شعب اليمن بين معسكرين
أشواق مهدي دومان
لم يكن من تخصّص في عالم الأحياء والأجنّة والوراثة سوى لمحات في الثّانوية درسناها لنجزم بالقول إنّ ما يحدث من تطبيع و تطبّع مع إسرائيل لم يكن وليد الصّدفة كما لم تخلقه الطّبيعة ، ولا كان طفرة جينيّة طارئة مفاجئة ، بل إنّه نتاج فكر يهوديّ صهيونيّ ماسونيّ بامتياز فهو خطوة مدروسة مزمّنة بتمكّن ؛ فظهور المدعو : خالد اليماني : وزير خارجيّة حكومة الفندقة الارتزاقيّة لم يكن مجرّد لعبة استعراضيّة إلّا باعتبار ذلك الارتزاقي دمية كاراكون تحركه أمريكا وإسرائيل من على يمينه وشماله بخيوط لم تعد خفيّة أو خافية على أحد .
تلك الدّمية ما كان سوى واجهة الارتزاق وبوق يقرأ على العالم خلاصة عقيدتهم الارتزاقيّة العملائيّة التي اعتنقوها منذ زمن أتاح لهم أربابهم الأمريك إسرائيليّون فيه أن يثبتوا صدق إيمانهم بها ، وقد وصل المرتزقة في إرضاء معبودتهم ( إسرائيل ) إلى حدّ يقينها واطمئنانها بأنّهم عملاء بدرجة أساتذة عظماء و هي درجة ارتقائية لا يصل إليها عبدة الشّيطان (من الماسون ) إلّا بعد امتحانات في المواقف يتم فيها تنازلهم عن قيمهم ومبادئهم و تعاليم الإسلام الحنيف ؛ ولهذا وجدنا من أولئك المرتزقة من يشرب الخمر ، ويحتضن العواهر ، ويستقبل الصّهاينة في باحات وساحات المساجد الحُرم في غير معارضة من شعوب عربية تمّ تطويعها عبر ثقافة :” جوّع كلبك يتبعك ” فاتبعهم كلّ كلب لاهث باحث عن شبع البطن وما حوى في غريزيّة حيوانيّة باعت القيم ، وركعت لهم، وتآمرت على الأحرار تبغي تركيعهم كما ركعوا هم ، وارتقى كلّ لاهث في مدرسة الماسونيّة من درجة تلاميذ إلى درجة أساتذة عظماء وقد تكشّفت سوءاتهم في فرارهم لأحضان أساتذتهم الماسون الأقدم منهم وهم بنو سعود و نو زايد ، فكان نجاح المرتزقة بادئا ذي بدئ هو موافقتهم أن يكونوا شمّاعة بل بساطا و قنطرة و جسرا يدوس عليه المحتلّون لاحتلال أرضهم ، واغتصاب عرضهم، وتطوّر الموقف اليوم إلى الانقلاب الفعلي على عقيدتهم تلخّص في :
_موالاة اليهود تحدّيا لقول اللّه : “لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء ”
_ ” ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم ”
وبهذا فتوسّط خالد اليماني اليوم وزير خارجية أمريكا ورئيس وزراء إسرائيل ما كان إلّا شهادة ماسونيّة لهذا المرتزق وامثاله المرتزقة ومن يتبعهم ايديولوجياً مكتوب فيها :
تمّ ترفيعكم عملاء ماسون وخداماً لإسرائيل بدرجة امتياز، فقد كانت صورة ذلك الوغد اليماني ( وحاشاه يمانيا حقيقيا ) هي صورة متحدّثة عن عقيدة جديدة يريد أحفاد القردة والخنازير فرضها على أحفاد الأنصار ، وهي عقيدة دخيلة وثقافة مغلوطة عن السّعادة والحياة حين يقول بعض من لازالت غشاوة العقد المذهبية على أعينهم مبرّرين، بل ومؤيدين ذلك الظّهور الوقح لوزير خارجية ( أمينة عفّاش ) :
” أصلا العرب لا وجود لهم ” ، ومن ثمّ: ” لن تكون حياة إلّا بالتّطبّيع مع إسرائيل ” !!!!،
وهؤلاء أبواق وبوّابات خلفيّة و حاضنة صنعها معسكر (عبد ربّه) ناصر الدّواعش المؤمنين بأمريكا وإسرائيل إيمان الوثني بالّلات والعزّى للقرن الواحد و العشرين و المعتبرين الحوثي ( قولتهم ) آتيا بدين جديد مع أنّ الحوثي لم يقل لهم سوى : بيننا ولنا القرآن مسيرة حياة للآخرة ، وما أتى إلّا رافعا راية محمّد بن عبداللّه حنيفا مسلما لا يهوديّا ولا نصرانيّا ، ولكنّ المتطبّعين مع إسرائيل ينقلبون على سورة الإسراء التي قال فيها (عزّ من قائل ) : “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ؛ لنريه من آياتنا ، إنّه هو السّميع البصير ” لتكن تلك القناعة التي كانت متقنّعة برفض أعداء المسجد الأقصى قد أسقطت ذلك القناع فقالت مجاهرة بالقبول لأعداء الأقصى وبالتّالي الجحود بآيات اللّه ، بل باللّه الذي أراد المسجد في القدس مسجدا لا بيعة ولا كنيسة ، فلو كان ربّ العالمين يريده كنيسة نصارى أو بيعة يهود أو معبد كفرة لما عجز عن ذكر ذلك في كتابه الكريم و لكان حدّد بالحرف الواحد : بأنّ ذلك الذي رسمه الماسون في عقلياتهم و معتقداتهم ( قبل آلاف السّنين) معبدا باسم هيكل سليمان !!
و هنا المعركة الحقيقيّة تعلن بدئها على الأقصى ، معركة حقيقيّة بين معسكرين لا ثالث لهما
1- معسكر الأقصى و يتمثّل في كلّ فرد وجماعة وحزب ودولة ومكوّن وفكر مناهض لإسرائيل و هذا الجناح هو الرّافض لكيانها على أرض فلسطين جملة وتفصيلا .
2- معسكر هيكل سليمان و نجمة يعقوب و يمثّلهم كلّ متطبّع مع إسرائيل ، فردا كان أو جماعة أو حزبا أو دولة أو…إلخ، المهم هو معسكر مؤمن بوجودها ليس ككيان غاصب معتد أثيم محتل فحسب ، بل حبيب صديق عاشق مناصر معبود مخدوم، وهو معسكر خادم لإسرائيل قولا وفعلا .
وهنا الإيمان كلّه سينبري للكفر كلّه ، وبلا مزايدات ، فما من وقت للمزايدات ؛ فالأمر بات أوضح من عين الشّمس ، أمّا مكوّن الأنصار فقد تبرأ الشّهيد القائد ( حسين بدر الدين الحوثي ) كمؤسس له من هذا المعسكر بشعار أطلق عليه الصّرخة قبل أكثر من عقد من الزّمن فقد استشعر خطورة وجود الكيان الصهيونى و التّمهيد له عبر حكّام عملاء تحكمهم سفارات أمريكا ( حاضنة إسرائيل ) وسفراؤها ؛ ولهذا فحين كشف الشّهيد القائد هذا التخطيط المسبق بإعلان البراءة منهم قاموا بحربه ست مرّات أرادوا فيها كبت صوت الحقّ الفاضح لهم في شعاره الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، وقالها بشجاعة ومسؤولية ، وبذلك أقام الحجّة على هذا الشّعب ذي الإيمان والحكمة ، وذكّر اليمنيّين بالمسؤوليّة الملقاة على عاتقهم تجاه فلسطين والأقصى كمسجد أراده اللّه مسجدا كما ذكر ذلك القرآن وسور القرآن وآياته التي يجب الإيمان بها كلها دون كفر ببعضها ..
والآن :
حصحص الحقّ وما عاد من أعذار وقد تكشّفت ملامح المعسكرين فقد بات من الواجب على كلّ مؤمن إعلان البراءة ممّن حرّفوا التّوراة والإنجيل كتبا سماويّة تحريفا نصّيّا ، وقاموا بخطوة أوقح حين حرّفوا القرآن في عقول المنتمين له ، فحرّفوا ( بذلك ) بوصلة العداء عن العدوّ الحقيقي للأقصى وجعلوا من يناصر الأقصى عدوّا ، ومن يتطبّع مع عدوّ الأقصى وليّا، وهنا الأخطر ؛ ولهذا فالمعركة اليوم فاصلة وما بقي للأعذار من موطن ، ولا للحياد من مكان ، فخياران أمام كلّ مؤمن باللّه ورسوله وكتابه كلّ كتابه :
_ إمّا أن تنضم لمعسكر الأقصى _ وإمّا أن تنضم لمعسكراحتلال الأقصى، وكلّ امرئ بما كسب رهين .
و السّلام