في زمن اللوغاريتمات والآحاد والأصفار، لم تعد لغة البرمجة مقتصرة على حاملي الشهادات فقط، بل إن طفلا في الخامسة من عمره قد يتمكن من تعلّم البرمجة عبر تطبيقات على الهواتف الذكية.
فقد أصبحت اللغة الرقمية لغة تواصل الشاشات والهواتف في هذا العصر، وبدأت الكثير من الدول تعليم لغة البرمجة كأساسيات للصغار بهدف إتقانها وتطويرها فيما بعد.
ففي الهند ابتكر طفل مبرمج (11 عاما) حلولا تقنية للبيئة من حوله، وآخر في نفس العمر يحلل تطبيق إنستغرام ويبلغ شركة فيسبوك التي تمتلكه عن الثغرات الموجودة فيه.
كما تتيح تطبيقات على الهواتف الذكية فرصة مجانية للتعلم وتعليم أساسيات البرمجة، فتطبيق مثل “سكراتش” يمكنه تعليم طفل اليوم كيف يبرمج لعبته الإلكترونية أو يحكي حكاية أو يصنع فيلما كرتونيا صغيرا.
ويعد “سكراتش” إحدى لغات البرمجة المرئية التي طورتها شركة غوغل بالتعاون مع معهد للأبحاث التقنية، وقد صمم التطبيق للأطفال ما بين سن الثامنة والسادسة عشرة، لكنه سرعان ما انتشر بين مبتدئي البرمجة من كافة الأعمار.
بدوره يهدف تطبيق “كود دوت أورغ” -التابع لمنظمة غير ربحية- إلى توسعة آفاق الطفل لتعلم البرمجة بتوفير المرح والترفيه عبر تحقيق أهداف اجتماعية وأعمال تطوعية داخل التطبيق، حيث يمكن للطفل من خلاله الربط بين اللغات البرمجية والمهن التي يطمح إليها.
أما تطبيق “تنكر” فيشبه “سكراتش”، إلا أنه يتخذ شكل لعبة “الليغو” لتحبيب الأطفال في التعامل معه لوقت طويل. ويساعد البرنامج الطفل على اختبار وفهم مبادئ البرمجة واستخداماتها، ويؤهله لتعلم لغات أعقد مثل “جافا سكربت” و”بايثون” و”سويفت”.
كما يوفر التطبيق منصة متصلة يمكن للوالدين من خلالها تتبع تطور الطفل، واستخداماته للغات التي يتعلمها.
ويستهدف تطبيق “كودابل” الأطفال من السن الرابعة حتى العاشرة، لكنه لا يتيح إمكانية التعلم الذاتي، لذلك يعمل التطبيق كأداة تعليم الآباء والمدرسين لغات البرمجة التي تؤهلهم لتعليم الأطفال من خلال القصص والألعاب.
وأكثر ما يميز التطبيق هو محاولة تعليم الأطفال القيم والقواعد الهامة واستخدام وسائل المنطق والإقناع.