كتب/علي الريمي
محمد صالح النفيعي .. اسم بات حاليا يشكل رقما صعبا كواحد من أهم وابرز المدربين على الساحة اليمنية، حيث استطاع هذا الشاب أن يقدم أوراق اعتماده في مجال التدريب ونجح في السنوات القليلة الماضية في أن يقتحم ملاعب الساحرة المستديرة، فقدم نفسه عبر الموهبة وكذلك من خلال التأهيل المطلوب والى جانبهما الإخلاص والاجتهاد، فكان من ثمار ذلك أن حصد النفيعي النجاح الذي أهله ليكون مدربا محنكا شق طريقه بكل اقتدار فبعد أن كانت البداية الرائعة من خلال ناديه اليرموك بصنعاء حيث اظهر النفيعي قدراته التدريبية عبر قيادته الناجحة لمختلف فرق الفئات العمرية باليرموك، انتقل إلى (اللعب مع الكبار) من خلال العمل كمساعد لمدرب الفريق الكروي الأول، ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية للكابتن محمد النفيعي ليبدأ رحلته مع هذه المهنة الشاقة، فشق مشواره التدريبي بكل كفاءة واقتدار، ولعل إنجازه الكبير المتمثل في قيادته الناجحة لفريق نادي العروبة للتتويج بلقب الدوري العام لكرة القدم في أول تجاربه التدريبية مع الكبار اكبر دليل على موهبة النفيعي كمدرب قادم بقوة إلى الساحة اليمنية على الرغم من انه لم يكن معروفا قبل ذلك الانجاز التاريخي مع نادي العروبة، وحينها أكد النفيعي جدارته كمدرب قدير عندما قاد الفريق الكروي الأول بنادي العروبة في أول مشاركة خارجية له فقدم الفريق العرباوي نتائج متميزة جدا في مشاركته الأولى في منافسات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وكان قريبا من الوصول إلى الدور الثاني لولا التعثر الذي وقع للفريق في آخر جولتين وبذلك استطاع هذا المدرب الشاب أن يقدم أوراق اعتماده مرة أخرى كمدرب من العيار الثقيل، وهو الأمر الذي نجح الكابتن محمد النفيعي في إثباته مجددا عندما نجح في أول مهمة له مع المنتخبات الوطنية والبداية من منتخب الناشئين وتكرر ذلك النجاح مع منتخب الشباب الذي قادة النفيعي للتأهل إلى نهائيات كاس آسيا باقتدار.
وعلى كل ما سبق لم يكن مستغربا أن يسارع الاتحاد العام لكرة القدم لتكليف الكابتن محمد النفيعي بالإشراف على اختيار وقيادة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم ..وإن كان ذلك التكليف قد جاء متأخرا جدا جدا إلا أن المدرب الوطني الشاب لبى نداء الوطن ووافق على تولى مهمة تدريب المنتخب الوطني الأول بصفة مساعد مدرب، فكان أن قام النفيعي باختيار التشكيلة الأولية للمنتخب وقيادة تدريباته في معسكره الداخلي بالمكلا طوال شهر ونصف وهي المرحلة الأولى في رحلة الإعداد والتحضير للمنتخب الوطني قبل الدخول في غمار نهائيات بطولة كأس أمم آسيا 2019 التي جرت في الإمارات مطلع العام الجاري حيث شارك منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تلك البطولة القارية لأول مرة في عهد الجمهورية اليمنية، وحينها سلَّم النفيعي مهمة تدريب المنتخب إلى المدرب السلوفاكي جان كوسيان الذي تعاقد معه اتحادنا الكروي للإشراف على منتخبنا في المونديال الآسيوي الذي شهد مغادرة منتخبنا الوطني الأول للبطولة من دورها الأول.
النجاح مع أهلي صنعاء
وقبل تكليفه بالإشراف على اختيار اللاعبين وقيادة المنتخب الوطني الأول في مرحلة الإعداد الأولى لنهائيات كأس أمم آسيا كان النادي الأهلي بصنعاء قد نجح في التعاقد مع الكابتن محمد النفيعي ليتولى تدريب الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي على الرغم من عدم وجود أي نشاط كروي رسمي، ومع ذلك كان النفيعي عند مستوى المهمة والثقة التي وضعها فيه مجلس إدارة النادي الأهلي بصنعاء فقد بدأ الرجل العمل فور التعاقد معه ونجح في اختيار مجموعة كبيرة من اللاعبين الموهوبين ليكونوا النواة الأساسية للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي، وعقب انتهاء مهمته مع المنتخب الوطني الأول في كأس أمم آسيا عاد النفيعي لاستكمال مشروعه الكروي الجديد فكان أن قاد الفريق الأهلاوي للتتويج بلقب بطولة كأس الملتقى الشتوي الثاني الذي نظمه نادي الوحدة الرياضي بصنعاء وفيه حقق الأهلي كأس الملتقى الشتوي الثاني بكل جدارة واستحقاق، حيث فاز في ست مباريات وتعادل في المباراة السابعة مع غريمه التقليدي فريق الوحدة بهدف لمثله ليقود النفيعي الأهلي لإحراز كاس ذلك الملتقى باقتدار..وقبل قدومه لتدريب أهلي صنعاء كان النفيعي قد نجح في قيادة فريق 22مايو لإحراز لقب الدوري الرمضاني لأندية العاصمة صنعاء.
باختصار يمكن القول إن المدرب الوطني محمد صالح النفيعي يعتبر إضافة متميزة لقائمة المدربين اليمنيين خصوصا أنه يمثل جيلاً جديداً من ذوي الكفاءات ممن لديهم طموحات ليس لها حدود، ولا نبالغ إذا وصفنا هذا المدرب بأنه مدرب من العيار الثقيل حتى وإن لم يجد الإنصاف الذي يستحقه (إعلاميا) وكفى!!.