نددت بمنع قوى العدوان دخول القوافل الإغاثية والإنسانية إلى مدينة الدريهمي وسفن المشتقات النفطية

مسيرة ووقفة احتجاجية بالحديدة تؤكد على استمرار الصمود في وجه العدوان وتقديم التضحيات

 

قيادة السلطة المحلية:نحذر من نتائج تمادي المجتمع الدولي في ضعفه وصمته إزاء ما يحدث لسكان مدينة الدريهمي المحاصرة من إبادة جماعية وتجويع ممنهج
فعاليات سياسية وحزبية واقتصادية:العدوان السعودي الامريكي على اليمن دمر الاقتصاد ودفع الناس إلى البطالة والفقر والاعتماد على وكالات المعونة من أجل البقاء

الثورة / أحمد كنفاني
■ لم يشهد التأريخ البعيد أو القريب مأساة كالتي يعيشها الشعب اليمني وأهل الدريهمي بالحديدة على وجه الخصوص، حصار وفقر وجوع وانتشار للأمراض والأوبئة ونقص كبير في المواد الطبية والغذائية والدوائية.
وهذه الحالة وإن كان أهلنا في الدريهمي يعيشونها منذ أكثر من عام إلا أن الجديد فيها هذه المرة اتضاح تواطؤ وضعف وعدم قدرة المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة في ادخال قافلة غذائية واحدة من ثمانية قوافل أخرى تم تسييرها منذ بدء الحصار وردع مرتزقة العدوان عن دخولها بالرغم من مرافقتها لعدد من المسؤولين العاملين في المنظمات الأممية .
وفي الفعالية والمسيرة والوقفة الاحتجاجية التي نظمتها السلطة المحلية والمكتب الاشرافي لأنصار الله بمحافظة الحديدة صباح أمس الأربعاء تنديداً بمنع قوى العدوان دخول القوافل الإغاثية والإنسانية إلى مدينة الدريهمي المحاصرة وسفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية إلى موانئ الحديدة.
ونددت المسيرة التي انطلقت من أمام مبنى المحافظة بشارع الميناء بمشاركة عدد من النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات الامنية والخدمية والتربوية والصحية والاكاديمية والتعليمية والعمال والموظفين بمختلف الوحدات والمنشآت والقطاعات الصناعية والوسائل الاعلامية بالحصار المتواصل الذي تفرضه قوى العدوان ومرتزقته على الدريهمي وميناء الحديدة واستمرار العدوان في ممارسة جرائمه وانتهاكاته وتصعيده على المحافظة وما قام به أحد المنتسبين لقوات طارق عفاش ومحاولة احدهم اغتصاب امرأة بمديرية التحيتا وقتل المواطن عبدالله رامي واصابة زوجته وعدد من اهالي المنطقة عند محاولتهم منع حدوث هذه الجريمة الوحشية .
وطالبت المسيرة برفع الحصار عن مدينة الدريهمي وإطلاق السفن التجارية والنفطية المحتجزة باعتبار استمرار احتجازها كارثة إنسانية لها انعكاساتها على كافة جوانب الحياة.

ودعا المشاركون في المسيرة المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته تجاه معاناة الشعب اليمني الذي يتعرض لعدوان وحصار جائر مشددين على ضرورة تحييد المنشآت الاقتصادية ومنها شركة النفط اليمنية باعتبارها شركة خدمية تخدم كافة أبناء اليمن.
وفي الوقفة الاحتجاجية أشاد القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم بالمشاركة والحضور المشرف دوما لأبناء الحديدة وصمودهم وتفاؤلهم المستمر مع كل الاحداث التي تشهدها المحافظة وأكد قحيم أن المسيرات والوقفات الاحتجاجية هي رسالة موجهة إلى العدوان نقول لهم أوقفوا عدوانكم وارفعوا حصاركم عن الدريهمي، وللمنظمات الدولية كفاكم صمتا وخوفا.
وتابع: “نريد أن نطلع العالم على واقع الحصار والمعاناة في الدريهمي لا مساومة على القضايا الإنسانية بأي ثمن سياسي مقابل رفع الحصار الظالم عن الدريهمي”.
ودعا الجميع لتكثيف الجهود الشعبية والرسمية لرفع الحصار عن ميناء الحديدة والدريهمي وفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه الوحشية وسياساته القمعية وحصاره الظالم غير القانوني ضد الدريهمي وحذر قحيم من نتائج تمادي المجتمع الدولي في ضعفه وصمته إزاء ما يحدث لسكان مدينة الدريهمي المحاصرة من إبادة جماعية وتجويع ممنهج وأكد أن أبناء الحديدة جاهزون ومستعدون للدفاع عن المحافظة وسيعملون من أجل فك الحصار وفتح الطرقات والممرات المؤدية للمحافظة ومديرياتها والمحافظات الأخرى وإغاثة المحاصرين بكل الإمكانيات والوسائل المتاحة لديهم .
وأكد بيان صادر عن المسيرة والوقفة الاحتجاجية ضرورة التحرك وعدم التردد في كسر الحصار بأي طريقة كانت وفضح العدوان السعودي الأمريكي إعلاميا بتسليط الضوء على جرائمه وتوثيقها ونشرها وتناولها في الخطب والدروس ، وفي المراكز الثقافية المختلفة وإقامة الندوات والمؤتمرات مع استخدام المصطلحات الصحيحة ، كما يجب فضحه قضائيا برفع الدعاوى القضائية أمام جهات الاختصاص المحلية والإقليمية والدولية ، بغض النظر عن جدواها العملية ، فقد تكون من باب تعبئة الرأي العام ، وقياما بواجب النصرة للمظلوم ، وفضحا للأخلاقيات العدوانية فلربما نجحت بعض تلك الدعاوى في حصار مجرمي دول العدوان .
وأدان البيان استمرار قوى العدوان في منع القوافل الإغاثية والإنسانية التي يتم تسييرها من قبل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والهيئة الوطنية لتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث من دخول مدينة الدريهمي ، وكذا احتجاز سفن الوقود والغذاء قبالة ميناء الحديدة في البحر الأحمر منذ ٦٠ يوما، بالرغم من حصولها على تصريحات من قبل الأمم المتحدة وأشار البيان أن منع القوافل الإغاثية من دخول مدينة الدريهمي لإغاثة سكانها المحاصرين والاحتجاز التعسفي للسفن المحملة بالمشتقات النفطية يعتبر جريمة إبادة جماعة تتنافى مع كل الأخلاق والقيم الإنسانية والاتفاقيات الدولية وحمل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية المسؤولية عن استمرار العدوان والحصار وارتكاب الجرائم بحق الشعب اليمني ومنها منع دخول القوافل في ظل صمت دولي، مشيراً إلى أن هذه الجريمة وصمة عار في جبين الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية والعالم أجمع.
كما نوه البيان الى من واجب نصرة المؤمن الذي انتقص عرضه وانتهكت حرمته وعدم التعامل مع العدو بأي وجه من وجوه التعامل ومقاطعة الدول التي تشاركه وتدعمه .
وعلى الصعيد ذاته أكد مشرف المحافظة أحمد مهدي البشري أن استمرار حالة الحصار الشامل على الدريهمي، ومشاركة كثير من الدول في إحكامه ، وسكوت البعض الآخر عليه ومنع دخول المساعدات الإنسانية وغيرها وما يترتب على ذلك من إلحاق الضرر الفادح بالناس أصحاء ومرضى بسبب نقص الطعام والشراب والدواء والوقود اللازم جريمة في حق الإنسان يرتكبها العدوان السعودي الامريكي ومرتزقتهم بدم بارد وأوضح البشري أن هذه الجريمة التي ينفذها العدوان ومرتزقته بحق مواطني الدريهمي تعد صورة من صور جرائم الإبادة الجماعية في نظر القانون الدولي المعاصر حسب ما جاء في اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية.
وأكدت منظمات حقوقية ومدنية بالحديدة أن التضامن الإنساني مع أهالي مدينة الدريهمي ورفع الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من عام يعتبر أهم بكثير من المساعدات القادمة من المتضامنين.
ونبهت قطاعات صحية بالحديدة إلى أن الدريهمي تعاني عجزًا في الأدوية والمهمات الطبية ونقص الخبرات الطبية المدربة والمؤهلة نتيجة الحصار المفروض عليها .
ووفقًا لعدد من التقارير، فقد استمرت انتهاكات العدوان ومرتزقته بحق صيادي المدينة حيث تعرضوا لعدة حوادث إطلاق نار لإجبارهم على مغادرة مناطق الصيد مما أدى إلى إصابة مراكبهم.
وتعليقا على بعض “تسهيلات الاحتلال للدريمهي، أكد عدد من القاطنين فيها “تضحيات أبناء الدريهمي أرغمت العدو على التنازل عن بعض الحقوق والتسهيلات البسيطة في نوعها وكمها، كونها انتزعت منه بتضحيات الشهداء والجرحى وليس منةً منه، وهو من حاصرنا منذ عام وشهر ونصف” وفق قوله وشدد على استمرار المسيرات والوقفات حتى رفع الحصار و استعادة الحقوق كافة، وحتى يسجل التاريخ أننا من أسقط “صفقه قرن الشيطان “.
كما أكدت عدد من التكتلات المجتمعية بالحديدة أنه آن الأوان لتشكيل ضغط لرفع الحصار عن الدريهمي وكشف ما يمارسه المرتزقة والقوات الموالية للعفاش طارق في الساحل الغربي من جرائم وانتهاكات بحق ابناء المناطق المحتلة في الدريهمي والتحيتا وحيس والخوخة وغيرها وأوضحت أن كشف جرائم العدوان السعودي والاحتلال أمام الرأي العالمي والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان، هو أقل ما يمكن أن نعمل به، وعلينا أن نستمر في قرع الطبول لرفع الحصار الغاشم عن الدريهمي واجزاء من مناطق الحديدة من خلال فضح العدو والوقوف إلى جانب الحق اليمني الذي يعاني الأمرين”.
من جانبه لفت الشيخ العلامة محمد صادق المنتصر أن الله كرم بني آدم جميعا وكان من مظاهر تكريمهم أن حملهم في البر والبحر يتحركون بحرية ، ويتنقلون من أرض لأرض طلبا للطيب من الرزق ، ويوم أن يحرم الإنسان من مظاهر التكريم التي منحها الله إياه فيجب عليه أن يجاهد تحصيلا لها. ونوه إلى أن الحصار المفروض على الدريهمي ومنع دخول المساعدات الى المواطنين القاطنين فيها من قبل عدو محتل غاصب للأرض وذريعته في الحصار داحضة وسخيفة يجب ان يقابله جهاد مستميت حتى رفع الحصار عنها وأكد أن جميع ما يقوم به الجيش واللجان الشعبية من دفاع عن الأرض بأي وسيلة تراها مناسبة وحسب ما يتيسر لها هو حق شرعي أصيل ، وفي مقابل ذلك يتعين على الأمة كلها أن تشارك مشاركة إيجابية في مساندة ودعم الجيش واللجان الشعبية رفعا للحصار وإزالة للاحتلال كله ، وهذه المشاركة الإيجابية لا تنطلق من بواعث إنسانية فقط بل قياما بالواجب الشرعي .
وأكدت الناشطة الحقوقية مها قاسم المحنى أن الحصار بالدريهمي يمنع الشباب والفتيات من الحصول على أبسط حقوقهما من تعليم وعمل، والتي كفلتها المواثيق الدولية والشرائع السماوية وذكرت أن من أسباب اختيار الدريهمي لفرض الحصار الغاشم عليها، هو محاداتها للساحل الغربي وبطولات أهلها سيخلدها التأريخ وأشارت إلى ضرورة نقل معاناة أهل الدريهمي، وفضح ممارسات العدوان ومرتزقته أمام الرأي العام العالمي، إضافة إلى دعم صمود الشعب اليمني ماديًّا ومعنويًّا وطالبت مجلسِ الأمن ومجلس حقوق الإنسان بتشكيلِ لجنةٍ دوليةٍ مستقلةٍ ومحايدة لتقصيّ الحقائقِ والتحقيقِ في كافة الجرائم والانتهاكات، ومن بينها جرائمُ الاغتصاب التي ترتكبُ في حق الشعبِ اليمنيّ وكلّ مقدراته وممتلكاته .

قد يعجبك ايضا