مصادر إعلامية أمريكية تصف العلاقة بين السعودية والعدو الصهيوني بـ"التحالف الدّافئ"
علاقات سعودية – إسرائيلية متشابكة تخدم أجندات الاحتلال والاستعمار في المنطقة
*السعودية أنفقت أموالاً طائلة لتخريب البلدان العربية بما فيها اليمن
الثورة/ أحمد المالكي
منذ 2002م قدّم حُكّام السعودية تنازلات مَجانِيّة للكيان الصهيوني، عندما فرضت على باقي الحكام العرب – عبر الجامعة العربية – مخططًا للاعتراف العربي الجَمْعِي بالكيان الصهيوني، بدون أي مقابل، تحت اسم “مبادرة السلام العربية”، ومنذ عام 2016م أصبح آل سعود يُصَرِّحُون: إن الكيان الصهيوني حليفٌ ضد إيران (“العدو” الأكبر لآل سعود)، ويعتبرون “حزب الله منظمة إرهابية”، وفرضت السعودية هذا القرار على الجامعة العربية، وطلبت من الأمم المتحدة اتخاذ قرار مماثل، وأنفقت السعودية أموالاً طائلة لتخريب البلدان العربية، من ليبيا إلى سوريا، مرورًا باليمن والعراق، وحَقّقت السعودية الكثير من مخططات الكيان الصهيوني لتفتيت الدول العربية، عبر تمويل المنظمات الإرهابية التي تدعمها دولة الاحتلال أيضًا، وبعد إعلان عاصفة الحزم على اليمن خرجت العلاقات السعودية الصهيونية من طور السّرّيّة أو الكتْمان، إلى الزيارات واللقاءات العَلَنِيّة، بالتّوازي مع حشد القوات السعودية (والخليجية، بدعم من المُرْتزقة) للسيطرة على الموانئ والجزر واحتلال الأراضي اليمنية الاستراتيجية…إلى التفاصيل:
.كتب التاريخ والأحداث بما فيها مذكرات مستر هنفر رجل المخابرات البريطاني المشهور تؤكد أن نظامي آل سعود والكيان الصهيوني زرعا في المنطقة في وقت واحد من قبل المخابرات البريطانية الماسونية العالمية خدمة للأهداف الصهيونية الاستعمارية الغربية كما أن المُؤَرِّخين، والمتابعين للقضية الفلسطينية يعرفون محتوى رسالة مؤسس المملكة الذي أعلن أنه لا يرى مانعًا من استيطان “اليهود المَساكِين” في فلسطين، قبل تأسيس الدولة الصهيونية، وسبق أن صرّح رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، خلال ندوة في “نيويورك”، بمشاركة المدير الأسْبَق للمخابرات الصهيونية (موساد) أفرايم هاليفي، بأن الاتصالات “السعودية – الإسرائيلية” تعود إلى فترة السبعينيات، وتجدر الإشارة إلى أن الجريدة الإلكترونية السعودية “إيلاف” أجْرَتْ لقاءً مُطَوّلاً مع رئيس الأركان الصهيوني، وفي السابع من سبتمبر 2018م، ذكرت الإذاعة الحكومية الصهيونية “صوت إسرائيل” أن أميرا من البلاط السعودي زار فلسطين المحتلة سرا، وبحث مع مسؤولين إسرائيليين من رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية ووزارة الحرب، الوضع في المنطقة، وتنسيق المواقف ضد إيران، وأشار موقع “ميديل إيست آي” البريطاني إلى أن الأمير المذكور، قد يكون محمد بن سلمان، وعَقَّبَ وزير الطاقة الصهيوني، على هذه الأخبار بالقول “توجد مخاوف مشتركة بين السعودية وإسرائيل بشأن إيران”، كما أعلن وجود علاقات مع العديد من مُمَثِّلِي الدول العربية، ولكنها تبقى غَيْر مُعْلَنَة، بطلب منهم، خوفًا من غضَبِ شُعُوبِهِم.
موقف موحد
وقد وصفت مجلة “تايم” الأمريكية (19 /01 /2015م) العلاقة بين السعودية والعدو الصهيوني بـ”التحالف الدّافئ”، واستعْرَضَتْ تفاصيل لقاءٍ عَلَنِي في مدينة “بروكسل”، عاصمة بلجيكا، بين تركي الفيصل وآموس يدلين، وكلاهما قائد سابق لجهاز مخابرات دولته، نَظّمته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، وكتبت الصُّحُف الأمريكية إنهما اتفقا على موقف موحّد ومُنْسَجم تجاه إيران وبرنامجها النووي وعلى ضرورة دعم الحكومة العسكرية (حكومة عبدالفتاح السيسي) في مصر، والمطالبة بمزيد من التّدخّل العسكري الدّولي في سوريا واليمن..
علنا
فيما كتبت صحيفة “تايمز” البريطانية عن زيارة وفد سعودي، بقيادة لواء متقاعد، إلى تل أبيب، سنة 2016م، وكتبت وكالة “رويترز” يوم 20 /04 2017م: إنه “لا يوجد بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية علاقات دبلوماسية، ومع ذلك، يلتَقِي المسؤولون السعوديون مع المسؤولين الإسرائيليين علنا”، ومن ذلك اللقاء العلني في واشنطن، بين الجنرال “ياكوف أميدرور”، المستشار السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ورئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل.
دمج
وقال ممثل أسرة آل سعود: “لا يوجد شيء يمكن أن يوقف دمج المال السعودي والعقل الإسرائيلي”، بحسب ما أورده تقرير أعدته المؤسسة الإعلامية الأمريكية (PRI)، بعنوان “إسرائيل تطور علاقات جديدة مع السعودية ودول خليجية أخرى”، وأوردت الصحف الصهيونية “إن لدول الخليج وإسرائيل أهدافاً مشتركة، من بينها تطوير تكنولوجيا استغلال المياه والزراعة والطاقة…”، وتأكّدت “الشّائعات”، بالتواجد العلني لبعثة دبلوماسية صهيونية في الإمارات سنة 2015م، وكتبت الصحف الصهيونية (من بينها “تايمز أوف إسرائيل”)، على هامش الحَدَث، عن وجود علاقات تجارية، تقدر بمئات الملايين من الدولارات، مع دويلات الخليج، في مجال الملابس الفاخرة، والأحجار الكريمة، والسلاح، وخدمات الأمن، والمواد الغذائية وغيرها…
من جهة أخرى، عرض الكيان الصهيوني على الولايات المتحدة خطة لبناء شبكة سكك حديدية، ومشروع سماه الصهاينة “قطار السلام الإقليمي”، لِربط مناطق فلسطين المحتلة سنة 1948م بالأردن، كمرحلة للربط مع مَشْيَخات الخليج الأُخْرَى، لتطوير النّقل التجاري، في مرحلة أولى…
أول رحلة
وكتبت وكالة “سبوتنيك” الروسية (15 /06 /2017م)، إن الولايات المتحدة الأمريكية تُجْرِي اتصالات سرية مع السلطة الفلسطينية والسعودية والأردن لتنسيق أول رحلة طيران لحجاج فلسطينيين من مطار “بن غوريون” إلى “المدينة”، في السعودية، عبر عَمّان، وذلك بعد زيارة ترامب للسعودية وكانت أول رحلة جوية علنية مباشرة قد انطلقت في أواخر مايو 2017م، عندما سافر “دونالد ترامب، على متن طائرته الرئاسية، من العاصمة السعودية الرياض، إلى مدينة تل أبيب، في فلسطين المحتلة، في أولى جولة له كرئيس للولايات المتحدة.
أسرار الخليج
وبَثّتْ (القناة 13) قناة تلفزيونية صهيونية مؤخّرًا سلسلة تحقيقات تحت عنوان “أسرار الخليج”، وتناولت العلاقات بين الكيان الصهيوني والإمارات والبحرين وقطر والسعودية، والتنسيق بين هذه الأطراف، منذ 2015م، لمواجهة إيران، وأعلن سفير أمريكي سابق في تل أبيب (دان شابيرو)، “أن ممثلي رئيس الحكومة الإسرائيلية وممثلي ولي العهد الإماراتي كانوا يتحدثون بانتظام، مُباشرة، أو عبر الهاتف، بهدف تبادل الأفكار حول العديد من القضايا”، وقد دفعت السعودية ملك البحرين إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال، قبل إقدام السعودية على هذه الخطوة التّطبيعية العلنية…
حليف هام
وأعلن “دونالد ترامب” خلال شهر اكتوبر 2018م “إن السعودية حليف هام للولايات المتحدة، وأحد أكبر المستثمرين، وأن السعودية ساعدت أمريكا كثيراً في دعم إسرائيل”، بحسب موقع “كان” الصهيوني، وكتبت صحيفة “لوفيغارو” اليمينية الفرنسية (أواخر اكتوبر 2018م) إن الكيان الصهيوني يحرص على دعم الاستقرار في السعودية، ولا يود أن يهتز حكم أسرة آل سعود بسبب اغتيال “جمال خاشقجي”، وقَدّرت صحيفة “لوفيغارو” أن تكثيف الاتصالات بين أعضاء الأسرة المالكة للسعودية والكيان الصهيوني يعود إلى سنة 2014م.
برامج تجسس
وكانت الاتصالات ترمي إلى “دعم المصالح الاستراتيجية المشتركة بينهما”، وأكّدَتْ خبر اجتماع ولي العهد محمد بن سلمان، في واشنطن، في مارس 2018م، مع ممثلي المنظمات الصهيونية الكبرى، كما أكدت شراء السعودية، قبل سنوات، “أجهزة وبرامج تجسس ومراقبة إسرائيلية من أجل تتبّع ومطاردة رعاياها المعارضين والمنشقين، واستخدمت السلطات السعودية هذه البرامج لتتبع جمال خاشقجي، قبل اغتياله”، مما جعل دونالد ترامب يقول “لولا السعودية لدخلت إسرائيل في مأزق”.
صفقة القرن
وبالمقابل، اشتهر محمد بن سلمان بتصريحاته المُعادية للفلسطينيين، ودعوته العلنية والصريحة لاعتبار الكيان الصهيوني “أمرًا واقعًا”، ونبذ خيار المُقاوَمَة، وكان بن سَلْمان عرّاب الخطة الأمريكية المُسمّاة “صفقة القرن” التي تهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيا، قد عمل ما في وسعه لإعلان التطبيع السياسي والاقتصادي والرياضي والثقافي، والتعاون الأمني والعسكري مع الاحتلال، ومُعاداة القضية الفلسطينية بشكل علني، وأَكّدَ ذلك بتصريحه، خلال لقاء مع إحدى المجموعات الصهيونية الأمريكية (ابريل 2018م): “على الفلسطينيين أن يقبلوا مخططات السلام أو يخرسوا”، وتماشيًا مع التقارب (بل التحالف) السعودي الصهيوني، أجازت السعودية للخطوط الهندية حليف لإسرائيل باستخدام أجواء “بلاد الحَرَمَيْن” للعبور من وإلى فلسطين المحتلة، واعتبر رئيس وزراء العدو هذه الخطوة “اختراقا كبيرا يبشر برحلات مباشرة، قريبًا”…
تعاون أمني
أوردت مواقع صحف صهيونية (من بينها “المصدر”، وهو أداة دعاية صهيونية باللغة العربية) يوم 12 /02 /2019م تقريرًا عن “العلاقات الإسرائيلية – الخليجية السرية”، وتضمّن التقرير تفاصيل عن التعاون الأمني بين الكيان الصهيوني والإمارات، الذي تواصل بعد اغتيال القيادي الفلسطيني “المبحوح” (حماس) سنة 2010م، وتناول التقرير نبأ “صفقة سرية لبيع طائرات آلية إسرائيلية إلى الإمارات”، وأخبارًا عن المكالمات العديدة (منذ 2015م) بين رئيس حكومة العدو الصهيوني وولي عهد “أبو ظبي” محمد بن زايد، في إطار “مجابهة الخطر الإيراني في المنطقة”، والتحالف العسكري في العدوان على اليمن وشَكّل عزف النشيد الرسمي الصهيوني في “أبو ظبي” (وكذلك في الدوحة عاصمة “قطر” وفي المنامة، عاصمة البحرين) قمّة العمالة والخيانة لعرب النفط (عرب أمريكا أو صهاينة العرب).