> حتى المواشي لم تسلم من العدوان الذي استهدف العديد من المزارع والحظائر
الثورة/ غمدان أبوعلي
استعد أبناء محافظة الحديدة منذ وقت مبكر للاحتفاء بعيد الأضحى المبارك وممارسة طقوسهم العيدية والتي توارثوها منذ القدم وتأبى الانكسار حيثُ تتجلى في هذه المناسبة العيدية ، عادة صلة الأرحام وزيارة المرضى، ومعاودة الأهل والأقارب والجيران في داخل الوطن وخارجه ، لترسم أجمل الصور، وأصدق المشاعر، في تحد لكل معوقات العيش التي يفرضها مرتزقة العدوان السعودي والاماراتي …
وشهدت أسواق ومحلات وعدد من المولات بمحافظة الحديدة وبالتحديد سوق المطراق وشارع صنعاء وباب مشرف ازدحاما شديدا للمتسوقين الذين توافدوا لتلك الاسواق لشراء حاجيات عيد الاضحى المبارك من الملابس والحُلي الجديدة وشراء الحلويات والمكسرات ومشروبات العيد المتنوعة ..
ويزداد إقبال أبناء محافظة الحديدة على أسواق المواشي والماعز لشراء ما يسمونه بـ ” كبش العيد ” والأضاحي والتي لها أسواق مخصصة لها في المديريات والمسلخ بشارع جيزان لكن اللحم المروعي يظل هو اللحم المتصدر والألذ لدى غالبية السكان كونه السوق البلدي «الأصيل» للأضاحي اليمنية ..
ويصل عدد أسواق الماشية، في سهل تهامة، إلى 15 سوقاً محلياً، تنتشر في 26 منطقة تتبع محافظة الحديدة، أبرزها، أسواق “المراوعة، باجل، وبيت الفقيه”، وهي أسواق تقوم بتصدير المواشي إلى جميع المحافظات اليمنية ودول مجاورة نظراً لجودة لحومها.
مواشٍ بلدية
ويحرص الرعاة في تربيتهم ورعيهم للمواشي في منطقة “المراوعة ” بمحافظة الحديدة على تغذية الماعز والأغنام والأبقار على نباتات المراعي حيث تأكل أشجار الفاكهة والخضروات ..
ارتفاع الأسعار
في سوق المراوعة الأسبوعي لبيع المواشي ،يجتمع عشرات الرعاة والتجار لبيع وشراء المواشي، ويزداد السوق سخونة كلما اقتربت أيام العشر الأولى من ذي الحجة، وأيام عيد الأضحى المبارك، وحتى هذا العام تزداد المنافسة بين التجار لشراء الأغنام والمواشي كما هو معتاد ..
ويقول الحاج / محمد سلمان والذي التقيناه في سوق المراوعة لبيع المواشي بالحديدة أن أسعار المواشي هذا العام ارتفعت بشكل جنوني نظرا لارتفاع أسعار البترول والديزل والمواصلات والعجور الذي يزرع في مناطق السهل التهامي كأكل للأغنام والمواشي ووصل سعر الكبش البلدي إلى 80 ألف ريال بعد أن كان يباع سعره في عيد الفطر المبارك بـ 40 ألفاً ..
وأضاف سلمان : “يأتي إلينا تجار وجزارون من مختلف المناطق اليمنية ، ويريدون أن يشتروا المواشي منا بأسعار رخيصة كما كان في السابق ،نحاول أن نقنعهم بأن الوضع قد تغير وأن الحرب والعدوان أثرا على تربيتنا للمواشي ، كوننا نواجه صعوبات متعددة في رعيها وتسمينها وحتى الحفاظ عليها من التعرض للقصف ، اليوم لم نعُـد ندري هل ننتبه على أطفالنا وأنفسنا من القصف أم ننتبه على أغنامنا وأبقارنا”.
من جانبه يؤكد محمد الهجام أحد الدلالين في سوق بيع المواشي أن متوسط سعر بيع الكبش الواحد اليوم في سوق المراوعة الأسبوعي يصل إلى (80 ) ألف ريال ،وهذا ما لم يحصل من ذي قبل حيث كانت تباع الأغنام قبل اندلاع الحرب في الحديدة ، بأسعار تتفاوت ما بين 20 إلى 40 ألف ريال ومن ثم يتم بيعها بأسعار أغلى في أسواق بقية المحافظات اليمنية».
في مرمى الاستهداف
ولم تسلم مزارع وحظائر ومراعي الأبقار والأغنام في محافظة الحديدة من نيران القصف المباشر منذ اندلاع العدوان في مناطق الساحل الغربي، ففي مطلع يناير من العام 2016، تعرضت إحدى أكبر مزارع الأبقار والمواشي بمنطقة “الكدن” مديرية “باجل” لسلسلة غارات جوية مما أدى إلى وفاة أحد المزارعين في المزرعة ونفوق العديد من الابقار، وفي سبتمبر من العام 2018، تعرضت مزرعة للأبقار بالقرب من كيلو 16،لقصف عنيف أدى الى سقوط 7 شهداء من الملاك العاملين في المزرعة, ونفوق 271 من الابقار و30 من الاغنام, وفي منطقة كيلو 7 جنوبي مدينة الحديدة ، حوصرت الآلاف من رؤوس الأبقار في منطقة المعارك، وتسبب مرتزقة العدوان في نفوق عدد منها بالقذائف والرصاص والجوع والعطش.
ورغم ارتفاع أسعار الملابس والمواشي هذا العام في محافظة الحديدة، إلا أن السلطة المحلية في محافظة الحديدة أصرت في مشاركة ومواساة أسر الشهداء والأبطال الذين استشهدوا في ميادين العزة والكرامة حيث دشنت مشروع توزيع العيدية لأبناء الشهداء بالمحافظة الذي تنفذه وتموله مؤسسة الشهداء والهيئة العامة الزكاة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
واستفاد من مبالغ مشروع العيدية لأبناء الشهداء 970 فرداً من المحافظة ومختلف مديرياتها.
ويؤكد عدد كبير من أبناء محافظة الحديدة في اتصالاتهم لـ ” الثورة ” بأنهم صامدون وسيبتهجون بعيد الأضحى المبارك في محافظتهم وسيقفون صفا واحدا في وجه العدوان ولن ينكسروا أو يتزحزحوا من منازلهم ، مؤكدين أن لا عيد إلا في عروسة البحر الأحمر .