خنجر الغدر وسيف الانتصار
عيبان الكاتب
قد يبدو ما تناولته وتناقلته وسائل إعلام العدوان حول ما حدث في ريدة مزعجا للكثير من اليمنيين وخاصة المتخندقين في خندق الوطن والذين اعتبروا تغطيتها وتزييفها لحقيقة ما حدث نوعاً من التضليل والحرب الاعلامية التي يحاولون من خلالها استهداف أنصار الله والبحث عن انتصارات وهمية لتبرير عجزهم وفشلهم العسكري في الجبهات.
قد يبدو الأمر كذلك ظاهريا وربما يعتبر البعض أن إعلام تحالف العدوان وقنوات المرتزقة تمكنت من النيل من أنصار الله وضبطتهم متلبسين، لكن الحقيقة تقول غير ذلك وتؤكد أن ما سعى إعلام العدوان لاستثماره والتسويق له واستغلاله لتأليب الرأي العام الداخلي والخارجي وتشويه صورة أنصار الله فشل وعجز كما فشلت وعجزت كل سيناريوهاتهم طيلة خمس سنوات.
ففي الوقت الذي سعت فيه الأجهزة الأمنية لأداء دورها في تثبيت الأمن والقضاء على العصابات الاجرامية وضبط الخارجين عن القانون فقد اتجهت قوى العدوان من خلال تناولات قنواتها الإعلامية لاستثمار هذا العمل واعتبار الخارجين عن القانون والنظام أبطالا تصفهم مرة بأنهم يدافعون عن قضايا الوطن ومرة تصفهم بأنهم “حوثيون” ساهموا في اسقاط الدولة وغدر بهم أنصار الله اليوم ليصبحوا في نظرها ضحايا بذلت كل ما في وسعها للدفاع عنهم واستخدامهم كورقة في طاولة القمار السياسي، وهي الورقة التي سرعان ما كشفت سيناريوهات العدوان التي يسعى من خلالها لإشعال حروب بين اليمنيين تأكل الأخضر واليابس.
وإذا ما عدنا لقراءة المشهد الأمني الذي شهدته محافظة عمران وتحديدا خلال ملاحقة عصابة مجاهد قشيرة والقضاء عليها فسنكتشف الكثير من الحقائق التي تصب في مصلحة أنصار الله الذين توهمت قوى العدوان وقنواتها الإعلامية أنها قد وجدت ما يدينهم ويؤجج الرأي العام ضدهم من خلال تناولها للموضوع من زاويتين واسلوبين مختلفتين وهو ما يمكننا أن نلخصه في الآتي:
في المسار والسيناريو الأول حاولت قوى العدوان تصوير ما قام به الصريع مجاهد قشيرة على انه عمل بطولي وفعل قبلي جماعي يبشر بثورة قبلية ضد أنصار الله لكن مساعيها باءت بالفشل بعد أن أثبتت الوقائع ان ما قام به الصريع قشيرة لم يكن سوى عمل تخريبي وفعل فردي وسلوك إجرامي قوبل برفض واستهجان المواطنين.
أما المسار الثاني فقد أدركت قوى العدوان أن كذبتها في سيناريو الثورة “القشيرية” التي تبنتها لن تدوم طويلا لذلك رسمت مخططا ثانيا يستهدف استغلال الحادثة لشق الصف الوطني وإحداث شرخ داخل جماعة أنصار الله نفسها وتصويرها على أنها جماعة تغدر بأبنائها وتتخلى عنهم بعد أن تستغني من خدماتهم، واتجهت من خلال هذا السيناريو لزعزعة ثقة المجاهدين من أبناء القوات المسلحة واللجان الشعبية وأبناء القبائل بقيادة أنصار الله، على اعتبار أن الصريع قشيرة كان بطلا “حوثيا” وأنه صنع وصنع وقدم وما إلى ذلك من سموم تستهدف التكوين الجهادي، وفي النهاية غدرت به الجماعة ونكلت به.
لكن ورغم ما بذلته قنوات قوى العدوان من جهد لإنجاح هذا المخطط وإنفاذ سمومها داخل المجتمع اليمني إلا ان السحر انقلب على الساحر وتحول السلاح الذي سعت من خلاله لاستهداف أنصار الله من خنجر غدر إلى سيف انتصار بيدهم وشهادة تؤكد أن أنصار الله لا يتهاونون مع من يعبث بالأمن والسكينة العامة حتى وإن كان ينتمي لصفوفهم كائنا من كان وأنهم لم ولن يكونوا ملاذا ومظلة للمجرمين.