المشروع القرآني مشروع حياة
عبدالفتاح علي البنوس
يمثل المشروع القرآني الذي جاء به الشهيد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي مشروع حياة وبناء ونهضة للأمة ، من خلال العودة إلى كتاب الله واستلهام الدروس والعبر من خلال هذا الدستور الرباني غير القابل للتحريف والتأويل والتبديل ، كتاب الله حبله المتين ، وعروته الوثقى ، دليل الحائرين ، وبصيرة المستبصرين ، من به تنجلي الهموم ، وتفرج الكرب ، وتزال الوساوس والأوهام .
المشروع الذي انطلق من هناك من بلاد مران بصعدة لإحياء القلوب التي داخلها الصدأ ، وتبصير الناس بما ينفعهم وما يضرهم ، وفق المنهجية القرآنية التي تقود من يلزمها بالتنفيذ والتطبيق إلى طريق الفلاح والنجاح والرشاد والسداد ، هذا المشروع الذي أزعج أعداء الأمة وأذنابهم ودفع بالأذناب لشن عدوانهم الهمجي على صعدة بغية إجهاضه ، والقضاء عليه في مهده ، من خلال استهداف الشهيد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، والذي ارتقى شهيدا قبل 15عاما ، حيث ظنوا بأن تغييبه عن المشهد اليمني سيقضي على المشروع القرآني والمسيرة القرآنية التي حمل لوائها الشهيد المؤسس ، ولكنهم بغدرهم به وفجورهم في الخصومة ضده ، زادوا شعلة المشروع والمسيرة القرآنية وهجا ونورانية وشاءت إرادة الله بأن تكون دماء الشهيد المؤسس براكين ثائرة زلزلت عروش الطغاة والبغاة المستكبرين ، وأسقطت مشاريعهم التآمرية التدميرية ، وقضت على نفوذهم وسطوتهم وملكهم ، وها نحن اليوم وبعد 15عاما على استشهاده رضوان الله عليه نعيش في أفياء ورحاب هذه المسيرة القرآنية التي تولى قيادتها سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، والذي يدير بكل حنكة واقتدار سفينتها ويوجه بوصلتها لتعزيز روح الإيمان في النفوس وربطها بالدستور القرآني الرباني الذي يمثل مشروع حياة للقلوب وتطبيب للنفوس .
أكثر من 15عاما على انطلاق مشروع الحياة الذي رسم ملامحه ووضع لبناته وأرسى مداميكه الشهيد المؤسس وقاده بكل ثقة واقتدار السيد القائد ، وفي كل يوم نزداد يقينا واقتناعا بأن هذه المشروع الذي يحمل شعار : الله أكبر ،الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام ، كان وما يزال وسيظل مشروع حياة للأمة جمعاء ، كونه يربطها بكتاب ربها ودستورها ومنهجها ويبصرها بكل ما يعزز من إيمانها وثقتها بالله ، واعتمادها وتوكلها عليه ، ويجعل منها أمة قوية عزيزة كريمة تسود العالم وتقوده لا العكس ، وهو الأمر الذي أزعج ذات القوى التي أزعجها انطلاق هذا المشروع قبل أكثر من 15عاما وسعت للنيل منه ، وذهب بها لشن عدوانها الهمجي على بلادنا والذي دخل عامه الخامس ، رغبة منهم في القضاء على هذا المشروع التنويري النهضوي الشامل الذي جمع بين الإيمان والوعي والبصيرة ، والبناء والتعمير والتطوير ، والجهاد والكفاح والنضال ضد الطغاة والغزاة والمستكبرين وكل قوى الشر والإجرام .
بالمختصر المفيد، المشروع القرآني الذي جاء به الشهيد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي مشروع حياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، حياة للأوطان ، وحياة للشعوب ، وحياة للقلوب ، وحياة للنفوس ، وحياة للأرض ، وحياة للقيم والأخلاق والمبادئ والضمائر ، هكذا أراد الشهيد المؤسس ، ومن خلفه السيد القائد ، ولكن أعداء الحياة عملوا على تشويهه ومحاربته والتحريض ضده ، وكأنهم لم يستفيدوا من الحروب الست والمؤامرات التي صاحبت انطلاقة هذا المشروع وكيف انقلبت تداعياتها سلبا عليهم ، وهم اليوم يحصدون ثمن حقدهم وصلفهم وتآمرهم وغدرهم وعمالتهم ، ومع كل يوم يزداد المشروع القرآني قوة ، وتزداد المسيرة القرآنية انتشارا ورسوخا وثباتا وهي تتعرض لمؤامرة هي الأكبر في تاريخ اليمن ، يواصل أبطال الجيش واللجان الشعبية تفكيكها وإفشال مخططاتها ومشاريعها التآمرية العدوانية ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .