أهمية استعادة العادات الزراعية القديمة لإعادة الطبيعة المنتجة للأسرة اليمنية

الثورة / أحمد المالكي
تؤكد الدراسة المعنونة بـ”دور الأسرة اليمنية في النشاط الزراعي” التي أعدها المهندس وجيه المتوكل -الإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة- أن الأسرة التنموية الزراعية العاملة تعني نشاط كل أفراد الأسرة بالعمل الزراعي التنموي كما هو حاصل في واقع المجتمع الزراعي الريفي حيث يعمل كل أفراد الأسرة الريفية في النشاط الزراعي كونه مصدر قوت ومعيشة الأسرة، حيث يكون دور المرأة والأبناء كبيراً ومؤثراً في التنمية الزراعية ويشاركون رب الأسرة في العمل الحقلي بنسبة تتجاوز 50 % في بعض المناطق الريفية.
نسبة قليلة
بينما الأسرة الحضرية في المدينة وفقاً للدراسة غالباً ما تكون بعيدة تماماً عن الأنشطة الزراعية والتنمية ما عدا نسبة قليلة ممن لديهم مزارع قريبة من سكن الأسرة أو حدائق منزلية كأنشطة محدودة للأسرة الحضرية التي تعد خاملة عن العمل الزراعي الإنتاجي.
وتقول الدراسة: إنه لهذا ظهر الاهتمام بالزراعة الحضرية وانشطة ومشاريع تنموية تعتمد على تشغيل كل الإمكانات المتاحة للإنتاج والزراعة سواء أنشطة الزراعة المنزلية أو أنشطة مجتمعية لاستغلال المساحات البيضاء الزراعية داخل المدن وفي ضواحيها.
أنشطة
وبحسب الدراسة فإن هناك مجموعة من الأنشطة التنموية للأسرة اليمنية الريفية والحضرية حيث أن الأسرة الريفية تعمل بشكل فعّال في العمل مع رب الأسرة، وبالتالي عندما يتم التفكير برفع أو تطوير العمل التنموي الزراعي ضمن برامج دعم المشاريع التنموي هناك مجالات خاصة للأسرة الريفية تتمثل في التالي:
– وحدات الزراعة المحمية
– تربية الماشية
– الدواجن والأرانب
– وحدة الغاز الحيوي
– تقنية إنتاج الألبان ومشتقاته (حلابات حديثة)
– تربية نحل العسل
– تدوير المخلفات النباتية وإنتاج الكوميست
– التدريب العملي بنظام المدرسة الحقلية.
دعم تنموي
أما بالنسبة للأسر الحضرية في عواصم المدن فتقول الدراسة: إن هناك مجالات للدعم التنموي للأسرة في المدينة تحتاج إلى تقديم أنشطة خاصة لتكون الأسرة منتجة وزراعية وتنموية حسب طبيعة السكن وثقافة رب الأسرة، وهناك بعض الأنشطة المقترحة للأسرة الحضرية تتمثل في الصناعات الغذائية من المنتجات النباتية (المرأة غالباً) مثل صناعة المربيات، صناعة المعكرونة، والعصائر والمعلبات ومشتقات الألبان إضافة إلى الأعمال الحرفية للمرأة كالخياطة والتطريز وصناعة التحف والهدايا، والزراعة الحضرية (الحدائق – الأحواش – الأسطح – والزراعة المنزلية) وتربية نحل العسل وتربية الدواجن لإنتاج البيض باستخدام فقاسات حديثة وتصميم هندسي يضمن السلامة والصحة العامة.
محاصيل اقتصادية
وتقول الدراسة: إن مفهوم الزراعة الحضرية هو زراعة المحاصيل الاقتصادية في المساحات الصغيرة من الأحواش والأراضي البيضاء في ضواحي المدن وأسطح المباني مع استغلال الموارد المتاحة الميسرة والمخلفات الطبيعية وبنظام ري حديث كما أن الزراعة الحضرية كمفهوم جديد بدأ الاهتمام العالمي به كمصدر هام في تشجيع المدن على توفير جزء من احتياجاتها وكوسيلة لمكافحة البطالة والتقليل من الفقر.
وأشارت الدراسة إلى أن لليمنيين السبق في تطبيق نمط الزراعة الحضرية في العديد من المدن اليمنية في صنعاء القديمة قبل أكثر من 500 عام كتأسيس المقاشم والبساتين لزراعة وإنتاج الحضروات من خلال الاستفادة من (مياه الآبار السطحية) الوضوء من المساجد لإنتاج وتأمين الغذاء لسكان صنعاء.
تأمين المتطلبات
وطبقاً للدراسة فإن أهمية الزراعة الحضرية تكمن في تأمين المتطلبات المعيشية وتحسين مستوى دخل الأسرة المنتجة وتحسين جودة النظام الغذائي في المناطق الحضرية، كما أن ما يشجع في التوجه نحو الزراعة الحضرية هو سهولة تأمين مياه الري من خلال السيول عن طريق توجيه وتصريف مياه السيول في الشوارع إلى الحقول وحصاد مياه الامطار وخزنها في برك ترابية لتغذية الآبار السطحية وكذلك حصاد الأمطار من أسطح المنازل إلى خزانات الحدائق المنزلية والمدرسية.
أنشطة
وتطرقت الدراسة إلى أمثلة لبعض الأنظمة الزراعية كزراعة البيوت المحمية والتي تعطي إنتاجية عالية جداً لوحدة المساحة مع أقل كمية مياه ممكنة وتعتبر الحل الأمثل لرفع إنتاج محاصيل الغذاء ورفع مستوى معيشة الأسرة مع الحفاظ على المياه الجوفية إضافة إلى نظام الزراعة المائية بدون تربة والذي يتميز بكفاءة عالية باستخدام المياه ويعطي محصولاً مبكراً وسريع الإنتاج العالي الجودة والخالي من ملوثات التربة مع زيادة إنتاجية وحدة المساحة كما أن أهمية الزراعة المائية بدون تربة تكمن في كونها أثبتت تحقيق نجاح كبير وملموس في رفع معدل العائد الاقتصادي من عدة أوجه أهمها رفع معدلات الإنتاجية للبيت وجودة المحصول المنتج وتوفير كمية المياه المضافة كما أنها حل مثالي لمشاكل الزراعة المحمية كالأمراض المنقولة من التربة وخاصة “نيماتودا” وتعقد الجذور ومرض الذبول الفيوزارمي.
وأوصت الدراسة بضرورة تشجيع الأسرة على استعادة العادات الزراعية القديمة كتربية الدجاج والحمام وغيرها لإعادة الطبيعة المنتجة للأسرة اليمنية وكسر حاجز الخوف بتشجيع الأسرة على الزراعة المنزلية بكل أنواعها وتجربة الجديد من التجارب الزراعية كزراعة الأسماك وتوفير بيئة تكافل بينها وبين النباتات لتشكل نظاماً حيوياً متكاملاً.

قد يعجبك ايضا