تبقى الأمهات على مر العصور المدرسة الأولى التي يتخرج منها الأبناء ويستنبطون أفكارهم وحركاتهم وسكناتهم وهي التي يقع عليها تعليم وتربية اطفالها التربية الدينية الصحيحة وفي ظل المتغيرات الكثيرة في هذا الزمن وانتشار الأفكار الضالة والإرهابية تكون الأم مطالبة بإعداد جيل متسلح ومحصن بالأيمان ،وكانت المرأة باعتبارها الأم والإبنة والزوجة المدرسة الأولى في حياة العظماء وكبار القادة والمناضلين فلطالما رضعوا هؤلاء قيم الوطنية والفدائية في سبيل الوطن من حليب امهاتهم وتشربوا مفاهيم الحرية الممزوجة من حليب وعقلية هذه المرأة العظيمة رغم انها كانت تعيش في ظلم إلا أنها استطاعت أن تخرج أجيالاً عظماء ويقع على عاتقها الآن أن تخرج جيلاً عظيماً متسلحاً بحبه وولائه وانتمائه للوطن ..
الأستاذة ميمونة البرطي مدرسة لمادة التربية الإسلامية أكدت أن دور الأم في هذه الايام لا بد أن يكون مكثفا وكبيرا وقالت : هناك الكثير من التحديات في عصرنا الراهن وهناك أفكار ضالة وانفتاح كبير في وسائل الاتصالات المختلفة وهذا ما يجعل الام تقف أمام الكثير من التحديات التي تواجهها اثناء تربيتها لأطفالها فلا بد أن تكثف الرقابة على الأبناء وتخطط لكيفية تربيتهم وايضا عليها ان تسلحهم بالأيمان وتشرح لهم تعاليمه السمحاء وتربيهم التربية الإسلامية الصحيحة وتحصنهم من كل الأفكار الضالة والإرهابية حتى لا يقعوا فريسة سهلة أمام قوى التطرف والإرهاب فلا بد أن تعلم الطفل منذ نعومة أظافره وان تحسن تربيته فالتربية الصحيحة هي سلاح الطفل من صغره الى ان يكبر .
واضافت البرطي :إن هناك الكثير من النشء في وقتنا الراهن باتوا عاجزين عن فهم دينهم وخاصة بعد مشاهد القتل والعنف التي يشاهدونها وعلى الأم أن توعي ابناءها بأن الدين الإسلامي دين السلام والذي لا يأمر بالقتل ولا العنف وهو دين يدعو الى السلام والأمان.
مسؤولية عظيمة
امارات صبر -المسؤولة الإعلامية في مؤسسة “قدرات” قالت: إن دور الأسرة يعتبر من أهم الأدوار التي تقع عليه مسؤولية التعليم والتربية وتصحيح الأفكار وتعليم الطفل او الشاب الصح من الخطأ ويعتبر دور الأم من أهم الأدوار على نطاق الأسرة لكثرة تواجدها مع ابنائها فيجب عليها ان تعرف تصرفاتهم وتعالج سلوكياتهم وتساعدهم في شق طريقهم في الحياة، كثير ممن تستقطبهم جماعات التطرف والإرهاب تكون حياتهم غير سوية وعادة ما تكون أسرهم مفككة أو أنهم لم يتلقوا تربية صحيحة من قبل اسرهم وامهاتهم وعلى الأم أن تضطلع بدورها الكبير وتفهم ابناءها الفهم الصحيح وتساعدهم على دراسة وفهم دينهم الاسلامي الفهم الصحيح .
علاقة قوية
الأستاذة مريم الشاوش -أكدت أن مكافحة الأفكار المضللة لا تقع على الأم فقط أو الأب او الأسرة ولكن يجب على المجتمع ككل ان يساهم في غرس قيم الولاء الوطني ونبذ كل الأفكار المضللة ولكن الدور الأكبر يقع على الأم والذي يجب عليها أن تقوي علاقتها بأبنائها ولا تكون مجرد رقيب فقط تصرخ وتضرب وتوبخ بل عليها أن تكون الأم المقربة والحنونة التي تستطيع أن تحل مشاكل ابنائها دون ارتباك وخوف وصياح فبذلك ستغرس كل القيم المثلى لأطفالها وخاصة الآن في مثل هذا الزمن الذي أصبح مليئا بالشر والإرهاب.
وأضافت الشاوش وهي مدرسة لمادة القرآن الكريم وأيضاً أم لخمسة أبناء: لا بد أن تقوم الأم بدورها على أكمل وجه فهي مسؤولة أمام الله عن ابنائها وان عجزت عن حل مشكلة ما في ابنائها فعليها أن تطلب المساعدة من اخواتها أو صديقاتها اللاتي تثق بهن حتى تستخدم مع ابنائها كل الحلول اللازمة لكي لا يضيع الطفل ويدمر مستقبله وعليها ان تغرس في ابنائها كل القيم التي حث عليها ديننا الحنيف بحيث تجعلهم محصنين ضد أي افكار يمكن أن تضر بهم وبأوطانهم ومستقبلهم .
جهل
ويقول سلطان الشرجبي اخصائي في علم النفس التربوي ان الجهل بالدين هو من ابرز الأسباب التي تمكن الجماعات الإرهابية من استقطاب الشباب والنشء واقناعهم بأفكارهم التدميرية وهنا لا بد أن تقوم الأسرة بدورها في توعية ابنائها وتعريفهم بقيم الولاء لله ثم للدين ثم للوطن وتعريفم ايضا بمفاهيم الإسلام وتعاليمه السمحاء وانه دين يدعو الى المحبة والسلام والتعايش وليس الى القتل والحرب والخراب وايضا تربيتهم على الوسطية والاعتدال في كل امورهم وتحصين عقولهم من الأفكار الضالة التي تدعو الى الدمار .
دور الاسرة
ويقول المختصون إنه على الأسرة والأم بالتحديد أن تقوم بمراقبة تصرفات أطفالها وخاصة الذين يكونون في عمر الشباب أو المراهقة فلا تجعل الأسرة كل همها توفير متطلبات العيش لأبنائها بل تراقب تصرفاتهم في كل وقت وإن لاحظت على ابنها أي تصرف غريب فعليها متابعته وتتبعه وتصحيح افكاره واستيعابه بين أسرته وتطوير مواهبه وأهم شيء معرفة كيفية التعامل مع المراهقين الذين يجدون الخلاف في المنزل وسيلة وحجة للهروب منه ،ومن هنا فعلى الأم أن تعي أن المرحلة التي تمر بها البلاد بحاجة إلى أن يكون لها دور رئيسي في صناعة الانتصار وتحقيق النصر فيقع على كاهلها توعية الإبناء بحب الوطن والتضحية من أجله .