> العملية كاشفة للوضع الأمني والاستخباراتي الهش والضعيف لتحالف العدوان
> تقضي على طموحات الزعامة الاقتصادية والسياسية وتطيح برؤية 2030
الثورة/ صنعاء
نفذ سلاح الجو المسير أمس أكبر عملية في العمق السعودي منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015م حيث استهدف بعشر طائرات مسيرة حقل ومصفاة الشيبة النفطيين جنوب شرق المملكة على بعد 10 كيلو مترات من الحدود مع الإمارات ، وتحديدا إمارة ابو ظبي ، ويعتبر الحقل من أهم الحقول النفطية السعودية وينتج نفطاً خاماً خفيفاً ، ويوصف بأنه منجم ذهب يتجاوز إنتاجه مليون برميل يوميا بدخل يومي متوسط يبلغ خمسين مليون دولار.
• أطلقت القوات المسلحة على العملية اسم “عملية توازن الردع الأولى” ، واعترفت مملكة العدوان السعودية وأرامكو بالعملية ، وحاولا التقليل من أضرارها المادية والمعنوية بالحديث عن استيعاب الخسائر التي لحقت بالمنشأة الاستراتيجية.
• وصف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه التالي للعملية بأنها الأكبر للطيران المسير منذ بداية العدوان ، مشيرا إلى أنها نفذت بعشر طائرات مسيرة تملك قدرات تدميرية جيدة ، لافتا إلى أن الهدف حقل الشيبة الذي يقع بالقرب من حدود مملكة العدوان مع الإمارات واصفا ذلك بالدرس المشترك والإنذار المهم للإمارات إذ أنها تحمل رسائل إنذار إليها ، وهي في نفس الوقت استهداف لمنشأة نفطية ذات مخزون نفطي كبير، وقال قائد الثورة: إن ذلك يأتي «ضمن العمليات التي أكَّدنا على أنها ستركِّز على الضرع الحلوب الذي يعتمد عليه الأمريكي ، والذي يمثِّل عاملاً من أهم العوامل للدور الأمريكي في هذا العدوان على شعبنا العزيز ، لأنه يرى في التحالف السعودي في النظام السعودي أنه بقرة وحلوب؛ وبالتالي يحلبه باستمرار، ويرى باستمرار العدوان استمرار أكبر فرصة لعملية الحلب التي قد لا يجد فرصةً مماثلةً لها في ظل وضعيةٍ مستقرةٍ وآمنة».
• يشار إلى أن مرحلة الردع ستركز على استهداف القطاع النفطي السعودي، كما أشار لذلك قائد الثورة ، وذلك يعني في هذا التوقيت الحساس جدا دخول شعبنا اليمني في مرحلة الردود الاستراتيجية القاصمة للعدوان ، وذلك في ظل الظروف الحاصلة يضرب السوق النفطية ، كما يقضي نهائيا على طموحات الزعامة السياسية والاقتصادية للمراهق بن سلمان الذي أطلق رؤية 2030 اعتمادا على خطة خصخصة جزء من أصول أرامكو التي تسيطر على القطاعات النفطية في السعودية ، وهذه العملية وغيرها من العمليات ستؤثر على جاذبية الاستثمار ، وقد أكدت التقارير الرسمية الصادرة عن أرامكو تكبدها خسائر كبيرة في النصف الأول من العام الجاري.
• حملت العملية أبعاداً ورسائل إلى تحالف العدوان ، ولغيره كشفت واقعه الهش والضعيف ، وفي المقابل رسمت صورة مختلفة عن معادلة اليمنيين كمنتوج لصمودهم خلال خمس سنوات وتمكنهم من تعزيز واقعهم وفرض واقع جديد سيجبر تحالف العدوان على وقف الحرب والحصار والإقرار بالهزيمة الكاملة، وهنا نشير إلى جملة من النقاط:
• أولا/ تطورت القدرات العسكرية للقوات المسلحة إلى درجة تمكن معها سلاح الجو من تسيير عشر طائرات محملة بالمتفجرات دفعة واحدة وإلى مسافة تتجاوز الألف كلم ، وتحقيق إصابات مباشرة بالهدف النوعي باعتراف السعودية وأرامكو ، أمر يظهر الكفاءة التقنية والهندسية في ضبط الإحداثيات وتوجيه الطائرات نحو الهدف رغم الفاصل الصحراوي الكبير في الربع الخالي الذي يفترض أن الطائرات عبرت فوقه.
• ثانيا/ كشفت العملية العجز الاستخباراتي السعودي والإقليمي والدولي الذي يشارك مملكة العدوان في الحرب على اليمن ويمدها بالمعلومات الاستخباراتية ، حيث أكدت هذه العملية حجم الإخفاق الاستخباراتي في رصد وتعقب وإسقاط عشر طائرات سارت في الأجواء السعودية دفعة واحدة دون أن تتمكن القدرات التقنية والرادارية والعسكرية من رصدها أو اعتراضها.
• ثالثا/ العملية نُفذت بعشر طائرات مسيرة وعلى هدف يلامس الحدود الإماراتية، إذ أن الحقل المستهدف هو نقطة نزاع سعودية إماراتية ، تقع بالقرب منه استراحات بن زايد والتي يقصدها غالبا هو وبن سلمان للاستجمام ، والإمارات معنية بتلقف الرسالة أسرع من السعودية وعليها أن تحسم خياراتها وتغادر فالمراوغة والمناورة ليست لصالحها ، كما أن عليها وعلى السعودية أيضا أن تقرأ وتعيد قراءة التهديدات التي أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، فهي تهديدات تتسم بالجدية العالية والمصداقية في تنفيذ الوعود للشعب اليمني بالرد القاسي على استهدافه وحصاره.
• رابعا/ أشار المتحدث الرسمي للقوات المسلحة في بيانه إلى أن بنك الأهداف يتسع وأن الرد المقبل سيكون أشد إيلاما ما لم يتوقف العدوان ويرفع الحصار ، والمقصود هنا أنه مسار مختلف وعلى الإمارات أن تنجو بنفسها.
• خامسا/ يوجد في الهدف مطار يستخدمه بن سلمان في زياراته للإمارات من خلال اجراءات تمويهية حيث يسافر الى هذه المنطقة وينتقل منها إلى إمارة أبو ظبي للقاء محمد بن زايد ، وذلك يؤشر إلى أن اختيار الهدف له بعد أمني أيضاً إضافة الى الأبعاد الاستراتيجية والاقتصادية والمعنوية الأخرى.