علي الريمي
ابراهام مبراتو من المؤكد أن هذا الاسم قد تم تدوينه في سجلات كرة القدم اليمنية باعتبار صاحبه أول مدرب نجح في قيادة المنتخب الوطني الأول للجمهورية اليمنية إلى نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم في نسختها رقم (17) التي اختتمت مؤخرا.
المدرب الإثيوبي الجنسية ابراهام مبراتو الذي جاء إلى اليمن قبل عشر سنوات تقريبا وعمل عند قدومه مدربا للفريق الكروي الأول بنادي الهلال بالحديدة لكنه لم يستمر طويلا مع الفريق الهلالي ليس لأنه فشل في قيادة الفريق الهلالي بل نتيجة استقطابه للعمل في الإدارة الفنية بالاتحاد العام لكرة القدم وهناك اظهر مبراتو قدراته المتميزة كخبير كروي محنك فنجح في المهمة الموكلة إليه كمدير فني وإداري.
ليس ذلك وحسب بل اثبت هذا الرجل كفاءته كمدرب عندما كان الاتحاد العام لكرة القدم يستعين به لقيادة المنتخب الوطني الأولمبي حيث تمكن مبراتو أن يقود المنتخب الاولمبي تحت (23) سنة للتأهل إلى نهائيات كأس آسيا الأولمبية 2014م في أول نسخة من هذه البطولة المستحدثة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وعقب ذلك الإنجاز، عاد مبراتو لمواصلة عمله في الإشراف على الإدارة الفنية بالاتحاد العام لكرة القدم بكل تفان وإخلاص وبعيدا عن ضجيج الإعلام أو كاميرات المصورين ورغم كل ذلك لم ينجو مبراتو من الانتقادات الحادة بل ووصل الأمر إلى حد تعرض الرجل إلى حملة إعلامية (ضارية) هوجم فيها بشدة ليس لعدم كفاءته فقط لأنه جاء للعمل في بلادنا عن طريق نادي الهلال بالحديدة فقط لا غير!!
ولم يتأثر الرجل بتلك الهجمة المفتعلة ضده وواصل القيام بعمله على أكمل وجه وخلال فترة تواجده على رأس الإدارة الفنية بالاتحاد العام لكرة القدم كان الكابتن ابراهام مبراتو يقوم بالإشراف على الكثير من الدورات التأهيلية التي كان الاتحاد ينظمها للمدربين الوطنيين فكان محاضرا للكثير من تلك الدورات التأهيلية (المبتدئة – المتوسطة – وحتى المتقدمة)، التي كانت تقام على مستوى العاصمة صنعاء أو تلك التي كانت تجرى في عدة محافظات باعتباره محاضراً دولياً معتمداً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
واستمر مبراتو يعمل بصمت بالاتحاد العام لكرة القدم الذي عاد واستعان به مرة أخرى لقيادة المنتخب الأولمبي تحت 23 سنة العام 2016م ونجح مبراتو (مجددا) في الوصول بالمنتخب إلى نهائيات النسخة الثانية لكأس آسيا للمنتخبات الأولمبية لكن واه من لكن هذه!!
لم تتوقف حملات التشكيك في قدرات هذا الرجل والتقليل من شأنه رغم انه محاضر دولي معتمد من الفيفا وقبيل انتهاء العام الميلادي 2017م، اضطر الاتحاد العام لكرة القدم للاستعانة بالكابتن ابراهام مبراتو ليتولى مهمة تدريب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم وقيادته لاستكمال مشواره في رحلة التصفيات الآسيوية المزدوجة والطويلة للوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018م في روسيا وكذلك المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم آسيا السابعة عشرة 2019م.
جحود ونكران!!
وللمرة الثالثة يثبت المدرب الإثيوبي نجاحه عندما قاد المنتخب الوطني الأول للوصول -لأول مرة منذ قيام الوحدة – إلى نهائيات بطولة كأس أمم آسيا 2019م بعد أن قاد المنتخب لتحقيق المركز الثاني على مستوى المجموعة الرابعة التي ضمت منتخبنا الوطني ومنتخبات كل من: طاجيكستان والفلبين والنيبال, حيث حل منتخبنا الوطني في المركز الثاني وصعد مع منتخب الفلبين متصدر المجموعة برصيد 12 نقطة في حين حصد منتخبنا عشر نقاط من الفوز في مباراتين والتعادل في أربع وتأهلا معا إلى نهائيات كأس أمم آسيا.
ربما كان قرار الاتحاد الآسيوي بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 24 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ المسابقة عاملا مساعدا في وصول منتخبنا إلى نهائيات كاس آسيا إلا أن ذلك لا يقلل من دور مبراتو الواضح والملموس في ذلك الانجاز الكبير الذي تحقق لكرة القدم اليمنية منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن عام 1990م.
ومع كل هذه النجاحات التي حققها المدرب الإثيوبي ابراهام مبراتو إلا انه ظل عرضة للمزيد من الانتقادات الموجهة إليه بشكل غريب جدا.
إنه الجحود بعينه في حق هذا الرجل فقط لا غير، فكيف لأي متابع منصف أن ينكر عليه كل تلك النجاحات التي حققها مع المنتخب الاولمبي (لمرتين متتاليتين) ثم النجاح الأهم والأبرز مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم المتأهل لأول مرة في تاريخ الجمهورية اليمنية إلى نهائيات كأس أمم آسيا.
شكراً وعذراً مبراتو
ما الذي كان سيحدث لو تم الإبقاء على المدرب الإثيوبي ابراهام مبراتو على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني عقب انتهاء التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2019م??.
لقد كان بالإمكان الإبقاء على مبراتو ليواصل مهمته مع منتخبنا الوطني الأول في نهائيات المونديال الآسيوي لولا تلك الضغوط التي وجهت للاتحاد العام لكرة القدم عقب انتهاء التصفيات في شهر مارس 2018م حيث طالب الكثيرون بضرورة قيام اتحادنا الكروي بالتعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب يتولى الإشراف على مرحلة الإعداد والتحضير للمنتخب وقيادته في كاس أمم آسيا وأمام ذلك لم يكن أمام الاتحاد سوى الاستجابة لتلك المطالب وعمل على استقدام مدرب أجنبي للمنتخب إلا أن ذلك لم يتم إلا في وقت متأخر جدا جدا.. فكان ذلك السيناريو السيئ جدا جدا الذي تعرض له المنتخب في العرس الكروي القاري الذي كان ابراهام مبراتو حاضرا فيه لكن كضيف شرف حضر خصيصا لدعم ومؤازرة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم وكان واضحا ذلك التعاطف الذي أبداه مبراتو عندما تساقطت دموع بعض لاعبينا عقب الهزيمة الثالثة والأخيرة التي تجرعها في البطولة وفي تصريحات له عبر مبراتو عن تعاطفه مع المنتخب الوطني وأكد أنه كان يتمنى أن يستمر في قيادة المنتخب في النهائيات الآسيوية.. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!!.
وعلى كل ما سبق لا نملك إلا أن نقول: شكرا جزيلا لك يا كابتن مبراتو على كل ما قدمته للكرة اليمنية.. وعذرا على كل الإساءات التي وجهها البعض إليك وكفى!