الصيادون‮: ‬البواخر والشرطوانات أفقدتنا أرزاقنا والسبب‮ ‬غياب القانون

● ‬البواخر العملاقة وشباك الشرطوان الممنوعة تبدد الثروة السمكية وتجرف أماكن تكاثرها‮ ‬والنتيجة رزوح محافظة المهرة تحت تهديد انقراض ثروتها السمكية‮.‬
هكذا كان الحال في‮ ‬المهرة‮ ‬وهكذا استمر العبث والجرف العشوائي‮ ‬للثروة السمكية ولم‮ ‬ينتبه الجميع إلا بعد أن ثارت ثائرة الصيادين هناك‮ ‬ولكنها صرخة ما لبث أن تلاشت‮.‬
‮»« ‬تلمست أوضاع الصيادين البسطاء في‮ ‬سواحل ومديريات المهرة للوقوف على كل تفاصيل المشكلة والتقت الجميع‮ ‬من المواطن إلى الصياد إلى المسؤول‮ ‬وخرجت منهم بهذه الحصيلة‮:‬

> ‬البداية مع الوالد سالم سعيد قنون وهو أحد كبار الصيادين في‮ ‬مديرية سيحوت‮ ‬يقول‮:‬
‮- ‬إن الجميع كان‮ ‬يعرف أن بواخر المسؤولين‮ (‬النافذين‮) ‬تجرف البحر ليل نهار‮ ‬وشباك الشرطوان أجهز على الباقي‮ ‬فالبواخر تجرف كل ما تجده في‮ ‬طريقها حتى المراعي‮ ‬وتأخذ ما‮ ‬يصلح لها وترمي‮ ‬الباقي‮ ‬أما عن الشرطوان فإنها شباك طويلة وفتحاتها صغيرها جداٍ‮ ‬ولهذا تجمع ملايين الأسماك‮ ‬يومياٍ‮ ‬ثم تأخذ الكبير وترمي‮ ‬الصغير ميتاٍ‮ ‬داخل البحر‮.‬
وأضاف‮: ‬إن شباك الشرطوان ممنوع في‮ ‬كل مكان ولا‮ ‬يوجد إلا في‮ ‬محافظة المهرة‮ ‬وإن الصيادين كانوا دائماٍ‮ ‬يطالبون السلطة المحلية بالمدينة بوضع حد لهذا العبث ولكن لا حياة لمن تنادي‮.‬

‮> ‬أما الصياد سعيد علي‮ .. ‬يؤكد أن الصيادين بدون حماية وأن البواخر وأصحاب الشرطوان‮ ‬يحاربوننا في‮ ‬أرزاقنا‮ ‬وأن الصيادين المساكين‮ ‬غارقون في‮ ‬الديون والبعض منهم تركوا أطفالهم وهاجروا منتقلين بين مديريات قشن وحصوين ونشطون وغيرها بحثاٍ‮ ‬عن الرزق هناك‮ ‬أما عن السبب الحقيقي‮ ‬وراء اختفاء الكثير من أنواع الصيد على سواحل المحافظة‮ ‬فالحقيقة واضحة وهي‮ ‬الطمع والجشع والجرف العشوائي‮ ‬خاصة من قبل البواخر وأصحاب الشرطوانات والوافدين من خارج المحافظة لأن البقعة مفتوحة ولا‮ ‬يوجد أي‮ ‬ضابط لها‮.‬
لا مبالاة
> ‬من جانبه تحدث الصياد عوض محمد سالم‮ ‬مديرية الغيضة‮:‬
‮- ‬عن أن الوضع لا‮ ‬يحتمل وإن تحدثت هل سيكون من حديثي‮ ‬أي‮ ‬فائدة‮ ‬خاصة وأن المسؤولين على علم بذلك وأيضاٍ‮ ‬هناك بعض المتنفذين‮ ‬يقومون بحماية البواخر والشرطوان ويأخذون نسبة على ذلك‮ ‬دون التفكير أو المبالاة بمصير الصياد المسكين‮.‬
ويضيف‮: ‬أن هذا العام ولأول مرة في‮ ‬تاريخ المهرة‮ ‬يختفي‮ ‬موسم الحبار في‮ ‬المحافظة ولا‮ ‬يظهر السمك في‮ ‬موسمه والسبب هو جرف المراعي‮ ‬ومكان تواجد هذا النوع من السمك‮.‬
تراجع نسبة الإنتاج
‮> ‬الصياد أبو عبدالله‮:‬ ‮- ‬هناك بعض الصيادين لا‮ ‬يستطيعون توفير قوت‮ ‬يومهم‮ ‬والبعض الآخر لم‮ ‬يعد‮ ‬يزاول مهنة الصيد وذهب للبحث عن عمل في‮ ‬مناطق أخرى‮ ‬يستطيع من خلاله الحصول على قوت أسرته‮.‬
وأضاف‮: ‬انه خلال‮ ‬الأعوام السابقة كان الإنتاج بنسبة كبيرة في‮ ‬مختلف أنواع الأسماك ومنها الثمد‮ ‬القشار‮ ‬اللخم‮ ‬والحبار وغيرها‮ ‬إلا في‮ ‬هذا العام لوحظ أن نسبة الإنتاج تراجعت وبدرجة كبيرة جداٍ‮.‬
مؤكداٍ‮ ‬أن السبب في‮ ‬ذلك هي‮ ‬الشرطوانات التي‮ ‬كانت وراء انعدام الأسماك‮.‬
انعدام السمك
‮> ‬عزان محمد عيسى القميري‮ ‬مواطن من أبناء مديرية حوف ويقيم مع أسرته في‮ ‬الغيضة‮ ‬يقول‮:‬
‮- ‬يا أخي‮ ‬الصيد عملة صعبة وإذا حصلت حبة تحصلها مثلجة وبالسعر الفلاني‮ ‬وصدقني‮ ‬أن الصيد في‮ ‬صنعاء أرخص من المهرة رغم أننا في‮ ‬محافظة ساحلية‮.‬
ويضيف‮: ‬هناك الكثير من أنواع السمك لم تعد موجودة في‮ ‬السوق‮ “‬الشروخ‮” ‬مثلاٍ‮ ‬فهو من السمك الذي‮ ‬اشتهرت به المهرة لم‮ ‬يعد موجوداٍ‮!!‬
أين الحبار¿ أين الطرناك¿ أين الثمكري‮ ‬أين الثمد¿ أين القشار¿ أين السمك الفلاني‮ ‬والعلاني¿ البعض اختفى نهائياٍ‮ ‬والبعض الآخر أصبح نادرا وبالعملة الصعبة ولعله في‮ ‬طريقه إلى الانقراض من ساحلنا¿‮!‬‮ ‬
كارثة حقيقية‮
> ‬أما المواطن البرك محمد سكرون من مديرية الغيضة فقال‮:‬
‮- ‬نحن أمام كارثة حقيقية ونحن السبب في‮ ‬هذه الكارثة لأننا في‮ ‬المهرة منذ القدم نعتمد على البحر وهو مصدر أرزاقنا ونعلم جيدا أن الثروة السمكية هي‮ ‬ملكنا وملك الأجيال القادمة ومع ذلك فرطنا فيها وأخذنا الطمع والجشع واللامبالاة ولم ندرك حجم الجريمة التي‮ ‬نرتكبها في‮ ‬حق الأجيال القادمة والجميع‮ ‬يتحمل المسؤولية‮ ‬المواطن والمسئول والصياد والطالب والمدرس والمثقف والطبيب وكل من‮ ‬يأكل السمك حسب قوله‮.‬
الصياد هو السبب
‮> ‬ومن ثم عرجنا على المسؤولين بالمحافظة ونقلنا لهم ما عرضه الصيادون والمواطنون في‮ ‬سياق حديثهم من الأسباب والمسببات والتقينا أولاٍ‮ ‬بالأمين العام للمجلس المحلي‮ ‬بالمحافظة‮ ‬سالم عبدالله نيمر والذي‮ ‬بدوره ألقى بالمسؤولية على الصيادين قائلاٍ‮:‬
‮- ‬السبب هم الصيادون أنفسهم‮ ‬فهم كما الذين‮ ‬يخربون بيوتهم بأيديهم ولم‮ ‬يقدروا نعمة الله سبحانه وتعالى‮: “‬ولأن شكرتم لأزيدنكم‮”‬‮ ‬فالصيادون لم‮ ‬يشكروا النعمة‮.‬
مسؤولية الجميع
‮> ‬الأخ‮/ ‬محمد صداعي‮ ‬علي‮ ‬وكيل المحافظة لشؤون مديريات الساحل‮ ‬يقول‮:‬
‮- ‬إن المشكلة موجودة والجميع‮ ‬يتحمل المسؤولية بما فيهم القانون‮ ‬والصياد العابث الذي‮ ‬لم‮ ‬يلتزم بقوانين الصيد ولم‮ ‬يستشعر بالمسؤولية وأيضاٍ‮ ‬المسؤول الذي‮ ‬ترك الحبل على الغارب وأهمل في‮ ‬أداء واجبه‮ ‬والقانون الذي‮ ‬يحدد المخالفة ولا‮ ‬يحدد العقوبة هذه هي‮ ‬مشكلتنا‮ ‬تخيل أن أجهزة الرقابة البحرية تقبض على مخالف‮ ‬يصطاد بشباك الشرطوان فتحيله إلى النيابة فتجد أن النيابة تقوم بالإفراج عن هذا الشخص بحجة أن لا وجه لإقامة الدعوى‮ ‬ولهم الحق لأنه ليست هناك لائحة تفسيرية لبعض قوانين الاصطياد وإذا وجدت المخالفة في‮ ‬القانون فلا تجد العقوبة‮.‬
محاسبة المخالفين
‮> ‬ويرى الأخ خميس علي‮ ‬سعيد مبارك مدير عام الموانئ ومراكز الإنزال السمكي‮ ‬بالهيئة العامة للمصايد السمكية‮:‬
‮- ‬إن المشكلة قد طرحت أمام اللجنة الرئاسية التي‮ ‬وصلت إلى المحافظة برئاسة الأخ‮/ ‬محمد عبدالله الحرازي‮ ‬عضو مجلس الشورى وأشار إلى أن الجميع اليوم بحاجة إلى دولة قوية توقف المخالف وتحاسب المقصر‮ ‬وتفرض هيبتها وقوتها على الجميع‮.‬
قضية كبيرة
‮> ‬من جانبه تحدث الأخ‮/ ‬شملان سعد شملان‮ ‬رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية بالمهرة بقوله‮:‬
‮- ‬الموضوع شائك والقضية كبيرة‮ ‬فعلا وهناك أسباب كثيرة‮ ‬يمكن أن نختزلها بالآتي‮:‬
‮- ‬عدم الالتزام بقوانين الصيد ومواعيد الاصطياد‮ ‬وعدم الالتزام بوسائل الاصطياد المسموحة للصيد بأي‮ ‬وسيلة كانت‮.‬
‮- ‬الأشباك التي‮ ‬يبلغ‮ ‬طول الواحدة منها كيلو متر‮ ‬وبصراحة البواخر العملاقة أرحم من هذه الشباك لأن البواخر تجرف من الأعماق أما شباك الشرطوان فيجرف من السواحل وهي‮ ‬أماكن تكاثر الأسماك‮.‬
‮- ‬الاتصالات والتدخلات التي‮ ‬يعمد إليها الكثير من الوجهاء والمشائخ في‮ ‬المحافظة ومعهم المسؤولين للإفراج عن أي‮ ‬مخالف‮.‬
‮- ‬عدم الخوف من الأمن أو الرقابة البحرية نتيجة الفوضى القائمة في‮ ‬البلد‮.‬
ويضيف‮: ‬إن المشكلة تكمن بالدرجة الرئيسية بالقانون‮ ‬والذي‮ ‬قد طالبنا بتعديل بعض مواد الصيد ومن هذه المواد تحديد المخالفة والعقوبة‮ ‬والتي‮ ‬طرحت من خلال لقائنا بعدد من الوزراء والمسؤولين الذين لم‮ ‬يعيروا‮ ‬كلامنا أي‮ ‬اهتمام‮..‬
واختتم حديثه بالقول‮: ‬إن أجهزة الرقابة البحرية ضبطت الكثير من المخالفين وأحالتهم إلى النيابة ومع ذلك أفرجت النيابة عن الجميع‮ ‬بسبب عدم وجود عقوبة‮ ‬ينص عليها القانون‮ ‬بل بالعكس في‮ ‬بعض الأوقات إذا أحيل أحد المخالفين إلى المحكمة فالحكم‮ ‬يصدر ضدنا‮.‬

قد يعجبك ايضا