الظرافي ملعب محال للتقاعد.. ومقصي عن تقديم الخدمات

 

د. جابر يحيى البواب

الملعب هو مجمع رياضي، يضم مدرجات تستوعب عدداً من الجماهير والمشاهدين ومجموعة من المرافق الخدمية، تحيط بمساحة يتوسطها الملعب وقد يكون في تلك المساحة ساحات ألعاب متعددة أو ملعب كرة قدم أو منصة يتحدث منها قائد سياسي، أو مسرح تقام عليه أعمال فنية، والساحة مزودة بوسائل وتجهيزات لتحقيق تلك الأنشطة وتقديم الخدمات المتصلة بها ومصممة لتمكين المتفرجين من مشاهدة الحدث جلوسا أو وقوفا ويستخدم الملعب في الغالب وفي الأصل للأغراض الرياضية والملعب بمعناه الحديث هو مكان مخصص لممارسة التمارين، أو الألعاب الرياضية، أو إقامة الحفلات أو غيرها من العروض والمناسبات في الهواء الطلق، وهذا بالضبط ما ينطبق على ملعب الظرافي.
لا أحد ينكر أهمية الموقع الاستراتيجي الرياضي الاستثماري لملعب الظرافي أحد ملاعب أمانة العاصمة الأبرز والأفضل في تقديم الخدمات الرياضية وتسهيل وسائل التدريب والترفيه وممارسة مختلف أنواع الألعاب الرياضية بمختلف فئاتها العمرية ولجميع المديريات المحيطة بالملعب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بحكم توسطه في قلب العاصمة صنعاء تحديدا بميدان التحرير والتصاقه بمراكز الخدمات الاجتماعية والمراكز التجارية والأحياء السكنية؛ أنشا في نهاية الستينيات تقريباً وسمي بالظرافي تكريماً لأحد مؤسسي الحركة الرياضية في اليمن المرحوم يحيى ناصر الظرافي، يتسع الملعب لقرابة عشرة آلاف مشجع.
الملعب أصابه الكثير من الإهمال والتجاهل والتقصير وربما الحصار من اجل الاستثمار التجاري والاستغلال المالي ومحاولة زراعته بالعشب الصناعي”بقصد أو عن جهل أو كليهما معا… الله اعلم”؛ رغم ما يؤكده الكثير من أصحاب الاختصاص أن تربة الملعب تربة جيدة وقابلة لإعادة الزراعة بالعشب الطبيعي وانه يقع في منطقة هامة ومهمة لإنعاش الرياضة وتفعيل الأنشطة الرياضية المختلفة وإمكانية استغلاله للاستثمار الرياضي الذي يعود بالنفع المادي والمعنوي على الحركة الشبابية والرياضية نتيجة وجود ملحقات رياضية كانت في السابق النواة الحقيقية لبروز الأندية الرياضية العريقة في الأمانة أمثال نادي وحدة صنعاء والذي لا يزال يحتفظ بمقره القديم المجاور للملعب والمدرسة ثانوية عبدالناصر “المهمل من قبل إدارة نادي الوحدة” وأيضا مقرات نادي شعب صنعاء ونادي المجد ونادي الزهرة سابقا 22 مايو حالياً.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم التطرق فيها لأهمية ملعب الظرافي وتأكيد ضرورة الحفاظ عليه ومحاربة كل فرص الاستغلال التي يسعى الكثيرون من خلالها إلى تدمير وتحويل الملعب إلى مساحة تجارية لا تعود بالنفع على الرياضة والرياضيين بشيء ولا تحترم التاريخ العريق لهذا الملعب ولا تقيم المكانة الرياضية والنضالية لمن يحمل الملعب اسمه.
فقد كتب الأستاذ عمر كويران عام 2010م عن هذا الملعب تحت عنوان “استثمار ملعب الظرافي” وأشار إلى خطورة استغلال الملعب وإخراجه من إطار الخدمات الرياضية وتجاهل موقعه الرياضي الهام وتاريخ انجازاته المقدمة للحركة الرياضية اليمنية؛ كما أشار الأستاذ أحمد الشعباني مستشار وزارة الشباب والرياضة في موضوع نشر في العام 2013م إلى خطورة تعشيب هذا الملعب بالعشب الصناعي وهو المشروع الذي تبنته وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم والاتحاد الدولي ضمن مشروع جول، أيضا تطرقت الكثير من المواقع الصحفية الرياضية إلى موضوع إهمال وتجاهل مكانته وتحويل أرضيته إلى صحراء وحرمان أندية العاصمة من تنظيم المنافسات والمسابقات الرياضية بداخل الملعب.
الملعب بحاجة إلى نهضة تسويقية وصحوة ضمير وحث رجال الأعمال والتجار المجاورين لهذا الملعب على تقديم الدعم والمساندة من أجل إعادته إلى حالته السابقة وتهيئته لتقديم خدماته الرياضية للمجتمع وتفعيل مباريات ومنافسات الأندية على أرضيته التي برزت منها الكثير من الانجازات وعرف من خلالها الكثير من نجوم الرياضة اليمنية.
أخيرا أقترح على رجل الأعمال الوحدوي الأستاذ أمين جمعان ورجل الأعمال الأهلاوي الشيخ يحيى الحباري تبني مشروع إعادة تأهيل ملعب الظرافي وإعادة الحياة من خلاله للأنشطة والمنافسات الرياضية واستثمار المساحات الإعلانية والفتحات التجارية والمساحات القابلة لتحويلها إلى بوفيات ومنتزهات تستقطب الشباب والرياضيين وجماهير الحركة الشبابية والرياضية.

قد يعجبك ايضا