عبدالفتاح حيدرة
دشن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي محاضراته الرمضانية تحت عنوان ( رمضان عبادة وعمل) بروحية التثقيف والتعليم والمنهج لنشر الوعي بهدى الله في شهر رمضان المبارك والكريم لسنة 1440 هـ، مفتتحا المحاضرة الأولى بالدعاء والاستماع لآيات الله عز وجل في فرض فريضة صيام شهر رمضان من سورة البقرة..
الملاحظ ان التدشين كان تدشينا مرتبا في تقديمه وشكله ومضمونه وفي رسالته ووعيه وشعاره وعنوانه، وان دل هذا التدشين المرتب على شيء ، فإنما يدل اولا : على عظمة ورفعة الهدف الأكبر والاسمى من أهداف مشروع المسيرة القرآنية المتمثل في تعميق وغرس الثقافة القرآنية في حياة وعمل و تفكير ومعاملات الناس فيما بينهم، ثانيا : يدل على الاهتمام الشخصي الذي يوليه السيد القائد لمهمة نشر الوعي بهدى الله وتوضيحه للناس كافة..
وهنا دعونا مثلا نأخذ حديث السيد من خلال الوعي، في مسألة مخاطبة الله لنا كأفراد، وعظمة خطاب القرآن في آيات الصيام للجميع، مخاطبة الأفراد والمجتمع والأمة كأفراد ومجتمع وأمة مسلمة ومؤمنة، وهي مخاطبة لروح الانتماء، لصفة الانتماء، لتكتل الانتماء في كيان متوحد ومتماسك بالإيمان، والإيمان بالله هنا هو الذي يوحد هذا الانتماء لهذا الكيان، وما يقتضيه هذا الانتماء من التزام كعهد وميثاق بين الإنسان وبين الله على السمع والطاعة لله، لما فيه مصلحة الإنسان نفسه ومصلحة المجتمعات والأمم..
هذا الشرح الواعي لمسألة توضح فريضة الصيام، يجعل أي إنسان سوياً لديه انتماء إيماني، يتتبع الأسباب ويبحث عن النتائج في هذه الفريضة، التي تجعله ملتزما بطاعة الله اولا، كون مصدر الخطر على الانسان هو الاعمال السيئة والاهمال لاعمال تقيه من الشرور والمخاطر على نفسه او على الآخرين، فهذه الفريضة تساعد الانسان على التحكم بغرائزه، تساعده على التحمل والصبر وتحمل المسؤوليات والاعمال المهمة وتكسب العزم والإرادة للقيام بأعماله ومسؤولياته..
إذاً في البداية نجد ان فريضة الصيام رتبت العلاقة والانتماء بين الله والانسان، وبين الناس فيما بينهم، ثانيا نجد ان فريضة الصيام رتبت صحة جسم الانسان، وتصفيتها من السموم ، كما سنجد مسألة مهمة وهي مسألة توقيت الصيام وعلاقته بليلة القدر، وبينات الهداية الواضحة، الوعي الانساني بهدى الله الذي يمنحه الطريقة الصحيحة لمعرفة الفرقان ما بين الحق والباطل وبين الخطأ والصواب وبين ما هو خير وشر ..
الوعي هنا هو معرفة ان بركة شهر رمضان وهبته هي نزول كتاب الله فيه، وهذا يوضح الترابط ما بين الصيام والقرآن، لتكون النتيجة هي تحقيق التقوى، والتقوى يجعل الانسان يرى المكاسب والفوائد من هذه الفريضة، والتي تظهر على شكل من النعم العظيمة التي يتوجب علينا ان نشكر الله عليها، وهذا الأمر إذا ما وصل وعي الإنسان إليه سوف يعطيه النظرة الصحيحة إلى كل ما هداه الله إليه ووجهه به وأمره بالعمل فيه، وفوق هذا يجد ان الله كريم وعظيم ورحيم بعباده، يرسل له دوما من يوعيه ويثقفه بهدى الله وكتاب الله ..