الثورة /
يستعد اليمنيون للاحتفال بالعيد الخامس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي حققت انتصار الإرادة الشعبية ، على سلطة الوصاية والبند السابع ومجلس سفراء الدول العشر وقفازاتها الوظيفية ممثلة في حكومة الوفاق التي عكست في تشكيلها نخبة سياسية وحزبية مهترئة ، وقد جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر العظيمة تتويجا لتحرك شعبي فاعل تجاوز كل العصبيات العرقية والمناطقية والمذهبية ، وانخرط فيه كل اليمنيين الأحرار والشرفاء ومعهم أبناء المؤسستين العسكرية والأمنية ، ورجال القبائل الشرفاء الذين شاركوا مع كل الفئات والشرائح من عمال وموظفين وأصحاب رأي وقادة العمل المدني والمنظمات والأحزاب الوطنية ، وهي في خلاصتها نتاج موضوعي للاحتجاجات الشعبية في 11فبراير2011م ، والتي حولت إلى منصة للتباري بين السلطة والمعارضة ، ثم انتهى بها المطاف في صيغة تقاسم سياسي حزبي تحت إشراف سعودي ووصاية مجلس السفراء العشرة مسنودين بعصا مجلس الأمن وإخضاع اليمن للبند السابع.
لقد كان لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الأثر العظيم والبالغ والتاريخي في إعادة الاعتبار للشعب وإرادته ولكرامته وحقه في أن تكون له سلطة مستقلة ذات قرار سياسي متحرر من التبعية والارتهان ، .. فهي من جهة كرست حق الشعب اليمني في أن يكون له القرار ، ومن جهة أخرى أ سقطت مؤامرات ما كان لها أن تسقط بغير الثورة ، وأوقفت مسارا قسريا أريد لليمن أن يقع فيه ليصل إلى قعر الهاوية.. إذ أن توقيع المبادرة الخليجية التي كرست التبعية رسميا ، ما كان للأحزاب والقوى والأطراف المشاركة في حكومتها إلا أن تتحول إلى قفازات ناعمة للتدخلات الخارجية وانتهاك السيادة وإخضاع القرار ، وما كان للشعب اليمني إلا أن يقرر التصدي لكل ذلك الخراب والكوارث ويقلب الأمور رأسا على عقب ، وقد أدى انطلاق ثورة 21 سبتمبر إلى بداية فاتحة لمسيرة طويلة من معركة التحرر والاستقلال لبلد ظل منذ الستينيات محاطا بسياج المؤامرات والتدخلات الخارجية ومحكوما باللجان والمخابرات السعودية وغيرها ، على أن تلك المعركة الطويلة ما تزال فصولها قائمة حتى اليوم ، فشعبنا اليمني يواصل نضاله وكفاحه في العديد من جبهات المقاومة ضد العدوان الغاشم وركائزه وادواته ، وهو الأمر الذي يسهم في تعظيم مفاعيل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر على طريق تحقيق الأهداف الإستراتيجية لها ، ومن بينها إسقاط الوصاية والتصدي للمؤامرات وتحقيق الاستقلال وبناء دولة يمنية عادلة وواحدة لليمنيين جميعا وبلا استثناء.
ولئن تعرضت ثورة 21 سبتمبر لمؤامرات متعددة انتهت بعدوان أجنبي شنه التحالف العشري ، فإن الدفاع عنها ونحن في العام الخامس منه تمسك بما أنجزته الإرادة المستقلة والقرار الذاتي لليمنيين ، وتجسيد للهوية وللقيم التي عاش اليمنيون بها قرونا طويلة ، وبهذا المعنى يمكن القول إنّ يوم 21 سبتمبر وهو ثمرة لتحرك يمني أصيل وفاعل ، يشكل اليوم نقطة التقاء تدفع الجميع لمواصلة معركة الدفاع والحرية، ومن هذه الناحية فإن المشاركة في إحياء العيد الخامس للثورة مسؤولية تقتضي من الجميع أن يجسد فيها أعلى مستويات الوعي والإرادة والتصميم على مواصلة المعركة حتى النصر إن شاء الله.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا