د. جابر يحيى البواب
ماذا بعد تأهل منتخب الناشئين لبطولة كأس آسيا 2020 وماذا اعد اتحاد كرة القدم والجهاز الفني والإداري لمنتخبنا في خطته لإعادة ترتيب الأوراق والاستعداد للمنافسات وإجراء خطة شاملة تقييمية لقادم المرحلة نظرا لأن مستوى المنتخبات المشاركة في كأس آسيا قوي جدا، إلى جانب ذلك كيف ينظر الاتحاد والجهاز الفني والإداري للمنتخب لمستقبل هؤلاء الناشئين وخصوصا تحصيلهم العلمي والتحاقهم بمقاعد المدارس للعام الدراسي 2019 – 2020م.
من المهم جدا أن يكون تفكيرنا في مستقبل الرياضة اليمنية وتحقيق الانجازات الكروية متوازي مع تفكيرنا في مستقبل لاعبي المنتخب وخصوصا مستقبلهم العلمي بل يجب أن يكون التفكير في مستقبلهم العلمي من الأولويات التي تسيطر على القائمين على الجهاز الفني والإداري للمنتخب وتتصدر أجندة مسئولي الاتحاد العام لكرة القدم وقيادات وزارة الشباب والرياضة، التحصيل العلمي هو المكسب الرئيسي الدائم الذي يضمن للاعبين مستقبل أفضل ويؤمن حياتهم وحياة من سيعولونهم مستقبلا، تجارب الحياة أثبتت أن مستقبل الرياضي محصور على ما يقدمه من مجهودات ميدانية تنقضي بانقضاء هذه المجهودات والقدرات وتنتهي مع التقدم في السن لكن التحصيل العلمي والحصول على الدرجات العلمية المختلفة عنصر رئيسي ودائم لتحقيق سلم الاحتياجات الإنسانية المتمثلة في “الحاجة للعيش – الحاجة للأمان–الحاجة للانتماء – الحاجة لتقدير الذات – الحاجة لإدراك الذات”. واهمها الحاجة للعيش أي توفير الامن الغذائي والحاجة للأمان وتوفير الأمن ولاستقرار.
التحصيل الدراسي يتمثل في المعرفة التي يحصل عليها الفرد من خلال برنامج أو منهج مدرسي قصد تكيفه مع الوسط والعمل المدرسي، ويقتصر هذا المفهوم على ما يحصل عليه الفرد المتعلم من معلومات وفق برنامج معد يهدف إلى جعل المتعلم أكثر تكيفا مع الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه، بالإضافة إلى إعداده للتكيف مع الوسط المدرسي بصورة عامة؛ ويرى”جابلن” أن التحصيل “هو مستوى محدد من الأداء أو الكفاءة في العمل الدراسي، كما يقيم من قبل المعلمين أو عن طريق الاختبارات المقننة أو كليهما معا”. ويركز هذا المفهوم للتحصيل الدراسي على جانبين، الأول على مستوى الأداء أو الكفاءة، والثاني، على طريقة التقييم، التي يقوم بها المعلم، وهي عادة عملية غير مقننة، وتخضع للمشكلة الذاتية، أو عن طريق اختبارات مقننة موضوعية.
لذلك فأن الجهاز الفني والإداري لمنتخب الناشئين أمام مهمة إنسانية ليست بالصعبة إذا وجدت الإرادة والنية الصادقة للربط بين التحصيل الرياضي الكروي والتحصيل الدراسي العلمي للاعبي المنتخب “الناشئين” من خلال المفهوم السابق الذي يركز على التحصيل من جانبين الأداء والكفاءة وطريقة التقييم، خصوصا وقد بدأت السنة الدراسية 2019-2020م والتحق طلاب المراحل الدراسية المختلفة بمقاعدهم منذ ما يقارب الشهرين.
اعتقد أن بإمكاننا طرح مقترح على قيادة وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم والجهاز الفني والإداري، يتمثل في تبني خطة تدريبية تعليمية يتم التنسيق لها بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم، ويتم تنفيذها لهذا العام ولحين انتهاء المنتخب من مهمته الوطنية “المشاركة في بطولة آسيا 2020″، من خلال وضع جدول دراسي تعليمي وتسخير مدرسين لإعطاء دروس للاعبين بحسب مراحلهم الدراسية والدروس المدرجة ضمن المنهج الدراسي لهذا العام وعند عودتهم من منافسات كأس آسيا 2020م وتحقيقهم لإنجاز مشرف بإذن الله يلتحقون بمدارسهم دون أن يكون لديهم أي دروس متراكمة أو عجز في الفهم والاستيعاب للمقرر الدراسي، وبذلك يتم تأمين مستقبلهم الدراسي وحصلنا لهم على تعليم متزن ومتوازي مع تحصيلهم الرياضي وانجازهم المتميز والرائع والذي يسعد الملايين من أبناء الشعب اليمني القابع تحت الحصار والعدوان منذ ما يقارب الخمس سنوات.
Next Post