أمانة العاصمة ومحافظتا إب و ذمار تتصدران المحافظات بعدد الإصابات
مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب لـ ” الثورة “: تزايد حالات داء الكلب القاتل خطر يداهم اليمنيين في الريف والحضر
96674 حالة إصابة خلال الـ9 سنوات الأخيرة ونتوقع أن 2019م يكون الأسوأ
13500 إصابة العام الماضي و 12300 للفترة المنصرمة للعام الجاري
99% من الإصابات البشرية مرتبطة بعضات الكلاب
6000 جرعة لقاح و 5000 فيالة لا تمثل سوى 12% من الاحتياج للعام 2019م
أكد الدكتور أحمد الورد، مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب، أن الحالات المرضية المصابة بفيروس داء الكلب ترتفع سنويا في اليمن و بشكل مخيف وتتطلب تكاتف الجهود لوقف هذا الارتفاع الخطير و المؤثر على المجتمع و سلامته .
و أوضح الدكتور الورد أن اليمن _ و هو يحتفل باليوم العالمي لمكافحة داء الكلب و الذي يصادف 28 سبتمبر من كل عام – يتطلع إلى إدراج اليمن ضمن البرنامج العالمي لمكافحة داء الكلب حيث يهدف العالم إلى التخلص من هذا المرض خلال عام 2030م.
و قال مدير البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بوزارة الصحة العامة و السكان ل الثورة أن داء الكلب مرض قاتل وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان بل قد يكون من اخطر الأمراض المشتركة (عبارة عن التهاب فيروسي حاد يصيب الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي للوفاة ) و أن داء الكلب في اليمن يعتبر متوطناً حيث ينتشر في جميع محافظات الجمهورية ما عدا محافظة سقطرى.الثورة /محمد العزيزي
مؤكدا بأن الإحصائيات لدى الوزارة تؤكد أنه يتعرض للعض سنويا أكثر من 15 ألف شخص ويتوفى بالمرض أكثر من 50 حالة وفاة وأن الناقل الرئيسي لداء الكلب في اليمن الكلاب حيث يمثل 99% من الإصابات البشرية مرتبطة بعضات الكلاب.
و حول الوضع الوبائي لداء الكلب في اليمن أجاب الدكتور أحمد الورد قائلا : أدت الظروف التي تمر بها بلادنا من حصار وعدوان إلى تفاقم وازدياد كبير في عدد الحالات حيث ان هذا الداء المميت يحصد أرواح العديد من الأطفال في اليمن و انه خلال تسعة أعوام ( 2011 –2019) بلغ إجمالي حالات التعرض لعضات الكلاب نحو (96674) حالة و بمتوسط يصل الى 11000 حالة في العام الواحد ،حيث كان العام 2018 هو الأعلى حيث وصل عدد الحالات (13541) حالة توفي منها (52) حالة وفاة وبحسب معدل الزيادة يتوقع ان يتجاوز العام 2019 م الجاري هذا العدد بنسبة كبيرة في حالة عدم القيام بتدخل عاجل لحل المشكلة حيث تشير الأرقام المسجلة لدى برنامج مكافحة داء الكلب خلال الأشهر المنصرمة من العام الجاري أكثر من 12300 شخص تعرضوا لمهاجمة الكلاب الضالة في عموم الجمهورية توفي منهم 55 شخصا تصدرت أمانة العاصمة ومحافظتا إب و ذمار جميع المحافظات من حيث عدد الإصابات والوفيات .
لافتا إلى أن المحافظات الأكثر تأثرا هي أمانة العاصمة ومحافظتا اب وذمار حيث بلغ عدد الحالات خلال تسعة الأعوام (18585-،22495) على التوالي ،وعدد الوفيات (73-82) حالة وفاة على التوالي. وفقا للإحصائيات الرسمية المسجلة لدى الوزارة.
و كشف مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب أن الإحصائيات التحليلية لبيانات البرنامج لتسع سنوات 2011-2019 تشير إلى أن عدد حالات الذين تعرضوا لداء الكلب خلال تسعة أعوام ( 2011 –2019) (96,674) بمتوسط يصل إلى 10,742 حالة في العام الواحد اي بمعدل حدوث 52 حالة لكل 100.000 من السكان في العام الواحد.
و أجاب الدكتور الورد عن سؤال للصحيفة عن عدد الوفيات في ظل إنعدام الأمصال العلاجية بالقول :إن عدد الوفيات أصبح يزداد مع الزمن حيث سجل عام 2018 أعلى عدد للوفيات ومن المتوقع أن يتجاوز العام 2019 هذا العدد إن لم يحدث تدخل حيث وصل العدد إلى 32 حالة ..كما أن الفئة العمرية الأكثر تأثرا هي فئة الأطفال الأقل من 15 عاماً وتمثل أكثر من41% من الحالات المسجلة لدينا .. مشيرا إلى أن الفئات الأكثر خطورة تثمثل في فئة الأطفال الأقل من 15 عاما هي الفئة الأكثر خطورة ، وتشكل فئة الأطفال مع النساء نسبة عالية من عدد الحالات حيث تمثل 68% من إجمالي الحالات .. و ان اعلى توزع للحالات هو في اب وذمار وأمانة العاصمة خلال العام الماضي و العام الحالي حيث بلغت حالات العض في أمانة العاصمة في الأشهر الماضي من العام الجاري 2019م حوالي 2800 حالة منها 28 حالة وفاة و في إب و ذمار 2700 حالة عض منها 32 حالة وفاة.
وقال الدكتور الورد أن داء الكلب يعتبر مشكلة صحية تعاني منه أكثر من 150 دولة حول العالم وخاصة الدول النامية حيث يتعرض للعض سنويا قرابة 15 مليون شخص حول العالم ويتلقون الإسعافات الأولية واللقاح الواقي.
ويتوفى بالمرض سنويا أكثر من 60 ألف شخص 95% منهم من قارة آسيا وإفريقيا بمعدل حالة وفاة واحدة كل 10 دقائق معدل الإماتة فيه 100% ولكن الوقاية منه ممكنه بالإسعافات الأولية واللقاح الواقي وتمثل فئة الأطفال الأقل من 15 عاما أكثر من 50% من الحالات وغالبيتهم من الفئات الفقيرة ويعيشون في المناطق الريفية، ومن خلال الجمع بين نسبتي الإصابة لدى النساء والأطفال تصبح نسبة النساء والأطفال هي الأعلى وتمثل ثلثي الحالات (68%).
و لفت إلى أن مسؤولية مكافحة داء الكلب مسؤولية تشاركية حيث تشترك في مكافحة داء الكلب عدة وزارات وجهات ذات علاقات ويتمثل دور كل جهة بالآتي:
وزارة الزراعة ويتمثل دورها فيتوفر اللقاحات والأمصال للحيوانات وخاصة الكلاب والقطط المملوكة.وفحص رؤوس الحيوانات المشتبهة إصابتها بداء الكلب.والمساهمة في تحديد الخارطة الوبائية لداء الكلب ورفع مستوى الوعي بمرض ومكافحة داء الكلب .
ويتمثل دور وزارة الأشغال ووزارة الإدارة المحلية في العمل على الحد من انتشار الكلاب الضالة في المدن والريف على حد سواء وذلك من خلال عمل حملات منظمة للكلاب الشاردة والمسعورة ورفع المخلفات (القمامة) بصورة منظمة وبشكل يومي من الشوارع والأماكن التي تتجمع فيها القمامة وإيصالها إلى المقالب المخصصة لذلك.
عمل حماية للمقالب لمنع وصول الكلاب والقطط إليها والمساهمة في إشراك المجتمع في مكافحة داء الكلب .. و كذا وزارة الإعلام تلعب دوراً كبيراً في نشر الوعي المجتمعي عن مرض ومكافحة داء الكلب في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة و مثلها وزارة الأوقاف والإرشاد و التي تلعب دوراً كبيراً في حث المجتمع على عدم تربية الكلاب الزائدة عن الحاجة وأيضا وزارة التربية والتعليم يكمن دورها بوضع نبذة عن داء الكلب في المنهج الدراسي.
وأضاف: وزارة الصحة العامة والسكان ونتيجة لعدم قيام الجهات آنفة الذكر بواجبها كما يجب تتحمل التبعات و الأعباء و وزارة الصحة دورها يتمثل في تقديم الإسعافات الأولية والمعالجة للمعضوضين المساهمة في رفع وعي المجتمع بخطورة الداء وكيفية الوقاية منه عن طريق عقد جلسات توعوية لوجهاء المجتمع وقادات الرأي وتدريب وتعريف العاملين في المرافق الصحية بكيفية تقديم الإسعافات والرعاية للمعضوضين وتقوم بتوفير اللقاحات والأمصال للمعضوضين و التنسيق مع الجهات المعنية للحد من داء الكلب.
واختتم مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب حديثه بالقول أن البرنامج الذي يحتاج اللقاحات والأمصال والصبغة الكافية خلال العام 2019 يعتمد على الإحصائيات فمثلا عدد المعضوضين المسجلين في سجلات البرنامج لعام 2018 أكثر من ( 13541) شخصا و الشخص الواحد يحتاج لثلاث جرع أساسية خلال فترة مراقبة الحيوان و هنا قد يوقف اللقاح او تستكمل الجرعات لتصل لعدد 5 جرع و بالتالي فإن احتياج البرنامج يقدر بأكثر من 50 ألف جرعة لقاح للعام 2019 ويقدر احتياج البرنامج بأكثر من 12 ألف فيالة مصل.
كما يقدر احتياج البرنامج بأكثر من 12 أمبولة أنتي تيتانس ويقدر احتياج البرنامج بـ 30 كيس صبغة لفحص رؤوس الكلاب و من هذا كله لم يصل إلى مخازن البرنامج من منظمة الصحة العالمية سوى(6000) جرعة لقاح و (5000) فيالة من المصل وهذه الكمية لا تمثل سوى 12% من الاحتياج للعام 2019 كما أن الصعوبات والتحديات كثيرة جدا أبرزها الإمكانيات اللازمة للدراسات الميدانية والجانب المادي والتشغيلية والعديد من الصعوبات الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها.