الجنوب وثمن الارتزاق والعمالة

عبدالفتاح علي البنوس
يدفع شرفاء المحافظات الجنوبية والشرقية ثمن عمالة وخيانة وارتزاق تجار الحروب وصنَّاع الأزمات من الجنوبيين الذين باعوا أنفسهم ومحافظاتهم ووطنهم وشعبهم لقرن الشيطان وتحالفهم الإجرامي الوحشي القذر ، وتحولوا إلى أدوات رخيصة ومبتذلة بيد السعودي والإماراتي لينخرون في الجنوب ويعبثون بأمنه واستقراره وينهبون خيراته وثرواته ، ويستغلون كافة مقدراته ، ويغتالون خيرة شبابه ونخبة كوادره ، بطرق وأساليب منظمة وموجهة الهدف منها النيل من النسيج الاجتماعي وتفكيكه وإغراق الجنوب في دوامة من العنف والصراع الدموي ذي الأبعاد المختلفة التي تمثل بيئة خصبة لإنفاذ مخططاتهم وأهدافهم ومشاريعهم التدميرية والتخريبية والاستغلالية.
واقع المحافظات الجنوبية اليوم في ظل الغزو والاحتلال وتحت إدارة أذناب الغزاة والمحتلين من مرتزقة الجنوب واقع مؤلم جدا ، أزمات متعددة الأشكال والأوجه ، اغتيالات وتصفيات جسدية تنفذها أدوات المحتل الإماراتي ، أوضاع أمنية مضطربة وغير مستقرة تحيل حياة المواطنين إلى جحيم ، واقع معيشي صعب ومرير جدا رغم كل الإمكانيات المتاحة لهم ، عمليات توغل واحتلال وبسط على المدن والمحافظات والمنشآت الحيوية والمواقع الاستراتيجية في عدن وشبوة وحضرموت والمهرة وأبين ولحج بهدف الاستحواذ والهيمنة عليها واستغلال مواردها وعائداتها لتصب في خدمة مشاريعها التوسعية الاستغلالية الإجرامية التي تهدف إلى تأمين إسرائيل وتعزز من نسبة المصالح والمطامع الأمريكية في اليمن عامة والمحافظات الجنوبية والشرقية على وجه الخصوص.
بالأمس يتم استهداف حفل فني للطفلة ماريا قحطان في عدن بقنابل يدوية ، وقبلها يتم اغتيال مواطن على متن سيارته عشية عيد الفطر ، وفي المهرة تقصف طائرات الأباتشي السعودية المحتجين من أبناء المحافظة الرافضين للتواجد السعودي في المحافظة بما في ذلك الاستحداثات العمرانية في منفذ صرفيت الحدودي الذي بات خاضعا لسيطرة مرتزقة المحافظ المرتزق راجح باكريت ، وفي أبين تتواصل عملية تحشيد العناصر المتطرفة الداعشية والتي باتت مركزا تدريبيا وحاضنة لهذه الجماعات والعناصر الإجرامية التي تمثل الأذرع والجيوش غير النظامية للسعودية والإمارات ، وفي حضرموت تتواصل عمليات الاستقطاب وكسب الولاءات من قبل السعودية والإمارات ، وكل ذلك في سياق التنافس على الهيمنة والسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والمعادن ، وفي سقطرى يواصل الإماراتي والسعودي مسخ الهوية اليمنية السقطرية لسكان الجزيرة ، وفي شبوة يظل غاز بلحاف الطبيعي هدفا ومطمعا للمحتلين السعودي والإماراتي اللذين يمارسان صنوفاً وأساليب المسخ والعبث والفوضى.
بالمختصر المفيد: الجنوب في حالة غليان والخطر يتهدده من السعوديين والإماراتيين وتجار الحروب وصنَّاع الأزمات ، حتى هلال العيد الذي لم يشاهد أجبر السعودي أذنابه في الجنوب على مخالفة دار الإفتاء اليمنية ، والذهاب خلف الرغبة السعودية بإعلان العيد الثلاثاء ، وهي خطوة الهدف منها فرض خيار الانفصال على أرض الواقع وضمان عودة حتى الجنوب لبيت الطاعة السعودي كثمرة ومحصلة للعدوان الذي تشنه على بلادنا بعد أن فشلتا في تحقيق أي إنجاز يذكر على الأرض طيلة فترة العدوان الذي دخل عامه الخامس.. يسعون لتفكيك وتقسيم الجنوب واخضاعه للهيمنة السعودية والإماراتية بشتى الطرق والوسائل، ومن أجل ذلك يشتغلون ليلا ونهارا ، وإذا لم يتحرك أحرار الجنوب لتغيير هذا الواقع المؤلم ، فإنهم سيدفعون ثمن ذلك غاليا ، فالعدو لن يرحمهم ولن يحفظ لهم كرامة ، ولن يصون لهم عرضا ، ولن يوفر لهم حياة كريمة وهانئة ، ولن يكونوا إلا وقود مخططاته الشريرة التي لا تحمل أي ذرة خير على الإطلاق.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا