبات لا تقف فقط عند العدوان واستهدافه المباشر للمدارس والطلبة وللكادر التربوي في مختلف محافظات الوطن بل تمتد إلى الآثار والتداعيات الكارثية للعدوان والحصار على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وكلها ألقت بظلالها القاتمة على العملية التعليمية والتربوية .
لعل العدو اعتقد أن هذه الصعوبات التي عمل عليها بشكل ممنهج ومتعمد من شأنها أن تجعل الجيل الصاعد من أبناء الشعب اليمني يعزف عن التعليم لكن واقع الحال اثبت عكس ذلك فالإقبال الكبير من الطلبة على المدارس وإصرارهم المتصاعد على التحصيل العلمي اثبت للعدو مجددا أنه يخوض معركة خاسرة أمام شعب لا يعرف الهزيمة والانكسار والخضوع وان طلبة اليمن فرسان القلم وأنهم يسيرون على خطى آبائهم ويواجهون ببسالة منقطعة النظير همجية وغطرسة العدو بأحسن الطرق وامثل الوسائل في درب يقود في النهاية الى النصر المؤزر.
عام جديد توجه الطلاب إلى مدارسهم وأمامهم جملة من التحديات التي تضاف إلى معاناتهم بسبب العدوان الجائر والذي لم يحرم الأطفال من حقوقهم فحسب بل قضى على حياتهم بكل تفاصيلها وكما هو صعب على الطلبة هو كذلك على أولياء أمور الطلبة والذين لم يجدوا في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ما يوفرون لأبنائهم أدنى متطلبات العام الجديد مما جعلهم يناشدون وزارة التربية والتعليم بتعميم قرار لجميع المدارس بتسهيل بعض شروطها الخاصة بالزي المدرسي والدفاتر وغيرها من الشروط المطلوبة مراعاة لظروف الطلبة الذين يتوجهون إلى مدارسهم في ظل ظروف استثنائية خطيرة …
ويناشد أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بتعميم قرار على جميع المدارس باستيعاب الطلبة داخل المدارس وعدم إلزام من لا يستطيع توفير الزي المدرسي نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها الطلبة في ظل العدوان كما يناشدون المعلمين بتقليص الدفاتر وعدم إلزام الطالب بما لا يستطيع توفيره وتسهيل الدفاتر المطلوبة قدر الإمكان حتى يتاح للجميع إرسال أبنائهم الطلبة إلى المدارس وخاصة من هم في الصفوف الأولى من العام الجديد .
وعلى الرغم من الجوانب الايجابية التي عكست روح التحدي والصمود في مواجهة العدوان الذي أبداه الطلبة وهم يصرون على مواصلة مسير التعليم فإن هناك تحديات وصعوبات كثيرة وقفت أمامهم.
ويقول الطلبة إنهم عازمون على مواصلة التعليم وتحقيق التفوق واستكمال مسيرتهم التعليمية غم كل الظروف والمصاعب وأنهم سيقفون يداً بيد مع زملائهم الطلبة في توفير ما يستطيعون من كتب قديمة والمذاكرة جميعا من كتاب واحد وسيقفون إلى جانب المعلمين لتسهيل العملية التعليمية للجميع .
حتى وإن وجدت منشآت تعليمية في المناطق التي نزحت إليها بعض الأسر إلا أن فقرهم الشديد يجبرهم على عدم إلحاق أبنائهم بالمدارس وتجد الكثير من الأطفال يتوجهون للعمالة وممارسة الأعمال الشاقة لتوفير أدنى متطلبات العيش لدعم أسرهم فالأطفال بحاجة ماسة إلى تعاون المدرسة والأسرة جميعا وتقديم الدعم النفسي لهم فقد عاشوا الحرب رغم صغر سنهم وقد شوه العدوان داخلهم وأصبح الكثير منهم مصابين باضطرابات نفسية شديدة توثر على مستواهم الدراسي وتحصيلهم العلمي..