أبناؤنا والعام الدراسي الجديد
محمد صالح حاتم
يتوجه ملايين الطلاب الى مدارسهم الأساسية والثانوية اليوم السبت الـ 14 من سبتمبر حسب التقويم المدراسي الجديد الذي اعدتها وزارة التربية والتعليم، وذلك بعد فترة عطلة امتدت لعدة اشهر، فهؤلاء الطلاب يذهبون الى مدارسهم وكلهم أمل في تحصيل العلم الجيد الذي يلبي رغباتهم ويحقق لهم طموحاتهم، ولكن مقابل هذا الآمل الكبير يتوجسهم الخوف من عدم تمكنهم في التحصيل الجيد للعلم من خلال عدم انتظام العملية التعليمية ،بسبب وجود العراقيل والمعوقات التي تقف عايقا ًفي وجه انجاح التعليم ، بسبب ما تتعرض له بلادنا وللعام الخامس على التوالي من حرب وعدوان تسبب في تدمير آلاف المدارس ما بين التدمير الكلي والجزئي ، والهدف هو تعطيل العملية التعليمية وحرمان الطلاب من حقهم في التعليم واكتساب المعارف والمفاهيم، وكذا الحصار الاقتصادي الذي يفرضه علينا تحالف العدوان والذي حرم مئات الآلاف من الموظفين من مرتباتهم ومنهم المعلمون والاداريون والموجهون وهم الشريحة الاكبر تضررا ً،فالمعلم يعتبر الدينامو المحرك والركيزة الأساسية الذي تقوم عليها العملية التعليمية، ولإنجاح العملية التعليمية وانتظام سير قطار عملية التدريس يجب تضافر الجهود وتكاتف الجميع حكومة ًوشعبا ًومجتمعا ًومنظمات مجتمع مدني ورؤوس الاموال المحلية ،من خلال التشجيع على إلحاق ابنائنا وبناتنا بالمدراس وتسجيلهم، وكذا على المدرسين مواصلة تأدية رسالتهم المقدسة، وعلى الحكومة أن تقوم بتوفير مرتبات المعلمين والادرايين والموجهين، وكذا سرعة اصدار قانون إنشاء صندوق دعم التعليم والمعلم والذي اكمل مجلس النواب مناقشته واقراره وإن جاء متأخراً خير من أن لا يأتي، وان يتم صرف موارده فيما نص عليه القانون ،وعلى الحكومة ان تعمل على توفير الكتاب المدرسي، وعلى التجار المساهمة في ذلك وكذا توفير سلال غذائية للمدرسين وتوفير وسائل مواصلات لهم كمساهمة في دعم التعليم ،فالعملية التعليمية عملية متكاملة خاصه ًفي ظرف كهذا الذي تمر به بلادنا ،فبالتعليم ترتقي الشعوب وتنهض الأمم ، والشعوب الراقية والمتقدمة والمتطورة لم تصل الى هذه المكانة وهذه الدرجة من الرقي والتقدم بما تملكه من ثروات او بما تمتلكه من اسلحة وتختزن في باطن الأرض من كنوز وثروات معدنية ونفطية، ولكنها تقدمت ونهضت بالتعليم وذلك من خلال ابعاد التعليم عن السياسة، بمعنى عدم تسييس التعليم ودعمه وتطوير المناهج وتدريب المعلم واكسابه المهارات والخبرات الجديدة، وتوفير الامكانيات الكبيرة له ودعم ميزانية التعليم ،وتشجيع المواهب والمتفوقين والمبتكرين ودعمهم ودعم مشاريعهم، وكذا دعم البحث العلمي، وهذا ما تفتقر اليه العملية التعليمية في بلادنا.