الثورة نت/
قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، إن الاهتمام بحضور الوعي العام بالقضية البيئية وأهميتها من العوامل المهمة للحفاظ على بيئتنا وحمايتها من مصادر التلوث.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر اليمني البيئي الأول حول تلوث الهواء وأثره على البيئة والصحة العامة للعام ٢٠١٩م والذي أقامته اليوم بصنعاء وزارة المياه والبيئة بالتعاون مع شركة شو آي كان لصناعة المعارض والمؤتمرات.
حيث أعرب رئيس الوزراء عن شكره لمنظمي هذه الفعالية الذين أوصلوا بهذا المؤتمر رسالة هامة إلى أكبر قطاع معني بالقضية البيئية .. لافتا إلى أهمية إيلاء موضوع زيادة الوعي بالبيئة عناية خاصة كونها تلامس الجميع ومختلف جوانب الحياة اليومية والأضرار التي تنجم عن تلوثها والتي تطال جميع الفئات العمرية.
وأضاف “قضية البيئة لم تعد فقط للاختصاصيين البيئيين للاهتمام بها بل أصبحت قضية الساعة منذ أكثر من ثلاثة عقود وهي تتصدر كل القضايا ” .
وقال ” تعرضت البيئة لعبث الإنسان والمكينة الهائلة للمجتمع الرأسمالي والاشتراكي على حد سواء والذي أدى إلى تصحر مساحات شاسعة من الغابات التي كانت ذات اليوم رئة الكرة الأرضيّة “.
وبين الدكتور بن حبتور حجم المشكلة الكبيرة التي تعاني منها كل دول العالم في مجال المناخ الذي شهد تغيرات سلبية متعددة بسبب انبعاث الغازات الدفيئة من مصانع الدول الصناعية الكبرى .. مشيرا إلى أن المشكلة البيئية العالمية تقف ورائها هذه الدول التي لا يتوقف فيها نشاط الآلة التي تنفث مليارات الأطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي أثر ويؤثر على حياة الإنسان والطبيعة ومستقبل الحياة على كوكب الأرض.
وتطرق إلى ما شهدته البحار والأنهار من تلويث وكذا تصحر مناطق متعددة حول العالم بسبب الطمع والجشع الذي يسيطر على نفوس الرأسماليين الكبار.
وأشار رئيس الوزراء إلى الوضع البيئي الراهن للعاصمة صنعاء .. موضحا أنها تحتاج للمزيد والمزيد من الأشجار لأهميتها الكبيرة في حماية البيئة وكذا تعزيز الوعي البيئي الذي يؤدي إلى صَون هذه الأشجار ورعايتها وحمايتها من العابثين.
وأكد الحاجة إلى مجموعة من التدابير والإجراءات القانونية واللوائحية لردع العابثين بالأشجار التي ينبغي أن يهتم بها كأي كائن يهمنا أمره .. وقال “العالم يتوسع في غرس الأشجار وصون المعمرة منها ونحن نقطعها دون اكتراث ” .
وبين أن البيئة بمكوناتها المختلفة وحمايتها مرتبطة بثلاثة عوامل رئيسية وهى التربية والوعي المجتمعي والسلوك الفردي والجماعي السليم .. داعيا إلى الاهتمام بالطاقة البديلة المتجددة والبحث في كيفية زيادة الاعتماد عليها والتوسع في استخدامها للحفاظ على هذا النهج الاستثنائي الذي يخدم قضية البيئة.
وأضاف ” بالرغم من انشغالنا بالجبهات ومواجهة العدوان إلا أننا لم نغفل القضايا الأخرى كالبيئة التي ننظر إليها كقضية وطنية حيوية رغم المآسي التي يصنعها العدوان في شتى نواحي حياتنا اليومية “.
وتابع” العالم بشرقه وغربه الذي يبرم الصفقات مع النظام السعودي لا يمكن أن يلتفت أو يرى المأساة الكبيرة التي صنعها ولا زال يؤججها هذا النظام في اليمن بعدوانه الراهن “.
وأردف ” اليمنيون هم اليوم أكثر قدرة على الدفاع عن أنفسهم وإيلام عدوهم ودفعه إلى الصراخ الذي سيجعل العالم يلتفت إلى حقيقة العدوان وما صنعه من مآس في اليمن”.
من جانبه أشار وزير المياه والبيئة المهندس نبيل عبدالله الوزير إلى أهمية المؤتمر الذي يقام رغم الظروف الاستثنائية العصيبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار.
ولفت إلى أن كل دول العالم احتفلت باليوم العالمي للبيئة في الخامس من يونيو ٢٠١٩م تحت شعار “تلوث الهواء” بينما تتعمد دول العدوان تلويث هوائنا ومياهنا وتدمير البيئة اليمنية البرية والبحرية والساحلية على مرأى ومسمع دول وشعوب العالم.
وأوضح المهندس الوزير أن اليمن يمر حاليا بفترة عصيبة من جميع النواحي جراء العدوان بما في ذلك البيئة والموارد الطبيعية حيث تفاقمت الإشكاليات البيئية بشكل عام ومشكلات تدهور التنوع الحيوي بشكل خاص .
وقال ” تتعرض البيئة في اليمن للعديد من المهددات والمخاطر لتصل إلى كل المناطق الحساسة بيئيا منذرة بكوارث حقيقية ما لم نحشد كافة الجهود الوطنية لاتخاذ خطوات جادة وفاعلة لحماية بيئتنا الجميلة وهو جهد مشترك من قبل الحكومة وكافة شرائح المجتمع “.
وأَضاف ” على الصعيد الرسمي وضعت الحكومة مجموعة من الخطط والبرامج والتشريعات التي تصب كلها في حماية بيئتنا والحفاظ عليها، وبالرغم من الظروف الصعبة وما نعانيه من شحة الموارد والتمويلات المالية نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد، إلا أننا نحقق بعض التقدم وبتحدي، ولازال أمامنا الكثير والكثير”.
وأكد وزير المياه والبيئة العزم على الوصول إلى الأهداف المرجوة على الصعيد الوطني والعالمي بإرادة سياسية قوية لدمج القضايا البيئية في السياسات الاقتصادية وتعزيز الالتزام بالتنمية المستدامة والوفاء بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة من خلال تفعيل السياسات والخطط الوطنية وكذا التشريعات الوطنية البيئية والتعاون مع كافة شعوب الأرض لتخفيف الضغوط على الموارد الطبيعية وحمايتها من التلوث.
ولفت إلى حرص الوزارة والتزامها بإشراك المجتمعات المحلية بما في ذلك القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والجامعات ومراكز البحث العلمي والسلطات المحلية والنقابات المهنية والمنظمات النسائية والشبابية والإعلاميين بهدف تعزيز بناء قدرات المجتمع المدني ومشاركته في حماية وصون البيئة كونه جهد مجتمعي نص عليه دستور الجمهورية اليمنية لما له من أهمية في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة .
وتطرق المهندس الوزير إلى توجه الوزارة ممثلة بالهيئة العامة لحماية البيئة لتعزيز مقدرات الإدارات البيئية بالمحافظات لضمان إيجاد إدارة قادرة على تعزيز البيئة بالمناطق المحمية وتحقيق البيئة المستدامة الخضراء الخالية من العشوائية وتوطيد نهج الإدارة الكفؤة للتنوع الحيوي وتحسين القدرة على التكيف مع الآثار الناجمة عن تغيرات المناخ والاستعداد لمواجهة الكوارث وتنمية الموارد الطبيعية المستدامة ومكافحة الأوبئة كالكوليرا والتلوث بكافة صوره.
وبين أن الجميع معني بتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي تم اعتمادها، والتي تعبر عن حاجات المجتمع وتطلعاته وتعالج قضاياه وتخدم التنمية المستدامة حتى ٢٠٣٠م.
بدوره أشار وزير الصناعة والتجارة عبدالوهاب الدرة إلى أهمية هذه الفعالية والتي تتزامن مع الإحتفال باليوم العالمي للبيئة.
ولفت إلى أن موضوع تلوث الهواء يعد من المواضيع الهامة التي تهم كل إنسان خاصة في ظل ما تتعرض له البلاد من عدوان وما يرافق ذلك من تلوث للهواء والبيئة بشكل عام .
وأكد الوزير الدرة أن الوزارة تعمل بالتنسيق المشترك مع وزارة المياه والبيئة ممثلة بهيئة حماية البيئة وذلك للحفاظ على البيئة من التلوث.
وتطرق إلى الجهود المبذولة لاستكمال إنشاء المناطق الصناعية خارج المدن السكنية في بقية المحافظات وفي المقدمة محافظة صنعاء بالإضافة إلى الجهود المتواصلة في الرقابة على مصانع الاسمنت.
وكشف وزير الصناعة والتجارة عن المساعي لإنشاء شركة إكتتاب عام إلى جانب القطاع الخاص لإنشاء مشروع إعادة تدوير البطاريات المستخدمة في الطاقة الشمسية وكذا المساعي لإنشاء مصنع للألواح الشمسية .
من جهته تحدث مدير عام الغرفة التجارية خالد العلفي عن دور القطاع الخاص في الحفاظ على البيئة وأهمية تعزيز الشراكة مع منظمات المجتمع المدني في هذا الجانب.
وكان مدير مكتب شركة شو آي كان أحمد زبارة نوه بالتفاعل مع انعقاد المؤتمر اليمني البيئي الأول بشأن تلوث الهواء وأثره على البيئة والصحة العامة.
ولفت إلى أن اليمنيين من السباقين في العمل على حماية البيئة .. مستعرضا محاور المؤتمر والأهداف المتوخاة من مخرجاته.
حضر الافتتاح وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالعزيز الكميم ووكيل وزارة الصحة الدكتور محمد المنصور ووكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع البيئة محمد الوادعي والوكيل المساعد لقطاع المياه عبدالسلام الحكيمي والقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة عبدالملك الغزالي ووكلاء الهيئة وعدد من المعنيين.
عقب ذلك بدأت أعمال المؤتمر بانعقاد الجلسة الأولى والتي جرى خلالها مناقشة العديد من المحاور وأوراق العمل المقدمة حول دور الهيئة العامة لحماية البيئة في الحفاظ على البيئة وتوعية المجتمع بقضايا البيئة والحفاظ عليها إضافة إلى الأضرار الناتجة عن تلوث الهواء وتأثير التغيرات المناخية على الصحة العامة والآثار البيئية والصحية لتلوث الهواء .
في حين ناقشت جلسة العمل الثانية أوراق العمل المقدمة حول الطاقة النظيفة وأثرها على الهواء والاحتباس الحراري ودور المرأة في حماية البيئة والحفاظ عليها بالإضافة إلى أثر التلوث البيئي على الكائنات الحية والموارد الطبيعية ومصادر تلوث الهواء وأهمية الطاقة النظيفة.